الصومال.. "أيادي خفية قطرية" تستثمر وتتلاعب بالأزمات الأخيرة

عربي ودولي

أمير قطر
أمير قطر


ذكر موقع قناة العربية نت، أن العديد من الصوماليين اتهموا قطر بأن لها أيادي "خفية" تستثمر وتتلاعب بالأزمات الأخيرة الحاصلة في بلادهم، ومن ضمنهم مسؤول سابق في الأمم المتحدة.

 

وفي التفاصيل، بعث البروفيسور، حسن كنان، هو مسؤول متقاعد سابق في الأمم المتحدة، عمل في إفريقيا وآسيا وأوروبا، رسالة مفتوحة إلى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نشرت على الموقع الإخباري الصومالي المستقل، "caasimada".

 

واتهم المسؤول الأممي السابق، حكومة الصومال بمحاصرة شعب جمهورية جوبالاند بموافقة قطرية، معتبراً أن تلك الحكومة تسيطر على دوبا لاند بدعم وبركة الدوحة.

وفي ما يلي النص الحرفي للرسالة:

صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،

أكتب إليكم لإيصال رسالة من شعب جمهورية جوبالاند المحاصر في الصومال. هل سمعت عن الحصار الوحشي الذي تفرضه الحكومة المارقة في مقديشيو على شعب جوبالاند، وهي الحكومة التي تسيطر على بلدي بدعمكم وبركتكم؟ هل وصلك خبر المأساة الإنسانية التي تتكشف في جمهورية جوبالاند؟ ما الذي فعله الفقراء، والضعفاء في جوبالاند لك ولبلدك ليستحقوا مثل هذا الاعتداء الوحشي الشنيع على إنسانيتهم، وكرامتهم بأيدي وكلاء عائلة آل ثاني الحاكمة في مقديشيو؟

 

صاحب السمو، منذ فرض المقاطعة قبل عامين على بلدك من جيرانك العرب وحلفائك السابقين، كنت أنت ومبعوثوك تطوفون جميع أنحاء العالم للاحتجاج على قرار المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ومصر لمعاقبة وعزل بلدك. لقد أنفقت مبالغ طائلة لشراء خدمات شركات العلاقات العامة المتميزة، للضغط على القوى العظمى، والمؤثرين من صناع الرأي العالميين، نيابة عنك وعن بلدك.

 

وخلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اختتم أعماله مؤخراً، تحدثت بوضوح وحماس عن المصاعب التي عانى منها شعبك في أعقاب المقاطعة العربية لقطر.

تضارب في أسلوب حكم أمير قطر؟!

صاحب السمو، كيف يمكنك الجمع والتوفيق بين الأضداد القطبية المتأصلة بعمق في طرقك والتي تضرب بجذورها بتقدير شديد في أسلوب حكمك؟ كيف يمكنك أن تدين بشدة وتقاوم عزلة بلدك بفعل الدول العربية وتمكّن في الوقت نفسه وكلاءك في مقديشيو من حصار الناس في جوبا لاند "فجأة ودون سابق إنذار"، ومن معاقبة لناس أكثر فقرا وأكثر هشاشة من عامة القطريين العاديين؟ ما هي المكاسب التي حققتها عائلة آل ثاني الحاكمة في حرمان أطفال جوبالاند من اللقاحات التي تعتبر بالغة الأهمية لصحتهم ونموهم؟ كيف يمكنك أن تظل صامتاً عندما تستخدم الأصول القطرية المعروفة في مقديشيو الأموال والترسانة العسكرية التي توفرها بلدك وتنشرها لحرمان المسنين والأمهات المرضى والمرضعات من الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها بشكل عاجل؟ هل الأطفال، وكبار السن، وأمهات جوبالاند أقل إنسانية من نظرائهم القطريين؟ ألا يستحقون احترام حقوق الإنسان الأساسية والحريات والكرامة التي تعلنها بإصرار وبفخر لشعبك؟

 

لا يمتلك سكان جوبالاند مليارات الدولارات وأصول الاستثمار الضخمة التي سمحت لك بنقل أبقار هولشتاين جواً من أوروبا بين عشية وضحاها، لضمان حصول الأسر القطرية على لبن لأطفالها. ولكنهم، بنعمة الله سبحانه وتعالى، سوف ينجون من الاعتداء الجائر والشنيع على حياتهم وسبل عيشهم وكرامتهم.

 

سياسة قطر في الصومال محيرة

إن الموقف القطري الحالي من جوبالاند بشكل خاص والصومال بشكل عام أمر محير للغاية عندما ينظر المرء إلى الرؤى المستنيرة والمساهمات السخية التي قدمها بلدك الصغير نحو السلام العالمي والتنمية المستدامة في السنوات الأخيرة. وفي هذا الصدد، أود أن أذكر برنامج "علم طفلا" Educate-A-Child الممول من قطر.

 

وكمسؤول كبير سابق في الأمم المتحدة، كنت قد شاهدت الأثر الإيجابي لهذا البرنامج في إفريقيا وآسيا. وفي حالة الصومال، كنت جزءًا من فريق عمل على أحد هذه المشروعات التي نفذتها اليونسكو واليونيسف قبل عدة سنوات.

 

من الصعب أن نفهم كيف يسمح بلد قادر على إظهار هذا الكرم على أن يتم ربطه بشكل مفاجئ، بمن يعتبرون عصابة مفترسة، تسعى إلى المقامرة المتهورة بسيادة بلدي، وكرامة شعبي. كيف يمكن لعقل ملكي التوفيق بين إغراء الطفل بنعم التعليم، وإخضاع الطفل نفسه لإهانات لا يمكن تصورها، بما في ذلك مستويات الحرمان المنهكة، وحتى الجوع؟