لماذا توج رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام؟

تقارير وحوارات

آبي أحمد
آبي أحمد


أعلن الموقع الرسمي لجائزة نوبل، اليوم، فوز رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بجائزة نوبل للسلام، وأعلنت لجنة نوبل النرويجية في أوسلو أن أحمد فاز بالجائزة تقديرًا لجهوده الرامية إلى تحقيق السلام والتعاون الدولي وخاصة مبادرته لحل النزاع الحدودي مع الجارة إريتريا.

وبناء عليه، قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، التهنئة لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بعد فوزه بجائزة نوبل للسلام.

وذكر الرئيس في بيان له عبر حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك" اليوم: "أتقدم بخالص التهاني لرئيس الوزراء الإثيوبي وللشعب الإثيوبي الشقيق؛ لحصول السيد آبي أحمد- رئيس وزراء إثيوبيا، على جائزة نوبل للسلام".

وأضاف الرئيس السيسي: "فوز جديد لقارتنا السمراء الطامحة دوماً للسلام والساعية لتحقيق الاستقرار والتنمية، وأتمنى أن تستمر جهودنا البناءة الرامية لإنهاء كافة الصراعات والخلافات في القارة الأفريقية بإرادة من أبنائها وشعوبها العظيمة".

لم يأتي فوز رئيس الوزراء الأثيوبي بجائز نوبل من فراغ، فقد أعاد تولي آبي أحمد منصب رئاسة الوزراء الهدوء النسبي للبلاد، التي عانت من اضطرابات داخلية وشعبية على مدار 3 سنوات، واتخذ عدة قرارات لمواجهة النزاعات القبلية في عدد من أقاليم البلاد، والتي تم إحتوائها بسرعة، وتضمنت مسيرة "آبي أحمد" العديد من الإنجازات التي أهلته للفوز بتلك الجائزة.






ثورة إصلاحية
تمكن" آبي أحمد" البدء في ثورة إصلاحية داخلية، تمكن خلالها من إحداث تغييرات رسمت ملامح مستقبل ليس إثيوبيا فقط.

فبعد أن تولي آبي أحمد السلطة، أعاد تشكيل هيئات ومؤسسات الدولة الإثيوبية، حيث جرى تغيير لرئيس الأركان ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنية، في تعديلات هي الأولى من نوعها منذ 18 عاما.

كما سطع نجم المرأة الإثيوبية في إطار إصلاحات سياسية واقتصادية ومصالحات وسلام شامل، بالإضافة إلى إسقاط التهم عن جماعات وحركات معارضة مسلحة، ورحب بعودة قياداتها من المنفى.






إطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي
وفي سياق سياساته الإصلاحية، تم إطلاق سراح المعتقلين والسجناء المعارضين بالإضافة إلى رفع حركات المعارضة المسلحة: "قنوب سبات" و"جبهة تحرير أورومو" و"جبهة تحرير أوغادين"، من لائحة المجموعات الإرهابية في البلاد.

إنهاء النزاعات الداخلية
كما عمل آبي أحمد منذ اليوم الأول في السلطة، على إجراء المصالحات بين القوميات والشعوب الإثيوبية في مختلف الأقاليم، وأجرى العديد من الزيارات الميدانية لتهدئة هذه النزاعات.

وتمثلت أبرز الأحداث الخارجية التي شهدتها إثيوبيا في تحقيق السلام وعودة العلاقات مع الجارة الشمالية إريتريا، بعد قطيعة عقدين.






إنهاء العداء مع إرتيريا
وقرر آبي أحمد التوجه إلى العاصمة الإريترية أسمرا، في 8 يوليو في أول زيارة تاريخية له لإعادة العلاقات بين البلدين، وفي التاسع من يوليو، وتم الإعلان رسميا إنهاء عداء استمر 20 عاما منذ اندلاع الحرب بينهما على حدود متنازع عليها عام 1998.

ووقع كل من رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" والرئيس الإريتري"أسياس أفورقي" في العاصمة الإريترية أسمرا "إعلان المصالحة والصداقة"، تم بموجبه إنهاء أطول عداء في أفريقيا وفتح السفارات في البلدين وتطوير الموانئ واستئناف رحلات الطيران.

العلاقات الثنائية بين إثيوبيا والسودان
وفي الـ14 أكتوبر2018، وصل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة رسمية استغرقت يومين، وكانت الزيارة الثانية بعد إنهاء البلدين خلافاتهما في يوليو 2018.

وبحث أفورقي وآبي أحمد خلال الزيارة العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وأعاد فتح سفارة بلاده لدى أديس أبابا.

ولم يغفل رئيس الوزراء الإثيوبي ما شاب العلاقات مع مصر من توتر، وسعى لتحسين العلاقات مع القاهرة، والتي وصلت إلى درجة كبيرة من التفاهم بين قيادة البلدين.