"هلاوس ومجنون مزيكا".. "الفجر" تكشف غموض مقتل "طبيب الهرم".. وزوجة المتهم: "مقتلهوش"

حوادث

بوابة الفجر


قلبه البسيط كان دائمًا يشعر بعدم الأمان، تحول يومه من الاستقرار للوحدة، "الدكتور صفوت" الذي جاء للقاهرة بعد قضاء عشرات السنوات بدولة السعودية بجانب زوجته وأولاده الاثنين الذي يحبهم ويداعبهم دائمًا، وينقل لهم خبراته لكي يصبحوا مثله.

"أزمة نفسية" حطمت قلبه جعلته يترك ما وراءه ويعود لبلده، ويقطن بمنطقة الطوابق التابعة لمنطقة الهرم، لم تهدأ به الحياة عند هذا القرار، ولكن اختار أن يعيش وحيدًا، ولكن لن يتركه البشر والأطفال في حاله، ولكنه جعلوه إنسانًا مجذوب، بسبب هيئته التي لن تعجب البشر.

"صالة وغرفتين أثاث بسيط".. أشياء متراكمة فوق بعضها، ملابس مبعثرة، كوالين تحيط بالباب من الخارج والداخل، كان ينتقل من شقة لشقة، ولكن لا يعلم أن القدر ينتظره في شارع "يوسف الفحام" بإحدى عمارتها، ليودع العالم بكل قساوته، ويقتل على أيدى الأشرار الذين لا يعرفون للرحمة معنى.

انتقلت "الفجر"، لمكان وقوع الجريمة، "مقتل الدكتور صفوت"، الذي تحول لأسرار كثيرة لا يعلمها أحد، لنكشف الجزء الخاص بحياة الدكتور، وسر جريمة قتله البشعة.

حسن السمعة
"شارع هادئ وعيون حزينة".. كانت تلك العلامات الأولى عند دخولك لشارع "يوسف الفحام" الذي يقطن به الدكتور، وأشخاص حزينه على فراقه، "هو ارتاح من تعب الدينا"، كانت الكلمات الأولى التي تحدث بها أحد الجيران لـ"الفجر"، قائلًا: "بقاله 9 شهور في الشقة، كان إنسان في حاله، منعرفش عنه غير أنه دكتور أسنان حر، ولم نرى منذ قدومه للمنطقة زوجه أو أولاد أو أحد من أقاربه، كان وحيد".

الأطفال كانوا بينادوا عليه بـ"المجنون"
" كنا بنحوش عنه الأطفال"، وتابع الجار حديثه: "هيئته كانت غريبة بيشيل شنطتين كبار (هاند باج)، بينزل منذ الصباح ويأتي وقت غروب الشمس، لم نعلم عنه شيئا، ولكن للأسف كانت هيئته تجعل الأطفال تنادى عليه بالمجنون، ولكنه كان إنسانًا عاقلًا جدًا"، متابعًا: "عندما كنت أجلس معه، كان يتحدث بعقلانية شديدة، وكان يحسب النقود أسرع وأفضل من أي شخص، ولكن نتيجة لظروف تعرض لها تحولت ملابسه لهذا الشكل".

"كان بيغني بالأجنبي"، وقال أحد الجيران: "إن تلك الشقة كانت الشقة الثالثة في انتقاله بمنطقة الهرم، وكان بمجرد انتهاء العقد في نهاية العام، كان صاحب العقار يجعله يترك الشقة، نتيجة لكم الشكاوى التي لا حصر لها من جيران العقار، لأنهم كانوا بيسمعوا كل ليلة أصوات غريبة تصدر من شقة الدكتور".

