كيف تتعامل مع الملل؟

السعودية

بوابة الفجر


كيف يمكنك التعامل مع الملل؟
ولماذا تجد نفسك تشعر بالملل التام في أوقات معينة، ثم تجد نفسك متحفزا بالكامل في أوقات أخرى؟
ما هي العوامل التي تتحكم في وجود الملل؟

قبل أن تتمكن من معرفة كيفية التعامل مع الملل، عليك أولًا أن تعرف من أين يأتي الملل. لقد طور كل واحد منا بعض السمات خلال طفولته والتي تؤثر على سلوكه حتى اليوم. فيكبر الشخص ليلبي رغبات طفولته نفسها بطريقة مختلفة.

على سبيل المثال، قد يتنمر الطفل من أصدقائه من أجل الشعور بالأمان ثم عندما يكبر ويصبح بالغًا، فقد يبدأ في جمع موارد مثل المال من أجل الشعور بالأمان. أصبحت الإجراءات مختلفة لأنه كبر ولكن الهدف ظل كما هو (الشعور بالامان).

• إذن ما علاقة كل هذا بالتعامل مع الملل؟

الملل هو عاطفة تظهر عندما يكتشف عقلك أن الإجراءات التي تقوم بها حاليًا لن تساعدك على تحقيق أهم رغباتك. لنفترض أنه نتيجة للطريقة التي نشأت بها، فقد طورت الحاجة لتصبح قوية أو مشهورة. إذا تجاهلت هذه الرغبات لأي سبب من الأسباب، فهناك احتمال كبير أن تشعر بالملل كلما فعلت أي شيء لن يساعدك في الوصول إلى هذه الأهداف.

من ناحية أخرى، إذا قمت بشيء يمكن أن يجعلك قريبًا من هذه الأهداف، فستجد نفسك متحمسًا للغاية.

لذا فإن الخطوة الأولى في التعامل مع الملل هي فهم رغباتك العميقة واحتياجاتك اللاواعية حتى تتمكن من العمل على تحقيقها.

• لماذا يفشل الناس في التعامل مع الملل؟
إذا كان التعامل مع الملل بهذه السهولة فلماذا تفشل معظم الناس في حل مشكلة الملل؟
معظم الناس يفرون من أهدافهم بدلًا من متابعتها حتى ينسوها. لن يحاول معظم الناس تحقيق أهم رغباتهم وسيحاولون ببساطة الهروب عن طريق القيام بشيء آخر يصرف انتباههم عن هذه الأهداف وهذا يزيد من شعورهم بالملل.

يذهب بعض الناس إلى أبعد من ذلك من خلال تطوير معتقدات محدودة تجعلهم يعتقدون أنهم لا يستطيعون متابعة أهدافهم حتى لو حاولوا. ان تطوير الحد من المعتقدات مثل "الحياة غير عادلة" أو "أنا لست محظوظًا" يمكن أن يوفر عذرًا جيدًا للشخص الذي لا يريد متابعة أهدافه.

لذلك في كثير من الحالات قد يكون الملل رسالة من عقلك تخبرك بأنك لا تفعل ما يجب عليك فعله الآن وأن هناك أهدافًا مهمة يجب عليك متابعتها.

يتطلب التعامل مع الملل الكثير من الشجاعة لأنك سوف تضطر إلى مواجهة حقيقة أنك تهرب من أهدافك المهمة.