فن للقيم.. أفلام أبيض وأسود حملت رسائل أخلاقية

الفجر الفني

عنتر ولبلب
عنتر ولبلب


الدراما من أقوى الأسلحة التي من خلالها يمكن إيصال رسائل مؤثرة في المجتمع، وعندما تكون تلك الرسائل تحمل قيم وعظات وتوجه معاني أخلاقية وقيمة تصل إلى قمة الرقي.

فكثيرا ما نرى انتقادات لأعمال فنية فحواها أن هذه الأعمال تنشر قيم سلبية، ويكون رد القائمين على العمل هو أنهم ينقلوا واقع المجتمع لإيجاد حلول له، وهذا النقل هو إحدى وظائف الفن.

لكن هناك وظائف أخرى للأعمال الدرامية وهى الارتقاء بالمجتمع وتوعيته ونشر القيم والأخلاقيات النبيلة بعيدا عن أسلوب النصح المباشر الذي كثيرا ما يواجه برفض ومقاومة من الجمهور المستهدف.

في سينما الأبيض والأسود هناك أفلام استطاعت أن تحمل في متنها رسالة راقية من خلال عرض قصة جذابة ويرصد "الفجر الفني"، هذه الأفلام.

فيلم خاتم سليمان

فيلم خاتم سليمان، للعملاق زكي رستم وليلى مراد، والذى يروي قصة رجل طيب يعيش وسط أناس بسطاء تنقلب حياته رأسا على عقب حين وقع فى يده خاتم سليمان.

خاتم سليمان بقوته الهائلة يستطيع أن يحقق له أي مطلب ماعدا 3 أشياء سيعرفها في وقتها، فيتحول بطل الفيلم من الفقر إلى الغنى و يتحول معه إلى شخص متكبر قاسي القلب تتوالى أخطائه فى حق الآخرين حيث يطلب من جنى الخاتم أن يجعل جارته الشابة تحبه، ليكتشف أولى الأشياء التى لا يستطيع خاتم سليمان تحققها وهي التأثير على القلوب فيتزوجها رغما عنها، بل و يتسبب في سجن حبيبها فيقع فريسة لتأنيب الضمير ويطلب من الجنى أن يخلصه من ذلك الألم فيخبره أن ذلك هو الطلب الثاني الذى لا يستطيع خاتم سليمان تحقيقه، وينتهى به المطاف مريضاً طريحا للفراش فيطلب من الجنى أن يعيد له صحته فيعتذر لأن الصحة ثالث مطلب لايستطيع تنفيذه، فيتخلص البطل من خاتم سليمان لأن أهم ثلاثة أشياء لا يستطيع تنفيذهم وبالتخلص من الخاتم يتلاشى معه الغنى الذى حوله لشخص شرير وتتلاشى كل الأحداث التى مرة بها بعد خاتم سليمان ليعود إلى شخصية وحياته الطيبة البسيطة.

فيلم عنتر ولبلب

أجمل مافي هذا الفيلم أنه في الوقت الذي تعاني فيه الدراما المصرية من سيادة شخصية البلطجي على الكثير من أعمالها يقدم هذا الفيلم نموذج واضح ان القوة في العقل وليست العضلات والبلطجة، فعنتر شخص قوي مستقوى بقوته وأمواله على لبلب الضعيف صاحب القهوة البسيطة، يصل الأمر بعنتر أنه يقرر سرقة خطيبة لبلب منه عن طريق تكسير قهوة لبلب ليضطر لبلب لطلب اقتراض أموال من والد خطيبته فيسخ والدها الخطبه بهذه الحجة ليزوجها لعنتر.

وهنا يبدأ رهان بين لبلب وعنتر أن من يستطيع أن يصفع الآخر سبع صفعات يأخذ محله، وتكون المفاجأة أن لبلب الضعيف يستطيع بالحيلة والذكاء أن يكسب الرهان بصفع عنتر السبع صفعات.

من الأفلام التى عرف عنها أنها تحمل رسالة هي أفلام الفنان حسين صدقي، حيث كان حسين صدقي ممثل ومنتج ومخرج وقدم العديد من الأفلام الهادفة سنكتفى بإلقاء الضوء على فيلمين فقط منها فيلم المصرى افندى والشيخ حسن.

المصرى افندى 

ويُعد هذا الفيلم قصة متكررة ما نتعرض لها جميعا فى حياتنا حيث تعمينا همومنا عن الإحساس بنعم الله علينا فالمصرى افندى تعرض لفقد وظيفته وبالتالى لأزمة مالية جعلته يفقد يقينه في قدوم الفرج ويسخط على كل شيء فهو زوج وآب وزوجته تنجب الكثير من الأبناء و و لا يستطيع سد احتياجاتهم فيكفر بهذه النعمة ويتمنى زوالها وتتحقق دعوته ففى الوقت الذى تنفرج فيه أزمته المالية بل ويصبح ميسور الحال يفقد أولاده واحد تلو الآخر فيموت البعض ويتهوه إبنه البكري وتمرض ابنة الباقية بمرض غامض فيقوم برحلة حج ويدعوا الله ليغفر له، ويشفى ابنته، ويرد إليه أبنه الغائب، وأقر بذنبه فى عدم تقدير نعم الله عليه فاستجاب الله دعواته وتعلم من الدرس هو والمشاهد.

فيلم المصرى أفندى بطولة حسين صدقى ومديحة يسرى وإسماعيل يس.

فيلم الشيخ حسن 

من الأفلام التى حاولت نقل صورة صحيحة عن الإسلام وتعاليمه في تقبل الآخر وإعلاء مبدأ الحوار فالشيخ حسن والذى جسد شخصيته حسين صدقى يصحح للمجتمع من حوله العديد من المفاهيم الخاطئة، فتحبه الأجنبية المسيحية التى جسدت دورها ليلى فوزي وهو يبادلها ذلك الحب فيتزوجها وعندما ترى فيه أخلاق الإسلام الصحيح تعتنق الديانة الأسلامية، فما أحوجنا ونحن نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى إلى هذا النوع من الأفلام الهادفة.