رغم ادعاءاته بالإصلاح.. أردوغان ونجله يغرقان في الفساد ويهددان تركيا بالانهيار (تقرير)

عربي ودولي

رجب طيب أردوغان ونجله
رجب طيب أردوغان ونجله بلال


في ظل ادعاءات أردوغان بالسير نحو الأفضل، وتحقيق الكثير من الإنجازات خلال فترات حكمه، تتوالى فضائح التسريبات لتؤكد على الفساد الذي تغرق فيه تركيا، وتثبت من جديد تلك الحقائق التي تلاحق أردوغان ونجله بلال، كما تُكمل مشكّلة عِقداً من أعمال السرقات والنهب، لم ينفرط بعد.

فضيحة جديدة

وفي فضيحة جديدة لأردوغان ونجله، كشف تسجيل صوتي مسرب، عن أن الرئيس التركي ونجله اشتريا شقة بقيمة 25 مليون دولار.

ويشير التسجيل إلى حوار يدور بين بلال نجل الرئيس التركي، ووالده أردوغان، حيث يسأله قائلا: "يمكننا إعطاء 25 مليون دولار لـ "جاليك"، "رجل أعمال"، والمتبقي سنشتري به شقة من شهريزار"، ليرد أردوغان، قائلا: افعلوا ما ترونه.

ويفصح التسجيل عن عودة نجل أردوغان سائلاً والده: "نصفرها بأكملها يا أبي؟ أم تبقى معك القليل من النقود"، ليرد أردوغان، قائلا: "لا لا يجب أن يبقى شيء يا بني، ليتكم فعلتم شيئا مع محمد، ليتكم أرسلتم إليه إياها، يا الله ليتكم أعطيتم الأموال كلها له وأنجزتم"، ليرد "بلال"، على "أردوغان"، قائلا: "أعطيناه إياها يا أبي، أعطيناه 20 مليون دولار، كيف لي أن أعرف؟ لم نتمكن من إعطائه سوى هذا القدر".

فساد الأراضي

ويأتي هذا التسريب بعد فضيحة شهدها يوليه الماضي من هذا العام 2019، حيث تفجرت فضيحة لفساد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظامه الحاكم في تركيا، على لسان صندوق تأمين الودائع الادخارية التركي، الذي أكد أنّ بلال نجل أردوغان، نقل ملكية قطعة تبلغ قيمتها 158 مليونا و431 ألف ليرة إلى صديقه بوراك أكسوس بشكل غير قانوني.

وأوضح التقرير أنّ نجل أردوغان منح صديقه من أيام مدرسة ثانوية الأئمة والخطباء بوراك أكسوس، وشركائه، قطعة أرض في بلدة أتاشهير التابعة لمدينة إسطنبول، بقيمة 158 مليون و431 ألف ليرة، دون عقد أي مزايدة أو مناقصة عامة.

تشييد مشروع سكني

ومنح بلال أردوغان قطعة الأرض لشركة "لينس" المكونة من ثلاث شركات هي أكسوس للإنشاءات، لصاحبها بوراك أكسوس، صديق بلال أردوغان، وشركة "الشرق الأوسط – ORTADOĞU" للإنشاءات، التي يشارك فيها بلال أردوغان مع صديق طفولة والده محمد جور.

وكشفت صحيفة "بيرجون" التركية أنّ الشركة حصلت على قطعة الأرض من أجل تشييد مشروع سكني على مساحة 35 ألف و788 مترا مربعاً.

فساد المحسوبيات

ويتورط بلال أردوغان، في الكثير من فساد المحسوبيات، منها تعيينه صديقه "إيلكار آيجي" رئيسًا لمجلس إدارة شركة الخطوط الجوية التركية، وكشف بعد ذلك عن وقائع فساد داخل الشركة في عهده، أبرزها تحمل الشركة تكلفة حفل عيد ميلاده بقيمة 100 ألف ليرة، بالإضافة إلى توزيع مبالغ ضخمة على أعضاء مجلس الإدارة.

كما عين صديقه "إبراهيم آران" مديرًا لهيئة الإذاعة والتليفزيون الحكومية التركية "تي أر تي"، بعد أن عينه قبل ذلك عضوًا في مجلس إدارة شركة الاتصالات الحكومية الوطنية "تُرك تيليكوم".

