في يومه العالمي.. تعرف على مراحل تطور البريد المصري وطرق استخدامه

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يعد واحدًا من أقدم مؤسسات مصر وأعرقها، يسهم بشكل مباشر في أهداف خطط الدولة الرامية إلى تحقيق التنمية، حيث تأسس البريد المصري عام 1865، ومر بكثير من المراحل عبر العصور بداية من عهد الفراعنة حتى العصر الحديث.

وتزامنًا مع احتفاء العالم في التاسع من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للبريد، وهو الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي في عام 1874 بالعاصمة السويسرية برن، وقد تم الإعلان عن تاريخ اليوم العالمي للبريد في مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي الذي عقد في طوكيو، باليابان في عام 1969، لتشارك كل دول العالم الاحتفالات في هذا اليوم كلاً على طريقته، لذا ترصد "الفجر"، رحلة تطور البريد المصري، ومن أول من استخدم البريد المصري وكيف خلال السطور التالية.

عهد الفراعنة
يرجع تاريخ أول وثيقة جاء بها ذكر البريد إلى عهد الأسرة الثانية عشرة عام (2000 ق.م) وهي وصية من أب لولده تكشف أهمية صناعة الكتابة والمستقبل المجيد الذي ينتظر الكاتب في وظائف الحكومة، وقد قام الفراعنة بتنظيم نقل البريد خارجيا وداخليا وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في رواحهم وغدوهم في داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش.

البطالمة والرومان
بينما في عهد البطالمة كان البريد ينقسم إلى، البريد السريع:- لنقل بريد الملك ووزيره وموظفي الدولة وكان يستخدم في نقله الجياد السريعة، والبريد البطئ:- لنقل البريد بين الموظفين في داخل البلاد.وقد استمر البريد في مصر بعد الفتح الروماني بنفس النظام وإن لم يكن بالنظام الدقيق الذي وضعه البطالمة حتى فتح العرب لمصر.

العصر الإسلامي
يقال أن معاوية بن أبى سفيان أول من نظم البريد في الإسلام وكان يستخدم في نقل البريد السريع طرقاً معينة مقسمة إلى محطات متساوية لتغيير الخيول والتزود بالمؤن. أما على المستوى العربي والإفريقي كانت مصر ضمن الإدارات السباقة في الانخراط في الحركة البريدية العالمية التي بدأت بأوروبا منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن الماضي وهي تعد الدولة الوحيدة عربيا وأفريقيا التي اضطلعت بتنظيم المؤتمر البريدي العالمي في دورته العاشرة عام 1934.

العصر الحديث
أما مؤسسة البريد المصرية الحديثة فقد بدأت عندما قام إيطالي في الإسكندرية يدعى "كارلو ميراتى" بإنشاء إدارة بريدية على ذمته لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل نظير اجر معتدل. كما قام بنقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية من مكتبه الكائن بميدان القناصل الذي يدعى الآن ميدان سانت كاترين. وبعد وفاته عام 1842 خلفه ابن أخته ويدعى "تيتوكينى" الذي شعر بأهمية المشروع ونهض به  حتى وطده على أقوى الأسس وأطلق عليه اسم "البوسطة الأوروبية"، وقد احتلت هذه "البوسطة" مكانه هامة وظلت تباشر نقل وتوزيع مراسلات الحكومة والأفراد، وكان الجمهور عظيم الثقة بالبوسطة الأوروبية.

وقد شعر الخديوي إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها، وكان ذلك في 29 أكتوبر 1864 ونقلت ملكية البوسطة الأوربية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للبريد المصري وعيدا للبريد كل عام. وقد ألحقت مصلحة البريد في أول أمرها بوزارة الأشغال ثم نقلت تبعيتها بعد ذلك لعدة وزارات وفي ديسمبر 1865 تم إلحاقها بديوان عام المالية.

وفي 10 ديسمبر 1878 ألحقت بوزارة المالية، بينما في عام 1919 صدر القانون رقم 7 بإنشاء وزارة المواصلات التي تشمل السكك الحديدية والتلغرافات والتليفونات ومصلحة البريد ومصلحة المواني والطرق والنقل الجوي، وصدر قانون شامل تناول جميع رسوم نقل البريد عام 1931. وفي عام 1934 تم عقد المؤتمر العاشر لاتحاد البريد العالمي بالقاهرة وهو يوافق الذكرى رقم 70 لإنشاء مصلحة البريد المصرية، وعلى أثر قيام ثورة يوليو 1952 تم تخصيص ميزانية مستقلة لمصلحة البريد وصار لها الحق في توجيه فائض إيراداتها في أعمال تحسين الخدمة البريدية والنهوض بها. وفي عام 1957 صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 710 بإنشاء هيئة البريد المصرية لكي تحل محل مصلحة البريد. حتى تم إدخال نظام الخدمات الأهلية "مكاتب بريد أهلية - وكالات بريدية" عام 1959.