بعد تحية "السيسي".. ماذا تعرف عن الكتيبة 16 مشاة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لم يغفل التاريخ، أعظم قادته، ودائمًا ما يذكر إنجازاتهم، حيث أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدور المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، خلال فترة حرب أكتوبر، إذ قاد أبرز وأخطر المعارك خلالها.

وخلال الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الـ46 لانتصارات أكتوبر، أمس الأحد، تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتحية للكتيبة 16 مشاة وقائدها المشير محمد حسين طنطاوي الراجل العظيم الذي قاد مصر في أصعب الفترات.

قائد الكتيبة 16 مشاة
ويدور التساؤل حول الكتيبة 16 مشاة ودورها في حرب أكتوبر 1973م، والتي قادها المشير محمد حسين طنطاوي، حيث خاضت أخطر وأهم المعارك، كالاستيلاء على رؤوس الكباري، ومعركة المزرعة الصينية.

الاستيلاء على رؤوس الكباري
واستهلت الكتيبة 16 مشاة، مهامها يوم ‏6‏ أكتوبر بعبور المانع المائي لقناة السويس في نصف ساعة فقط‏،‏ وكان المفترض أن تعبره في ساعة‏،‏ ثم بدأت  في التقدم باتجاه الشرق وحققت مهامها الأولية باستيلائها على رؤوس الكبارى الأولى وصد وتدمير الهجمات المضادة التى وجهت إليها. 

وكانت حصيلة ذلك تدمير 5‏ دبابات من قوات العدو‏، وعزل النقطة القوية بالدفرسوار وحصارها‏،‏ ثم قامت الكتيبة بتطوير الهجوم في اتجاه الشرق وتحقيق مهمة احتلال رأس الكوبرى النهائي،‏ مع الاستمرار في صد وتدمير الهجمات المضادة للعدو‏.‏

معركة المزرعة الصينية
كما تعد معركة المزرعة الصينية، من أهم المعارك التي خاضتها الكتيبة 16، حيث بدأت المعركة في هذه المنطقة عندما استنفذ العدو الإسرائيلي جميع محاولاته للقيام بالهجمات والضربات المضادة ضد رؤوس الكباري فبدأ يتجه إلى ضرورة تكثيف الجهود ضد قطاع محدد حتى تنجح القوات الإسرائيلية في تحقيق اختراق تنفذ منه إلى غرب القناة‏،‏ وكان اختيار القيادة الإسرائيلية ليكون اتجاه الهجوم الرئيسي لها في اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني في قطاع الفرقة ‏16‏ مشاة وبالتحديد في اتجاه محور الطاسة والدفرسوار‏، وبذلك أصبحت المزرعة الصينية هي هدف القوات الإسرائيلية المهاجمة في اتجاه قناة السويس على هذا المحور‏.‏

وبدأت معركة المزرعة الصينية يوم ‏15‏ أكتوبر حيث قام العدو بهجوم مركز بالطيران طوال النهار على جميع الخنادق وقيادة الكتيبة وكان الضرب دقيقا ومركزًا‏، كما سلطت المدفعية بعيدة المدى نيرانها بشراسة طوال ساعات سطوع الشمس، واستمر هذا الهجوم حتى الغروب، ومع ذلك لم يصب خلال هذا الضرب سوى ‏3‏ جنود فقط‏،‏ وكان ذلك بسبب خطة التمويه والخداع التي اتبعتها الكتيبة‏، وقبل أي ضربة جوية كانت تحلق طائرات لتصوير الكتيبة‏، وبعد التصوير مباشرة كانت تنقل الكتيبة بالكامل لمكان آخر فيتم ضرب مواقع غير دقيقة‏.‏

وفي الساعة الثامنة إلا الربع مساء نفس اليوم وصل إلى أسماع الكتيبة أصوات جنازير الدبابات بأعداد كبيرة قادمة من اتجاه الطاسة، وبعدها بربع ساعة قام العدو بهجوم شامل مركز على الجانب الأيمن للكتيبة مستخدمًا‏ 3‏ لواءات مدرعة بقوة ‏280‏ دبابة ولواء من المظلات ميكانيكى عن طريق ‏3‏ محاور مكونة من فرقة أدان القائد الإسرائيلي من ‏300‏ دبابة وفرقة مانجن القائد الإسرائيلي 200‏ دبابة ولواء مشاة ميكانيكى وتم دعمهم حتى يتم السيطرة‏.

