بعد سجنه 5 أعوام.. كتاب فرنسي يروي تفاصيل مأساته في قطر

عربي ودولي

جان بيير مارونغيو
جان بيير مارونغيو


كشف رجل الأعمال السابق في قطر، جان بيير مارونغيو، عن مأساته في قطر بعد سجنه 5 أعوام، بعد خلاف بينه وبين شريك من الأسرة الحاكمة، قاده إلى جحيم السجن المركزي في الدوحة، دون محاكمة، أو إدانة قضائية.

 

ونشر رجل الأعمال السابق في قطر كتابه "InQarcéré. Périple au bout de l'enfer qatarien"، الصادر عن دار نشر "كتاب جُدد" تحدث عن رحلته في الجحيم الذي عاشه في السجن، مع رفاق زنزانات من الإرهابيين، والمتطرفين، والقتلة، وعن حصص الضرب، والإهانة، والاعتداء التي كانت فقرة ثابتة في برنامجه اليومي، في مقر إقامته بالسجن.

 

وبين محاولات الهروب خلسة ومغادرة قطر، والإضراب عن الطعام، بعد الاعتقال والقبوع في السجنن يروي، رجل الأعمال السابق، كيف سلبه شريكه القطري، كل ما يملك، شركته، وعمله، ثم يحرمه من عائلته، التي نجحت في مغادرة قطر بعد دفع رشوة ضخمة، قبل الزج به في سجن، ظروف العيش فيه تناقض كل ما تسعى قطر إلى ترويجه، عبر نادي كرة القدم الذي تملكه في باريس الفرنسية، أو شركاتها التجارية العملاقة، وصور ناطحات السحاب في الدوحة.

 

 يكشف الكتاب الذي صدر حديثاً الوجه الآخر لقطر، كما يقول موقع أتلانتك الفرنسي "يرسم الكتاب ملامح رفاق العذاب والمحنة في سجون قطر، دون بلا مجاملة، ودون حقد أيضاً، ويكشف الوجه المظلم لهذه الدولة في شبه الجزيرة العربية، التي تُفضل المفاخرة بإظهار ناطحات السحاب في عاصمتها على الاهتمام بأوضاع المعذبين في دهاليز وأقبية سجونها، من المهاجرين من كل الجنسيات، من الباكستانيين والسوريين، والمغاربة، والفلبينيين، ومن كوسوفو أو الهند وغيرها من الدول، مهاجرون داعبتهم الأحلام بتحسين معيشتهم وأوضاعهم، فإذا بهم في كابوس فظيع، بعد أن تحولوا إلى عبيد العالم الحديث".

 

وقد أفاد موقع قناة العربية نت، بأنه سيتم الكشف قريبًا عن المزيد من الأدلة التي ستُضم إلى ملف دعم قطر للإرهاب، من خلال فيلم وثائقي سيكشف تفاصيل جديدة بشأن تمويل الدوحة للجماعات الإرهابية في أوروبا، بحسب ما نشره موقع "7dnews".

 

ويستند الوثائقي الفرنسي - البلجيكي المشترك إلى آلاف الوثائق السرية، التي تثبت تمويل قطر للمؤسسات والمشروعات لدعم تنظيم الإخوان المسلمين في العديد من الدول الأوروبية.

 

وبينما تواصل قطر الترويج لنفسها من خلال المنظمات الإنسانية والبرامج الخيرية، يكشف الفيلم الوثائقي، المقرر أن تقوم ببثه قناة RTBF البلجيكية، عن ازدواجية الدوحة وألاعيبها للمراوغة فيما يتعلق بأهدافها التي لا تمت بصلة لما ترفعه من شعارات خيرية.

 

يشكل التحقيق التلفزيوني نقداً جديداً لأساليب الدوحة، ويعتبر مكملاً لوثائقي آخر سبق أن قام بتسليط الضوء بشكل خاص على التفاصيل الدقيقة لمؤسسة "قطر الخيرية"، وهي الواجهة التي استخدمتها الحكومة القطرية لإخفاء جهودها المتطرفة في أوروبا، وفقاً لما جاء في مقطع فيديو ترويجي على موقع RTBF.

 

ولا تزال كثير من المنظمات العالمية في أوروبا تتجاهل وتقلل من شأن الدور الضار بشكل متعمد الذي تلعبه قطر. ولكن سيتم بث الفيلم الوثائقي الجديد كجزء من برنامج يعده الصحافي الفرنسي فرانسوا مازور، يكشف فيه كيف قامت قطر بتمويل 140 مشروعاً ومركزاً ثقافياً في أوروبا، وكلها لها روابط بتنظيم الإخوان الإرهابي.

 

استغرقت مرحلة إعداد الوثائقي عامين، شملت البحث والتقصي لتتبع المسارات المالية والهياكل التمويلية للمؤسسات التي تدعمها قطر في العديد من الدول الأوروبية.

 

وترجع أهمية الفيلم الوثائقي الجديد لكونه مدعوماً بالأدلة وتحليلات الخبراء، والأهم من ذلك مقابلات مع رؤساء هذه المؤسسات، الذين جرى مواجهتهم بكافة الحقائق التي كشفت عن دوافعهم الحقيقية، وكذلك دوافع الدوحة.