افتكرنا معاه واحدة ست
"في الأول افتكرنا معاه واحدة ست"، وتابع الجار كلامه، قائلًا: "كل يوم كان بيصدر من الشقة أصوات غريبة، مثل أنه يتحدث مع أحد وبصوت مرتفع، أو أنه كان يغني باللغة الأجنبية ويعلي صوت التسجيل، اعتقدنا في الأول أن بداخل الشقة سيدة تأتي في الليل، ولكن مع مرور الوقت تأكدنا أنه لا يوجد أحد معه، ولكنه كان ذلك الدكتور يتحدث مع نفسه كأن أحد معه"، لم نعلم لماذا تلك الهلاوس، ولكن مع مرور الوقت والشهور علمنا أنه يمر بأزمة نفسية وهلاوس جعلته يصل لتلك الحالة.

يحمل حقيبتين وفيزا
وأضاف الجار في كلامه: "أنه كان يحمل كل صباح حقيبتين على كتفه، وفي ذات مرة رأيت أنه يحمل فيزا يقوم من خلالها بصرف النقود، وكان يحملها في محفظته ولا يتركها في المنزل، وكان هناك أقاويل أنه غني نتيجة لحمله الفيزا، ولكن هيئته وشقته لا تدل بذلك".

زوجة المتهم: كنت بمسح السلم وشميت ريحه
من جهتها، قالت زوجة المتهم الأول لـ"الفجر"، والتي تقطن بالعقار في الدور الثاني، إنه في صباح يوم الجمعة وكعادتي في الأسبوع كنت بقوم بمسح سلالم العقار، وعند الاقتراب من باب شقة الدكتور، كانت هناك رائحة كريهة تنبعث بشدة، تركت العمل وأسرعت لزوجي "علي" وشهرته "أبو أدهم"، لإبلاغه، فذهب معي ليتأكد من أين تأتي تلك الرائحة، ولكننا لم نتوصل لشئ، ذهب زوجي لجيران المنطقة، وكانوا الجيران بدأوا في استنشاق هذه الرائحة، وبدأ أهالي المنطقة يبحثون عن هذه الرائحة الكريهة للتخلص منها فورًا، ولكن دون جدوي وبعد ساعات قليلة، بدأنا نبحث في العقار اعتقادًا أن هناك "قطة أو كلب ميت"، لأنها كانت تلك الرائحة تشبه لرائحة المقابر".

وتابعت زوجة المتهم حديثها: "عند اقترابنا لشقة الدكتور تأكد أهالي المنطقة أن الرائحة الكريهة تنبعث من شقة، لم نفعل أي شئ، وقال زوجي على الفور "أنا هبلغ البوليس"، ووصل رجال الشرطة على الفور وقاموا بكسر الشقة، وكانت الصدمة كبيرة على أهالي المنطقة".

أحد الجيران: شكله مثل الفحم ومنفوخ
"مكبل اليدين ومخنوق بقطعة قماش".. وقال أحد الجيران: "كان المنظر صعب جدًا، جثة ممدودة على الأرض ما بين طرقة الحمام وغرفة نومه، كان شكله أسود كمثل الفحم، منفوخًا بشده نتيجة لوجود الجثة أكثر من 3 أيام، كان مكبلًا اليدين والقدمين، عيناه بارزتان، حالة من الصدمة والرعب ملأت قلوب الأهالي في المنطقة عند رؤيتهم لنهاية هذا المسكين.. الدكتور صفوت".

وتابع أحد الجيران، حديثه قائلًا: "مكناش نتخيل أن أبو أدهم مشترك في الجريمة، لأنه أول شخص أعلمنا وبدأ يبحث مع الأهالي عن تلك الرائحة المنبعثة، وأنه هو وزوجته وأطفاله يقطنون بالعقار منذ سنوات، وهو الذي كان يجمع الإيجار هو وزوجته من الجيران، ومنذ قدومه المنطقة عمرنا ما سمعنا عنه حاجة وحشة، أو صدر منه مشاكل مع أهالي المنطقة".

