معركة الفجر.. "فيس بوك" يحذف حسابات المؤسسة بادعاءات كاذبة دون تحقيق

العدد الأسبوعي

الفجر
الفجر


فى الثالث من أكتوبر الجارى، تورط موقع «فيس بوك» لأول مرة فى تاريخ منصة التواصل الاجتماعى الشهيرة، فى جريمة ضد حرية الرأى والصحافة دون مقدمات أو مبررات، إذ حذف الموقع الصفحات الرئيسية والمتخصصة لبوابة «الفجر» على «فيس بوك» وهى: «الفجر» و«الفجر الرياضى» و«الفجر الفنى» كما حذفت عدداً من الحسابات الشخصية لعدد كبير من صحفيى الموقع ووصل الأمر لحذف حسابات شخصية لأقارب بعض العاملين. كان الأمر مفاجأة لمؤسسة «الفجر» التى تعمل فى خدمة القارئ منذ 11 عاماً، وتدعو للحرية والمساواة والعدالة وتحارب الفساد وكلها أمور موجودة على صفحات النسخة الورقية وعلى موقعها الإلكترونى والتى تؤرخ جهود المؤسسة فى الدفاع عن حرية الرأى منذ تأسيسها.

غرفة الأخبار الرسمية لـ«فيس بوك» أصدرت بيانًا صحفياً بررت فيه تصرفها بوجود «سلوك مزيف منسق» لـ«الفجر»، لأنه تم استخدام صفحات المؤسسة للتلاعب وتضليل الآخرين ولأنها كانت «تمثل منظمات إخبارية محلية مستقلة»، رغم أن «الفجر» صحيفة محلية مستقلة لا تهدف إلى التضليل ولكنها تعبر عن موقف سياسى وفق أعلى المعايير الصحفية العالمية، وقواعد القانون الدولى التى تتيح حرية التعبير عن الآراء بشكل عام ووجهات النظر السياسية ما يعنى أن تصرف «فيس بوك» غامض ولا يستند على معايير موضوعية أو أدلة موثقة.

وتواصلت «الفجر» مع فريق الدعم الفنى لموقع «فيس بوك» للتحقيق فى المشكلة والتعرف على أسبابها دون الحصول على رد فى البداية قبل صدور البيان الذى أشار إلى أن غلق الصفحات جاء بعد تحقيق رغم أن «الفجر» لم تتلق أى إنذارات أو أى إشارة فى هذا الإطار.

بيان «فيس بوك»، قال إنه «عادةً ما يضع مديرو الصفحة ومسئولو الحساب منشورات بشأن الأخبار المحلية والمواضيع السياسية بما فى ذلك المحتوى الذى يدعم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، وينتقد قطر وإيران وتركيا، والحركة الانفصالية الجنوبية فى اليمن، ورغم أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط حاولوا إخفاء هويتهم، إلا أن تحقيقنا وجد روابط مع جريدة الفجر».

ومن المثير للسخرية أن المحتوى الوحيد الذى اعتبره فيس بوك دليلاً كان خبراً فنياً نشرته «الفجر» عن مهرجان الجونة السينمائى على عكس المحتوى السياسى المذكور فى الصفحات الأخرى المحذوفة والتى لا يتبع بعضها «الفجر»، كما تضمن البيان الإشارة إلى أن «الفجر» تدعم حركة الانفصاليين فى اليمن وهو أمر غير صحيح جملة وتفصيلاً ويدل على عدم دراية كاتب البيان بحقيقة موقف «الفجر» أو طبيعة تغطيتها للأحداث التى يشهدها اليمن، أو طبيعة التغطية الخبرية لما يدور فى المنطقة.

«فيس بوك» خالف معاييره وسياساته وقوانينه أو أى قوانين وقواعد أخرى موجودة فى القانون الدولة وتضمن بيان الموقع تناقضات وأكاذيب ما يؤكد أن الموقع تورط فى تصرف ممنهج ومدفوع لمعاقبة «الفجر»، لموقفها السياسى وهو أمر مشروع للجميع ولكن فيس بوك يراه حراماً فقط على الجريدة وموقعها الإلكترونى وصفحاتها.

ينتقد «فيس بوك» الأخبار التى تنشرها صفحات «الفجر» عن مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتراها دفاعاً عن هذه الدول الثلاث رغم أن هذه الدول تقف فى وجه الإرهاب فى المنطقة كما أن قوانين ومعايير فيس بوك والقانون الدولى لا تحظر التعبير عن الرأى السياسى.

التناقض الذى وقع فيه فيس بوك بشكل فاضح أنه عندما حذف صفحات «الفجر»، ترك فى الوقت نفسه آلاف الصفحات التى تروج لقطر وإيران وتركيا وغيرها من التابعة لجماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية والتى تحض على الكراهية والعنف وتدعم الإرهاب وتهاجم مصر والسعودية والإمارات وتضلل القراء بشكل ممنهج ومستمر.

كما تغاضى «فيس بوك» عن الجرائم والفوضى والتضليل التى تمارسها الجيوش الإلكترونية التى تهاجم مصر على وجه التحديد يومياً وعلى مدار الـ24 ساعة ولم يتخذ ضدها أى إجراء، رغم أن تضليلها للقراء واستخدامها الشائعات أمر واضح لو اهتم الفيس بوك بها وأجرى تحقيقاً بسيطاً فيما تنشره.

فى «الفجر» نعتبر تصرف «فيس بوك» عدواناً على المؤسسة وعلى حرية الرأى وعلى مصر ولذا لن نفرط فى حقوقنا المعنوية أو المادية وسنرد على افتراءات «فيس بوك» بالأدلة.