قفص الحريم.. نساء يستغثن بـ"الفجر" من بلطجة أزواجهن

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


خلال أيام قليلة، ودون مقدمات يتحول شريك العمر إلى عدو، تكون وظيفته الأولى هى أذى وتخويف من كان يوماً الضهر والسند، وقد لا يتورع عن تنفيذ تهديداته بالتشويه المادى والمعنوى، سواء بماء النار، أو بنشر صور خاصة جداً على مواقع التواصل الاجتماعى.

تقول «ضحى» 32 عاماً، إنها ذهبت لمباحث الاتصالات لتقديم بلاغ ضد زوجها لكنها رفضت تلقى البلاغ، لأن من يهددنى شخص معروف بالنسبة لى، وبالتالى فإن على أن أتوجه بالبلاغ إلى مباحث الإنترنت، أو قسم الشرطة، وأوضحت أن سبب البلاغ هو تهديده لها بتشويه وجهها بماء النار إذا لم تتنازل عن دعوى الخلع التى أقامتها ضده.

وتضيف: عشت معه 3 سنوات دون إنجاب، وتحملت عصبيته واعتداءه على بالضرب وتوجيه الإهانات المستمرة دون أسباب، وعندما فاض بى ذهبت للعيش فى بيت أهلى، وطلبت الطلاق فرفض وأصر على عودتى لمنزل الزوجية، وبالفعل عدت لكن إهاناته لم تتوقف، وزادت عصبيته فعدت لبيت أهلى، ثم تركته وذهبت للعيش فى منزل إحدى قريباتى خوفاً من تنفيذ تهديده، ثم رفعت دعوى خلع.

تقول «أمل» 37 عاماً لـ»الفجر»، إن طليقها يهددها عبر رسائل على الفيسبوك، ويسبها يومياً بأفظع الألفاظ، وقالى لها بالحرف «إذا فكرتى فى الجواز هنشر صورك الجنسية على الفيسبوك وهفضحك»، وبالفعل أنشأ حساباً وهمياً باسمى وبإحدى صورى التى التقطها لى ونحن فى غرفة النوم.

وتقول الحاجة فتحية التى تجاوزت الخمسين عاماً، إن زوجها المسن أصيب فجأة بمراهقة متأخرة، وتعرف على بعض الساقطات ولم يعد يتقبل أى كلام أوجهه له، واعتدى على بالضرب لأننى رفضت استقبال إحدى الساقطات التى جاء بها إلى منزلى.

وأضافت أنها تزوجته لمده 35 عاماً، وأنجبت منه ابنتين وولد، جمعيهم تزوجوا وأنجبوا، وهى حاليا تعيش عند إحدى بناتها، وقالت: تزوجنى وأنا طفلة تقريباً، كان كل أهلى، وفجأة أصبح شخصاً آخر لا أعرفه ولا يعرفنى. والآن يبعث لى برسائل على المحمول يؤكد فيها أنه سينشر أسرار ليلة دخلتى إذا لم أعد إلى المنزل، وعندما رفضت العودة طلقنى غيابياً لكنه لم يتوقف عن التهديدات.

وتقدمت «هبة» 38 عاماً، بشكوى تتهم طليقها بأنه يهددها بالقتل إذا لم تتنازل عن حضانة بناتها، وقالت: منذ 5 أشهر وتهديداته لا تتوقف، كل فترة تهديد مختلف، وتدخل أهلى وعملوا قعدة رجالة، وعندما واجهوه برسائل التهديد، أنكر وقال إن هاتفه المحمول سرق منه، وأنه لا يعلم شيئاً عن تلك الرسائل، رغم أنه أرسل خلالها معلومات لا يعلمها سوانا باعتبارنا كنا زوجين لمدة تجاوزت 12 عاماً.

وأضافت: «نسى كمان أن رسائله تتضمن تسجيلات صوتية له، ولهذا أصر أهلى أمام إنكاره أن أتقدم بدعوى قضائية ضده، وهذا ما فعلته ومازالت الدعوى منظورة أمام المحاكم.

ولم تطل رسائل التهديد الزوجات السابقات، أو من يحاولن الخلع، بل طالت المشاهير، ومنهن رانيا يوسف، التى تقدمت بشكوى لقسم شرطة المهندسين، تطالب زوجها السابق وعائلته بعدم التعرض لها، قائلة فى المحضر، إنها فوجئت برسائل تهديد من طليقها على هاتفها المحمول، ومنها تهديد بتشويه وجهها بماء النار، وأكدت أنه كتب فى إحدى الرسائل «هأحرق قلبك على بناتك».

كما اتهمت الفنانة عبير الشرقاوى، طليقها بأنه يهددها بخطف ابنها البالغ من العمر 5 أعوام، وتهريبه إلى البحرين.

يقول محمد عادل، الباحث فى حقوق الإنسان، إن القانون يعرف ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ بأنه ﻛﻞ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ إﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ من ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ جريمة ﺿﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﻝ، أو إﻓﺸﺎﺀ ﺃﻭ ﻧﺴﺒﺔ ﺃﻣﻮﺭ خادشة ﻟﻠﺸﺮﻑ.

وأشار إلى أن ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ، أكدت ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺪ الجنائى فى ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﺘﻰ ﺛﺒﺖ لها ﺃﻥ الجانى ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﺪﺭﻙ أﺛﺮﻩ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺮﻋﺐ فى ﻧﻔﺲ المجنى ﻋﻠﻴﻪ، ﻭأﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﺍلأﺛﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ من إذعان المجنى ﻋﻠﻴﻪ مرغماً على إﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻄﻠﺐ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ إﺫﺍ ﻛﺎﻥ الجانى ﻗﺪ ﻗﺼﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬ تهديد ﻓﻌﻼً، ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ التعرف على ﺍلأﺛﺮ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ الذى أﺣﺪﺛﻪ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ فى ﻧﻔﺲ المجنى ﻋﻠﻴﻪ.

وأوضح محمود البدوى، المحامى بالنقض والدستورية العليا، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث، وحقوق الإنسان، إن القانون نص فى المادة 327 على «أن كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة، وإذا كان التهديد بإفشاء أمور أو نسبة أمور تخدش الشرف يعاقب بالسجن، وتنخفض إلى الحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب مادى.

وأضاف أن القانون وضع ضوابط، صارمة، وعلى أى سيدة تتعرض لمثلك تلك المشاكل فإن عليها اتخاذ الإجراءات القانونية التى تحميها وتضع عقوبات رادعة ضد الجانى، ليكون عبرة لمن يفكر بالقيام بمثل تلك الجرائم، ليكون مكانه السجن.