بلال وغسيل الأموال في إيطاليا

وقبل فترة حقَّقت إيطاليا، حسب صحيفة "إندبندنت"، مع بلال أردوغان بتهمة غسيل الأموال، فيما فتح المدعي العام في بولونيا الإيطالية ملفًّا لبلال، بعد اتهامه بجلبه أموالًا ضخمة إلى تركيا من أجل إعادة تدويرها.

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن التحقيق اعتبر أن الأموال تتعلق بفضيحة الفساد السياسي التي طالت حزب العدالة والتنمية بتركيا، ووقت التحقيقات الحكومية مع المتهمين بالفساد والذين كان من بينهم بلال أردوغان، انتشرت فيديوهات اعتبرت عاصفة سياسية لأردوغان وهو يتحدث إلى ابنه طالبًا منه سرعة التخلُّص من الأموال، وتشير الصحيفة إلى أن عائلة أردوغان وقتها أرسلت بلال بالأموال إلى إيطاليا بعيدًا عن التحقيقات الداخلية في الأزمة.

إخفاء ملايين الدولارات

وتورط بلال أردوغان عام 2014 في إخفاء ملايين الدولارات المجهولة المصدر، وأثبتت ذلك مكالمات بين أردوغان وبلال نشرت، كما أكدها أصدقاء لابنه موضحين أن الصوت لبلال.

وأشار أحد هذه التسجيلات، إلى طلب أردوغان أن يقوم ابنه بنقل كميات كبيرة من الأموال من منزله، وأن يصل بالأرقام التي يمتلكها إلى “صفر”؛ بأن يوزعها على عدد من رجال الأعمال.

وخلال المكالمة يؤكد بلال أنً أردوغان قام بالفعل بتوزيع الأموال، لكنه ما زال يمتلك 30 مليون يورو لم يتخلص منها بعد، فيما يواصل أردوغان طلبه من ابنه بعدم القبول بمبلغ معين معروض عليه، في صفقة تجارية وأن يطلب مبلغًا أكبر، وكذلك أن يتخلص من أموال أخرى لتفادي كشفها في تحقيقات تجريها الدول حول الكسب غير المشروع في حكومته.

أركان الفساد

ويعتمد أردوغان في عمليات الفساد المالية، على أقاربه، وهما ابنه بلال أردوغان، ذراعه اليمنى، وبرآت البيرك، زوج ابنته، المتورطون في قضايا فساد عديدة، منها تهريب 15 مليون دولار سرًا إلى إحدى شركات الـ“أوف شور”، في جزر “مان” بالبحر الإيرلندي.

وفي خضم عمليات الفساد الكثيرة، التي يتولاها أردغان وأقاربه، كشف تقرير شبكة "ان بي سي" الأمريكية، أن بلال أردوغان نجل الرئيس التركي، وصهره يقفان وراء عمليات تهريب الأموال خارج البلاد، وأن بلال نقل بمفرده 2.3 مليون دولار إلى شركة الـ“أوف شور” ذاتها.

كما أكد كيليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، أنه يمتلك حزمة من الوثائق التي تثبت اتهام أسرة أردوغان في عملية التهريب، وتحدد بالأرقام المبالغ المهربة وتاريخ تحويلها إلى الجزيرة الأيرلندية.

التدخل في القضاء

وفي أحط صور الفساد، يتجلى أردوغان في صناعة ذلك، حيث يتفنن في حماية نجله، تضمن ابعاد ابنه عن أية محاسبة، وهو ما كشفه قاض تركي سابق عن تفاصيل مثيرة تتعلق بتدخل مباشر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عمل القضاء، من أجل إنقاذ ابنه بلال من الاعتقال، في إطار فضائح فساد ضربت تركيا في 2013، حينما كان أردوغان رئيسا للوزراء.

منع اعتقال نجله

وأوضح مركز ستوكهولم للحريات، أن أردوغان طلب من إبراهيم أوكور، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقضاة، وقف تنفيذ أمر قضائي باعتقال بلال، على ذمة التحقيق بقضايا فساد، فيما أشارت صحيفة "جمهوريت" التركية اليومية عن أوكور قوله، إنّ أردوغان، اتصل به في ديسمبر 2013، وطلب منه منع المدعين من ملاحقة ابنه بلال، وذلك أثناء التحقيق في تهم فساد.