وأضاف أحد الجيران، ومع مرور الوقت بدأ لغز الجريمة ينكشف، إذ أن هناك شخص آخر مشترك معه وبعلمنا باسمه "شريف"، بدأت الذاكرة تسترجع ما قبل الحادثة قائلًا، "أنه ذات يوم شاهدنا شخص غريب يدخل العمارة وعند سؤاله، "أنا طالع لعلي "أبو أدهم".

جوزي برئ
بصوت حزين وعيون تملؤها الدموع على الظلم والأسرة التي كادت أن تنتهي، قالت زوجة المتهم: "إحنا أول ناس اكتشفنا الجريمة وزوجي هو اللي بلغ الشرطة فإزاي يكون متهم"، مضيفة: "اتهموه بقتله وقالوا إنه سرق منه مبلغ مالي 1500 جنيه، كلام وأقاويل غير مظبوطة، إحنا مش محتاجين للسرقة لأننا ميسورين الحال، وسكنا في هذا العقار منذ 3 أعوام وعمرنا ماعملنا مشاكل مع أحد".

"كان عندنا ورث"، وتابعت الزوجة حديثها، "قبل أن نأتي للقاهرة كنا في الصعيد وكان زوجي هو وأخوته لديهم ورث قاموا بتجزئته وبمبلغ الورث جئنا للقاهرة وزوجي اشترى "توك توك"، وباعه واشتغل سواق على خط الهرم، ولكن في أحد الأيام قبل الواقعة بحوالي أسبوع، حدثت خناقة بين زوجي وأحد الأشخاص ويدعى "شريف"، بسبب أنه "زنق عليه بعربيته"، مما أدى لوقوع خناقة كبيرة بين زوجي وشريف مما جعل شريف يضربه ضربًا مبرحًا ويسفر عن إصابات كثيرة في وجهه، جعلتها في تلك الفترة لا يستطيع أن يكمل عمله ويرتاح في المنزل إلى أن يشفى ويعود للعمل مرة أخرى.

وأكدت أن زوجها لم يكن عاطلًا في تلك الفترة وأن شريف المتهم الثاني عليه قضايا سوابق، وسمعته في المنطقة وحشة"، قائلة: "جوزي برئ من تهمة القتل والسرقة وسوف تظهر برائته".

النيابة: حبس المتهمين
واستعجلت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، تقرير الطب الشرعي، في واقعة قتل طبيب الأسنان، بعد سرقته على أيدي سائق وعامل، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها، حيث سرق 1500 جنيه و3 هواتف محمول.

وقررت النيابة العامة بجنوب الجيزة، حبس سائق وعامل لقتلهما طبيب أسنان بالهرم لسرقته، ويدعى "صفوت.ي"، في عقده الخامس من عمره، 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما طلبت النيابة سرعة التحريات حول الواقعة.

وكشفت المناظرة الأولى لجثة الطبيب، أن هناك ظهور انتفاخ بمنطقة البطن، نظرًا لمرور أيام على مقتله.

وكانت البداية بتلقي المقدم محمد الصغير رئيس مباحث قسم شرطة الهرم، إشارة من غرفة عمليات النجدة، تفيد بتلقيها بلاغا من أهالي منطقة المنشية بالطوابق بدائرة القسم، مفاده انبعاث رائحة كريهة من داخل شقة بأحد العقارات بالمنطقة.

وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم برئاسة الرائد إسلام السيد معاون أول مباحث القسم، وبعد الدخول إلى الشقة محل البلاغ تبين العثور على جثة "صفوت. م"، وتم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، والذي نجح من خلال تفريغ الكاميرات بملاحظة دخول شاب ليس من أهل المنطقة إلى العقار محل الواقعة، في توقيت وقوع الجريمة، وبعمل التحريات تم ضبطه، وتبين أنه يدعى "شريف. ن" وبتضييق الخناق عليه أقر بارتكاب الجريمة بمساعدة " علي " وبدافع السرقة، ولعلمهما بأن الطبيب ميسور الحال ويقيم بمفرده، وتم ضبط المتهم الهارب.