ماذا قال الأسرائليين عن شجاعة "عاطف السادات" أول شهيد يوم 6 أكتوبر 1973

محافظات

عاطف السادات
عاطف السادات


إن حرب أكتوبر العظيمة، التى خاضتها القوات المسلحة المصرية العظيمة المجيدة، أنتهت بصدمة كبرى عمت دولة إسرائيل بكافة أجهزتها العميقة فى ذاك الوقت، ولم يعد موشى ديان، كما كان من قبل، وانطوى على نفسه من ذلك الحين من شدة الصدمة التى سببها له الجيش المصري العظيم، لقد كان دائمًا على قناعة بأن العرب لن يهاجموا إسرائيل، وليس في وسعهم أن يهاجموا، وحتى فى غمرة الاختراق المصري لهم لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته.

وقد أصبح " موشى ديان " شخصية من طراز هملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض إرادته، وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التى حكمت إسرائيل لمدة خمس وعشرين عاما، حتى ذلك الحين تماما، مثلما كانت الحرب سببا فى إحداث تغييرات فكرية فى عقلية القيادة الإسرائيلية التى كانت تفرض هيمنتها على المنطقة فى ذات الوقت، والتى بدأت تبحث عن طريق جديد وسياسة واقعية فى التعامل مع المشكلة عبر الحلول السياسية لتخرج من تلك المأذق التى وقعتها فيه قواتنا المصرية.

يقول الجندى الإسرائيلى "آيرون بن شتاين" شاهد العيان، على أستشهاد " عاطف السادات "وهو يعمل حاليًا طبيبا بمستشفى جامعة "جورج تاون" بالولايات المتحدة الأمريكية يروى الواقعة قائلا.

كان عمرى وقت الحرب عشرين عاما، وكنت مجندا بالقوات الجوية الإسرائيلية بمطار المليز فى سيناء، فى هذا اليوم كان أغلب الضباط والجنود فى إجازة عيد الغفران، ولم يكن بالمطار إلا حوالى 20 فردا، وفى الثانية والربع ظهرا فوجئنا بطائرتين من طراز (سوخوى) و(ميج )، تهاجمان المطار، قام الطيار الأول بمهاجمة الممرات وحظائر الطائرات ودمرها تماما.

أما الطيار الثانى ( يقصد الشهيد عاطف السادات ) فأخذ يهاجم صواريخ الدفاع الجوى فى المطار وكانت من طراز (سكاى هوك) وكانت المسؤولة عن حماية المطار.

وأضاف، أن الطيار الأول انسحب بعد أن أدى مهمته، أما الثانى فقد استمر فى مهاجمة الصواريخ فى دورته الثانية، ولكوننا مدربين على أكثر من طراز من الأسلحة، أطلقت أنا وزميلى النار من مدفع مضاد للطائرات، إلا أن هذا الطيار فاجأنا بمواجهتنا بطائرته وإطلاق الرصاص من مدفعه بقدرة مدهشة على المناورة
فأصاب زميلى بإصابات بالغة بعد أن فشلنا فى إسقاطه، إلا أن زميلا آخر لى نجح فى إصابته بصاروخ محمول على الكتف فى دورته الثالثة، بعد أن دمر وشل المطار تماما.

وقال " شتاين " فى روايته، فإنهم كجنود لم يكونوا على علم وقتها باندلاع الحرب، وكانت صدمتهم قوية عندما علموا أن قائد تلك الطائرة هو نفسه شقيق رئيس مصر أنور السادات.

ويضيف: " شعرنا لحظتها بمشاعر مختلفة وتخوفنا من أنتقام مصر لمقتل شقيق الرئيس الراحل انور السادات، خاصة فى ظل حالة الارتباك التى أصابت القيادة الإسرائيلية وقتها مما حدث من الجيش المصرى والتى لم يكن متوقع على الأطلاق.

وأذكر وقتها أنه عندما حضر الصليب الأحمر لأستلام جثمان " البطل " عاطف السادات "، الذى كان قد أحترق داخل الطائرة قمنا بتأدية التحية العسكرية له أحتراما لشجاعته وبسالته فى المناورة لنا.

رحم الله " عاطف السادات " أول شهيد يوم السادس من أكتوبر عام 1973، وشقيق الشهيد أنور السادات، رئيس الجمهورية الأسبق.