ما هي فضيحة أوكرانيا التي تسببت في البدء بإجراءات عزل ترامب؟

تقارير وحوارات

ترامب
ترامب


ما زال خبر عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يحتل مساحة من اهتمام العالم، ويطوف مواقع الإخبارية وقنواته، وذلك بعد الحملة التي تقودها رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، في أعقاب تقارير تفيد بأنه طلب من الرئيس الأوكراني زيلينسكي التحقيق من نجل جو بايدن المرشح الرئاسي، الأمر الذي أثار العديد من الشكوك، وأعطى لخصومة ذريعة لشن الحرب عليه، كما وصف مساعي الديمقراطيين لإطلاق إجراءات عزله من منصبه بـ"مطاردة الساحرات".

بحسب مجلة نيويوركر الأمريكية، فإن ترامب حاول من خلال ظهوره في الأمم المتحدة، صرف الانتباه والأنظار عن الانقسامات والمشاكل التي تعاني منها إداراته، وذلك بعد الفضيحة الخاصة بالمكالمة الهاتفية التي جمعته بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيزعم أنه تعرض خلالها لعملية ضغط، من أجل بدء التحقيق في مزاعم فساد من شأنها الإضرار بمنافسه المُحتمل في الانتخابات الرئاسية جو بايدن.

كما وجه ترامب الاتهام إلى ألمانيا وفرنسا ودول أخرى بدعم أوكرانيا، وقال إنه من الضروري قطع المساعدات الموجهة لكييف، وأنه سوف يواصل منعها حتى تساهم أوروبا ودول أخرى في المساعدات.

اعتبرت المجلة الأمريكية أن هذه بمثابة بداية لأسوأ أيام في رئاسة ترامب، فبحلول نهاية أمس الثلاثاء، كان أكثر من 170 عضوًا في مجلس النواب، من بينهم رئيسة المجلس نانسي بيلوسي، يتحركون لبدء عملية إقالته، موجهين إليه اتهامات بإساءة استغلال المنصب، والضغط على حكومة أجنبية بهدف الحصول على مساعدة للتخلص من أحد منافسيه في الانتخابات، كما اعتبرت رئيسة مجلس النواب أن الأمر يمثل تعديًا صارخًا على القانون من قبل ترامب.

بينما تلقى ترامب الخبرأثناء اجتماعه مع نظيره العراقي بُرهم صالح، على هامش فعاليات الجمعية العامة، وأصر على أنه لم يقترف أي خطأ في يوم 25 يوليو، وهي الليلة التي أجرى فيها المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأوكراني، وقال ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، إن ترامب تجاوز الخطوط الحمراء، وإن فضيحة أوكرانيا تفوق مزاعم التواطؤ مع روسيا خطورة.

وحتى هذه اللحظة يؤكد ترامب أن المكالمة التي جمعت بينه وبين زيلينسكي كانت في إطار عملية محاربة الفساد في أوكرانيا/ بينما تقول نيويوركر إن كل المعلومات والتفاصيل الصادرة عن الرئيس الأمريكي تتعارض مع ما حدث حقًا.

كما ذكرت المجلة الأمريكية أنه في 18 يوليو الماضي جرى إخطار وزارة الدفاع ووزارة الخارجية بأن ترامب قرر تعليق مساعدات لأوكرانيا، تُقدّر بحوالي 4 مليون دولار، وفي 25 يوليو، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع زيلينسكي، وهو ما اعترف به بعد إنكار، وقال إنه ذكر نائب الرئيس السابق جو بايدن، والذي عمل ابنه هانتر مع شركات أوكرانيا، وذكرت وول ستريت جورنال، أن ترامب حث الرئيس الأوكراني حوالي ثماني مرات على بدء التحقيقات في قضايا فساد متعلقة بجو وهانتر بايدن.

وفي أوائل أغسطس الماضي، التقى رودي جولياني، محامي ترامب الشخصي، بممثل لحكومة زيلينسكي في أسبانيا، ووفقًا لصحيفة التايمز فإنه حثه على التحقيق في القضايا التي تتعلق ببايدن، بعد ثلاثة أسابيع من تجميد ترامب للمساعدات.

وحاول ترامب نشر المكالمة الهاتفية التي جمعته بزيلينسكي، إلا أن لاري فايفر، مسؤول سابق في الاستخبارات الأمريكية، قد أشار إلى أن القانون الفيدرالي الأمريكي يحظر تسجيل المكالمات الهاتفية الرئاسية منذ عام 1974، كما أنه يحظر على الوكالات الاستخباراتية القيام بذلك.
وجاء رد ترامب على تقديم طلب بدء إجراءات الإقالة في سلسلة من التغريدات عبر تويتر، اتهم فيها الديمقراطيين بالسعي عن عمد إلى تدمير رحلته إلى الأمم المتحدة بسلسلة من الأخبار العاجلة من التفاهات، قائلًا "أنهم حتى لم يروا تفريغًا لنص المحادثة، الأمر بكامله تصيد".