وعزز لواء ريشيف القائد الثالث بكتيبة مدرعة وكتيبة مشاة ميكانيكى وكتيبة مشاة ميكانيكى مستقلة‏،‏ وأصبحت بذلك قيادة ريشيف ‏4‏ كتائب مدرعة وكتيبة استطلاع مدرعة و‏3‏ كتائب مشاه ميكانيكى وأصبحت تشكل نصف قوة شارون‏، ومع كل هذا الحشد من القوات قام العدو بالهجوم وتم الاشتباك معه بواسطة الدبابات المخندقة والأسلحة المضادة للدبابات وتم تحريك باقي سرية الدبابات في هذا الاتجاه‏، وقد أدت هذه السرية مهمتها بنجاح باهر،‏ حيث دمرت‏ 12‏ دبابة ولم تصب أي من دباباتنا بسوء‏، وتم اختيار مجموعة قنص من السرايا وبلغت ‏15‏ دبابة وتم دفع أول مجموعة وضابط استطلاع وضباط السرايا‏،‏ ثم دفعت الفصيلة الخاصة ومعها الأفراد حاملي الآر‏.‏بى‏.‏جى إلى الجانب الأيمن وقامت بالاشتباك مع العدو حتى احتدمت المعركة وقلبت إلى قتال متلاحم في صورة حرب عصابات طوال الليل حتى الساعة السادسة صباح اليوم التالي، وقد تم تدمير‏60‏ دبابة في هذا الاتجاه‏.‏

وفي الساعة الواحدة من صباح يوم ‏16‏ أكتوبر قام العدو بالهجوم فى مواجهة الكتيبة ‏18‏ مشاة وأمكن صد هذا الهجوم بعد تدمير ‏10‏ دبابات و‏4‏ عربات نصف مجنزرة‏،‏ ثم امتد الهجوم علي الكتيبة‏ 16‏ الجار الأيسر للكتيبة ‏18‏ مشاه وكانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوى، وكانت قوة الهجوم عليه من لواء مظلي ومعه لواء مدرع وكتيبة‏، ونتيجة لقرار قائد الكتيبة تم حبس النيران لأطول فترة ممكنة وبإشارة ضوئية منه تم فتح نيران جميع أسلحة الكتيبة ‏16‏ مشاة ضد هذه القوات المتقدمة واستمرت المعركة لمدة ساعتين ونصف الساعة حتى أول ضوء‏. 

وبالفعل، جاءت الساعات الأولى من الصباح مكسوة بالضباب مما ساعد القوات الإسرائيلية على سحب خسائرها من القتلى والجرحى‏، ولكنها لم تستطع سحب دباباتها وعرباتها المدرعة المدمرة.

معركة الدبابات الكبرى
وشهدت الكتيبة، معركة الدبابات الكبري يومي 16 و17 أكتوبر، حيث قاتلت حتى الموت ضمن عشرات المعارك التي خاضتها منذ الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر.

وقال الفريق عبد رب النبي حافظ رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الذي كان قائدًا للفرقة 16 مشاة من الكتيبة 16 مشاة، إن العدو خسر في معركة الدبابات الكبرى يوم 17 أكتوبر في مواجهة الفرقة المصرية أكثر من 70 دبابة وأكثر من 300 قتيل و1000 جريح.

ولعل أداء الفرقة المصرية جعل العدو الإسرائيلي يغير تكتيكاته التي ظل معتنقا لها منذ عام 1948، مضطرًا إلى استخدام المظلات في هجوم أرضي بعد فشل هجماته المردعة المتعددة على القوات المصرية للكتيبة 16 مشاة من اللواء مشاة، وكان قتل قائد أحد الكتائب الإسرائيلية إنجاز آخر جعلهم يحققون النصر واضطر العدو للانسحاب.