الاتحاد الأوروبي يدعو تركيا لوقف الهجوم على سوريا

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


دعا مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، تركيا إلى وقف عمليتها العسكرية في شمال سوريا، ويحذر من أن الاتحاد الأوروبي لن يدفع لمساعدة أنقرة في إقامة أي منطقة آمنة هناك.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في حديثه إلى المشرعين في الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء: "أدعو تركيا وكذلك الجهات الفاعلة الأخرى إلى التحلي بضبط النفس ووقف العمليات الجارية بالفعل، ونحن نتحدث".

ومع الإقرار بأن لدى تركيا مخاوف أمنية على حدودها مع سوريا، يقول يونكر إنه "إذا كانت الخطة التركية تتضمن إنشاء منطقة آمنة، فلا تتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يدفع ثمن أي منها".

ويدفع الاتحاد الأوروبي لتركيا 6 مليارات يورو (6.6 مليار دولار) لمساعدة البلاد على التعامل مع ما يقرب من 4 ملايين لاجئ سوري على أراضيها مقابل إيقاف المهاجرين المغادرين إلى أوروبا، لكن تسعى أنقرة للحصول على المزيد من الأموال وسط مخاوف من عبور الآلاف من السوريين حدودها قريبًا.

قال متحدث باسم القوة التي يقودها الأكراد في شمال سوريا، والتي تدعمها الولايات المتحدة، إن الطائرات الحربية التركية بدأت في استهداف "المناطق المدنية" في شمال سوريا.

وقال مصطفى بالي من القوات الديمقراطية السورية، إن الغارات الجوية تسببت في "ذعر كبير بين سكان المنطقة".

وجاءت تغريدة بالي بعد ظهر الأربعاء بفترة وجيزة من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تغريدة أن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا قد بدأ.

وتحشد تركيا قواتها منذ أيام استعدادًا لشن هجوم على مقاتلين أكراد في شمال شرق سوريا تعتبرهم أنقرة منظمة إرهابية.

وقال مسؤول أمريكي، إن الغارات الجوية التركية في شمال شرق سوريا ليست منسقة مع الجيش الأمريكي وتعتبر خطرة على قوات التحالف والمدنيين في المنطقة.

تحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول لإحاطة الصحفيين.

وقال أردوغان في حسابه الرسمي على تويتر اليوم الأربعاء، إن العملية المسماة "ربيع السلام" قد بدأت، مشيرا إلي أن العملية تهدف إلى القضاء على "تهديد الإرهاب" ضد تركيا.

في وقت سابق، ذكرت تقارير التلفزيون التركي، أن الطائرات التركية قصفت مواقع كردية سورية عبر الحدود من تركيا.

لطالما هددت تركيا بشن هجوم على المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين، ووافق ترامب على سحب القوات الأمريكية من سوريا ومنح السيطرة إلى تركيا

يدافع الرئيس دونالد ترامب عن قراره بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، مشيرًا إلى التركيز على "الصورة الكبيرة!".

وغرد ترامب الأربعاء أن "الذهاب إلى الشرق الأوسط هو أسوأ قرار على الإطلاق في تاريخ بلدنا!". 

وأضاف أن "الحروب الغبية التي لا نهاية لها، بالنسبة لنا، تنتهي!" وأنه يعيد القوات الأمريكية إلى الوطن "ببطء وحذر"، لكن قرار ترك الأكراد السوريين - الذين أيدوا الولايات المتحدة في الحرب ضد متشددي الدولة الإسلامية - عرضة للهجوم العسكري من تركيا قد أدانه بعض من أقوى حلفاء ترامب الجمهوريين.

وقال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام من ساوث كارولينا لـ""فوكس أند فريندز" يوم الأربعاء، إن مثل هذه الخطوة ستكون "أكبر خطأ" لترامب كرئيس.

وقد دعت الجماعة الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة موسكو إلى التوسط في محادثات مع الحكومة السورية في دمشق، في ضوء الغزو العسكري التركي المخطط له في شمال شرق سوريا.

قالت الإدارة السورية التي يقودها الأكراد في بيان اليوم الأربعاء، إنها تستجيب بشكل إيجابي لنداءات موسكو، التي تشجع الأكراد والحكومة السورية على تسوية خلافهم من خلال المحادثات.

كما أوضح مسؤول كردي سوري أيضًا، أنهم وصلوا إلى دمشق "وأحزاب أخرى" قبل العملية التركية المتوقعة.

ورفض المسؤول تقديم تفاصيل وقال إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول للتحدث مع الصحفيين.

وتعكس الدعوة لإجراء محادثات مع دمشق التواصل اليائس للقوات الكردية بعد انسحاب جزئي من جانب الولايات المتحدة، مما يجعلهم عرضة للهجوم التركي.

وقد ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خططه للتوغل في شمال شرق سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال مكتب أردوغان، إن الزعيم التركي أبلغ نظيره الروسي في مكالمة هاتفية اليوم الأربعاء، إن العمل العسكري المزمع لأنقرة في المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات "سوف يسهم في السلام والاستقرار"، وأيضًا "يمهد الطريق لعملية سياسية" في سوريا.

وأضاف أردوغان، أن أنقرة تولي أهمية لحماية حقوق ومصالح الشعب السوري وأن تركيا "تقدر الموقف البناء" لروسيا في هذا الشأن.

وأدانت وزارة الخارجية السورية خطط تركيا لغزو شمال شرق سوريا، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ" للقانون الدولي وتعهدت بصد التوغل بكل الوسائل.

وألقى بيان الوزارة يوم الأربعاء باللوم على بعض الجماعات الكردية لما يحدث، قائلًا إنهم استخدموا كأداة لمساعدة "المشروع الأمريكي" المزعوم.

وأضاف أن سوريا مستعدة لاستعادة "أبنائها الضالين إذا عادوا إلى رشدهم"، في إشارة إلى المقاتلون الأكراد المؤيدين للولايات المتحدة.

وقالت الوزارة، إن الإعلانات المحيطة بالغزو المخطط له تعكس "السلوك العدائي" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وطموحات أنقرة التوسعية في سوريا.