"سيخرج منك جوهر".. قصة الجندي القبطي الذي استشهد على يد قائده

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، صلاة عشية غدًا الأحد، بتذكار استشهاد مقدم جند أهناسيا، الشهيد العظيم يوحنا الجندي، حيث يتم تطيب جسده في احتفال مهيب مساء اليوم نفسه.

ومن المقرر أن تقام صلاة القداس الإلهي بعد غدٍ الإثنين.

وبحسب الكتاب التاريخ الكنسي (السنكسار)، تحتفي الكنيسة بتذكاره في 3 بابه من الشهر القبطي من كل عام.

ويوضح القس شنودة وديع، راعي كنيسة العذراء مريم والأنبا إبرام بمنطقة طوابق فيصل، التابعة لايبارشية الجيزة للأقباط الأرثوذكس، أن الجندي يوحنا الأشروبي، هو من مواليد قرية ببيج أشروبة التابعة لمدينة البهنسا، وكان والداه مسيحيين الديانة.

وكشف " وديع" لبوابة الفجر، أن الشهيد يوحنا لٌقب بالجوهري، وذلك عندما رأى والده رؤية في حلم لكاهن يقول له سيخرج منك (جوهر)، أما لقب الأشروبي، أوضح القمص شنودة بأنه جاء من مسقط رأسه في قرية أشروبة التابعة لمدينة البهنسا وهي إحدى أشهر المناطق الأثرية في محافظة المنيا.

وأضاف كاهن كنيسة العذراء مريم، أن القديس يوحنا كان يتقدم من الصِغر في النعمة والقامة في الكتاب المقدس، كما إنه كان يتعلم الأدب والكتابة والعلوم ويظل طوال الليل ساهرًا في تلاوة المزامير، وعندما صار شابًا، أخذه خاله إلي الجندية، فبرع كجندي حتي أن صار رئيسًا للجند، ثم توفي والداه بعد ما أوصوه بالإيمان والتمسك بمسيحيته.


وتابع: أكمل القديس بناء الكنيسة التي بدأها والداه في بناءها باسم الأمير تادرس الشطبي بتلك القرية، حتي إن جاء عصر اضطهاد المسيحيين في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس، ثم ذهب القديس يوحنا إلي الآباء المتوحدين وأعطاهم كل ما يحتاجونه من المال وتبارك منهم وذهب إلي الوالي أرمانيوس واعترف بأنه مسيحي فأمر الوالي بتعذيبه ووضعه في الهيمباذين، ثم المقالي المغلية فوق سرير محمي بالنار، ثم وضع مسامير محمية في أظافره ليخلعوها ووضع الجير والخل مكانها، مؤكدًا أن خلال رحلة عذباته تمت معجزات علي يديه منها (إخراج شياطين - فتح أعين 3 عميان - شفاء ابنة يوليوس - إقامة ميت)، حتي أن استشهد القديس علي يد أرمانيوس في عهد دقلديانوس.

وأضاف: بعد أن استشهاد القديس، جاء رجل يدعي ديوجانيوس فأخذ جسده الطاهر وأخفاه في قرية دانه شرق البحر وكان هذا الرجل عبد يوليوس الوالي وظل جسده مختفيا إلي أن انتهي عصر دقلديانوس وتم اكتشاف هذا الجسد ورجوعه إلي بلدته ببيج أشروبه ووضعه في الكنيسة التي بناها ولكن مع مرور الزمن اختفت الكنيسة والجسد إلي الآن وتعيد له الكنيسة بتذكار استشهاده ورفع القداس الإلهي في صباح يوم 3 بابة من كل عام قبطي.