الهدوء يسود العاصمة العراقية بعد ليلة دامية من الاحتجاجات

عربي ودولي

بوابة الفجر


ساد الهدوء في العاصمة العراقية بعد ليلة دامية قتل فيها 19 شخصًا على الأقل عندما فتحت قوات الأمن النار علي المتظاهرين لتفريق الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وصل الطلاب إلى المدارس في بداية الأسبوع العمل في وقت مبكر اليوم الأحد وعاد الموظفون الحكوميون إلى اعمالهم. لكن كانت شوارع العاصمة في الغالب هادئة وحركة المرور ضعيفة. تناثرت الإطارات المحترقة والحطام في الطرقات في حين بقي الأمن منتشرًا بكثافة في العديد من الأحياء.

منعت العربات المدرعة الوصول إلى ميدان التحرير من مسافة تصل إلى أربعة كيلومترات (2.5 ميل). يحاول المتظاهرون الالتقاء في الميدان المركزي.

قُتل ما لا يقل عن 84 متظاهرًا، معظمهم في بغداد، منذ يوم الثلاثاء عندما بدأ المتظاهرون مسيرات للمطالبة بالوظائف، وتحسين الخدمات وإنهاء الفساد في الدولة الغنية بالنفط.

واصل المحتجون العراقيون مسيراتهم الغاضبة المناهضة للحكومة في العاصمة وعبر عدة محافظات لليوم الخامس، حيث أشعلوا النار في المكاتب الحكومية وتجاهلوا نداءات التهدئة من الزعماء السياسيين والدينيين. أطلقت الأجهزة الأمنية النار على 19 متظاهرًا وأصابت أكثر من ثلاثين في استجابة قاتلة مستمرة أودت بحياة أكثر من 80 شخصًا منذ اندلاع الاضطرابات.

وقدرت اللجنة العليا العراقية شبه الرسمية لحقوق الإنسان، المنتسبة إلى البرلمان، عدد القتلى بـ 94 شخص. وقالت إنه اصيب حوالي 4000 شخص بجروح منذ يوم الثلاثاء، عندما بدأ معظم المتظاهرين الشباب المظاهرات للمطالبة بتوفير الوظائف، وتحسين الكهرباء والماء وخدمات أخرى، ووضع حد للفساد في الدولة الغنية بالنفط.

تواجه الأمة أخطر تحدٍ لها منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية قبل عامين وتعميق الأزمة السياسية لدولة ما زالت تكافح مع تركة الحروب المتعددة غير المكتملة منذ الغزو الأمريكي في عام 2003.
وقال عباس نجم (43 عاما)، وهو عاطل عن العمل شارك في مظاهرة يوم السبت في الميدان، "لقد مر 16 عاما من الفساد والظلم.. لسنا خائفين من الرصاص أو موت الشهداء. سنستمر ولن نتراجع".

وسط الفوضى، اقتحم مسلحون ملثمون مكاتب المحطات التلفزيونية في العاصمة العراقية وسط الاضطرابات التي تجتاح البلاد.

وتقول قناة العربية إنه اقتحم مسلحين ملثمين يرتدون ملابس سوداء مكاتب المحطة في شارع أبو نواس مساء السبت وقاموا بضرب بعض الموظفين وحطموا المعدات قبل فرارهم.

وقال ماجد حميد مراسل القناة في بغداد إنه اصيب عدة زملاء. وأضاف أن المحطة كانت تتلقى تهديدات لعدة أيام.

كما هاجم مسلحون مكاتب قنوات دجلة العراقية وقناة إن آر تي في بغداد، وفقًا لما ذكره الموظفون في المحطتين. كل من هذه المحطات ملكيات خاصة.

يشهد العراق أعمال عنف منذ يوم الثلاثاء عندما بدأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة. أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع في محاولة يائسة لقمعها، وقتل العشرات.

كما يقول المسؤولون العراقيون إنه قتل خمسة متظاهرين آخرين على الأقل بالرصاص في مظاهرات مناهضة للحكومة التي اندلعت في أربعة أحياء في العاصمة بغداد، مما يرفع عدد القتلى في اليوم إلى 14.

وتأتي الاضطرابات بعد رفع حظر التجول على مدار الساعة في بغداد يوم السبت. لكن لم يكن هناك انحراف في الاضطرابات الناجمة عن دعوات لمزيد من الوظائف ووضع حد للفساد.

وقال المسؤولون الطبيون والشرطة إن اثنين من المتظاهرين قتلا في حي الشعلة في غرب بغداد بعد أن فتح الأمن النار على المسيرات بعد حلول الظلام. وقال المسؤولون إنه قتل اثنين آخرين من المحتجين في المنطقة القريبة من ميدان التحرير حيث تعرضوا لإطلاق النار من قوات الأمن، مما رفع عدد القتلى هناك إلى تسعة اشخاص.

في ضاحية الزعفرانية الجنوبية، توفي متظاهر آخر متأثرًا بجراحه، وفقًا لمسؤول طبي هناك، مما رفع عدد قتلى المنطقة إلى اثنين.

ويأتي العنف يوم السبت على الرغم من الدعوات إلى التهدئة من الزعماء الدينيين والسياسيين. كما قُتل أحد المحتجين في مدينة الديوانية الجنوبية حيث كان المتظاهرون يسيرون باتجاه مكاتب الحكومة المحلية.