تعرف على القائد المصري بطل حرب أكتوبر التي شهدت إسرائيل بكفاءته

محافظات

بوابة الفجر


بطل حارب إسرائيل لمدة 200 يوم بمفرده، في محافظة الإسماعيلية، أحد أبطال حرب أكتوبر 73، القبطان سامي بركات جذوره ترجع الى مدينة أجا بمحافظة الدقهلية، تخرج كضابط في الكلية البحرية عام 1969 أي في خضم حرب الاستنزاف والإعداد لمعركة العبور بعد التخرج، عمل علي أحد كاسحات الألغام البحرية، ثم ذهب ليعمل في الاستطلاع البحري خلف خطوط العدو، وكان بين أفراد أول وحدة بحرية أو كانت اليها مهمة جمع معلومات حربية من خلف خطوط العدو في أثناء حرب أكتوبر.

كانت المهمة خطرة وشاقة من رأس غارب وصولا الي أبورديس وبلاعيم لاستطلاع تحركات العدو في تلك المنطقة التي كانت خاضعة بالكامل لسيطرة القوات الإسرائيلية، كان ضمن مجموعة الاستطلاع وكان ابرز أفرادها هو النقيب سامي بركات، ومعه اثنان من القوات البحرية ودليل ينتمي لبدو سيناء وبحكم أنهم أعرف الناس بشعب سيناء وبحورها وجبالها.

كانت حرب أكتوبر قد اندلعت الحرب والمعارك مستمرة ونحن الان يوم 8 أكتوبر 1973، لاحظ قائد مجموعة الاستطلاع أن اللنشات الإسرائيلية تجوب المياه من ابو ردي سالي بلاعيم بلا توقف وانها ترصد كل شاردة وواردة في المنطقة ومن ثم فان الموقف خطر وهناك خطورة واضحة علي سلامة أفراد مجموعته فاقترح إرجاء تنفيذ العملية الي اليوم التالي، ولكن النقيب سامي بركات، قابل الاقتراح بانفعال وصمم علي تنفيذ العملية وبث حماسة في بقية أفراد المجموعة فاستهانوا بالخطر ورضوا بكل النتائج بما فيها الشهادة أو الأسر، وأمام هذا الحماس المتدفق لم يكن هناك بد من التنفيذ العملية في موعدها وبدون تأخير.

وقاد النقيب سامي بركات مجموعته بكفاءة عالية وحصل علي معلومات عسكرية وحساسة ومهمة عن تحركات القوات الإسرائيلية وبعد أربعة أيام من الاستطلاع خلف خطوط العدو، كان القرار بالعودة في طريق العودة اكتشفت المجموعة ان طريقها قد قطع وأنها أصبحت محاصره وأن أي خطوة معناها أبادة المجموعة كاملة، واتجه تفكير سامي بركات إلى العودة عن طريق العبور الي الأراضي الأردنية أو السعودية ولكنه وجد ان الطريق مغلق واللنشات الإسرائيلية تحاصر كل شبر في مياه البحر الأحمر.

واشتمت القوات الإسرائيلية رائحة مجموعة استطلاع مصرية في المنطقة يقودها ضابط مصري، فكان القرار اصطياده بأي ثمن واستغلاله في حملة دعائية مضادة لتثبت للعالم أن قواتها لم تهزم وانها تتقدم وانها أسرت ضابطًا مصريًا ومجموعته وأطلقت المخابرات العسكرية الإسرائيلية عيونها في المنطقة كلها ترصد المجموعة المصرية وقائدها وتفتيش عنه في كل شبر وتبحث في كل الأودية والجبال.

ويحكي القبطان سامي بركات، ويقول لم يكن هناك بديل أمامنا من الاختباء في سيناء ولما كان البديل البدوي الذي يقودنا اسمه عتيق " ينتمي الي أحد القبائل البدوية فقد اتجهنا الي هناك كنا نرتدي ملابس الصاعقة، وكان الدليل هو الوحيد الذي يرتدي الملابس البدوية، كان الطريق طويل وشاقًا والمؤن التي معنا تكاد تنفذ فقررنا أن نقتصد في المياه كل ثلاثة ساعات، وكنا نتحرك ليلًا وحتي لا تكشفنا مخابرات العدو وطائرته.

وبحكم ما تعلمناه وما تدربنا عليه فقد كنا نمسح أثار اقدمنا علي الطريق كل فترة، والبدي خبير في تتبع الاثر أوما يطلق عليه أسم " الجرة " وعنهم أخذ الإسرائيليون هذه الخبرة، وطوال 25 كيلو سير علي الاقدام في طريقنا الي قبيلة أولاد سعيد أول قبيلة في جهينا رحبوا بنا واحتضنونا وقدموا لنا الزاد والماء وطلب شيخهم من ابنته أن تسرع بأغنامها الي الطريق تسير عليه لتمحو اثار أقدامنا، ولكن كانت عيون الإسرائيليين أسرع، فالتقطوا الأثر وتحركت طائره هيكلوكبتر في اتجاهنا وراحت تطاردنا بقسوة واختفينا في الجبال.

ومع ذلك ظلت الطائرات الاسرئيلية تحوم في سماء المنطقة وتطلق القنابل المضيئة والقذائف العشوائية وظل هذا الرعب لمدة ساعة، وبعد ساعتين داهمت قوة إسرائيلية القبيلة وراحت تفتش عنا في كل خيمة ولما تأكدوا من عدم وجودنا راحوا يهددون شيخ القبيلة بأنهم متأكدون أن هناك قوة كوماندوز مصرية في المنطقة، وأن تقديم أي مساعده لهم سوف يقابلون بلا رحمة وسينزلون العقاب بالجميع بما فيهم النساء ولأطفال.

ورغم ذلك كنا قد حصلنا علي مؤننا من القبيلة الشجاعة وزودنا بملابس تساعدنا في التنكر والاختفاء بدلا من ملابسنا العسكرية التي كانت تدل علي هويتنا وتكشفنا بسهولة لعيون العدو وطائرته، وكانت قبيلة عتيق هي الهدف القادم بعد ذلك حيث الامان من مطاردات العدو وحيث يمكن تدبير وسيلة للعودة الي احد معسكرات الجيش المصري، وفي رحلة العودة عاش النقيب سامي بركات ومجموعته في 11 جبلًا من جبال سيناء تنقل بينهما ونام في مغارتها ورغم قسوة الظروف فان الروح المعنوية لهم كانت في عنوانها حتي أنهم كانوا يطلقون علي المغارة التي ينامون فيها تدليلا اسم القيصر ويداعبون بعضهم هنبات في قصر جديد الليلة مع العلم ان صعود الجبل كان يستغرق ساعتين ونصفًا.

وعاد النقيب سامي بركات الي كتيبته المدهش انه في أحد التدريبات بعد ذلك تعرض لإصابة جسيمة نتج عنها بتر في يد اليمني وسافر علي حساب الدولة لتركيب يد صناعية كنوع من التكريم له لتحقيق للعمل بهيئة قناة السويس ووصل إلى منصب كبير مرشدين.