أنا دانيال .. وصوتي لـ محمد صلاح "صانع المعجزات"

الفجر الرياضي

بوابة الفجر



كنت أتمنى أن أكون أنا الصحفي "هاني دانيال" الذي أثار الجدل منذ الأمس لعدم تصويته لأبن بلده "محمد صلاح" كأختيار أول في جائزة ذا بيست، كنت أتمنى أن أكون صاحب شرف التصويت لمصر في الاستفتاء، لا انتقد الزميل لعدم اختياره لـ محمد صلاح لقناعاته الشخصية بأنه ليس الأفضل، ولكن أتعجب أن الزميل لا يرى أن صلاح حقا هو الأفضل .. لو لي حق التصويت لن أختار سوى محمد صلاح ولو لي حق في اختيار رغبة أولى وثانية وثالثة ستكون كل رغباتي أختيار محمد صلاح..

محمد صلاح بالنسبة لي ليس مجرد لعب يمثل مصر، ليس مجرد لاعب يُسجل اهدافا بأقدامه، بل هو حكاية جيل.. حكاية جيلي مواليد التسعينات، لاعب موجود داخل كل شخص من جيله، الجيل الذي عاصر صعوبات عديدة في هذه البلاد ولكنه اصبح أقوى.. جيل صحفيين وإعلاميين تواجدنا في ظروف قد تنهي حياتنا قبل أن تبدأ من الاساس ولكن زٌرع فينا التحدي، زرع فينا الأمل، من يُصدق أن يوما نجد لاعبا في ليفربول، من يُصدق أن نجد مواقع إلكترونية يُديرها شبابا، نجد برامجا يُديرها الشباب، نجد كل المنظومة الإعلامية يُديرها الشباب، من يُصدق أن يومًا يتولى محمد فضل مسئولية أهم بطولة في تاريخ مصر وتخرج بهذا النجاح الباهر، محمد صلاح هو من زرع فينا الأمل والحلم أن النجاح ليس بعيدا.

حكايتي مع محمد صلاح لم تبدأ من وجوده في ليفربول، حكايتي مع محمد صلاح بدأت عندما كنت في الثامنة عشر من عمري وبداياتي مراسلًا في نادي المقاولون العرب أغطي الاخبار لإحدى الجرائد الرياضية، أثناء تولى محمد عامر مهمة تدريب الفريق الأول وبصحبته نجم الأهلي محمد رمضان مديرًا للكرة.

محمد عامر كان يمتلك نخبة من اهم اللاعبين على رأسهم علاء كمال ومحمود سمير العائدان من تجربة غير ناجحة في الزمالك، وباسم علي الذي انضم إلى صفوف ذئاب الجبل قبل إغلاق باب القيد مجانا من صفوف بترول أسيوط، والمدافع حمادة السيد، وإبراهيم الحملاوي والمهاجم ايهاب المصري ورضا الويشي.

بعد مرور عدد كبير من المباريات في الدوري المصري وتقديم أداء متميز في معظم المباريات أبرزها التعادل مع الزمالك بهدفين لكل فريق تسببت في إقالة المدير الفني للزمالك ديكستال، استقر نجم الأهلي السابق على تصعيد عدد من اللاعبين الصغار للفريق الأول ليس من أجل المشاركة ولكن من أجل متابعة التدريبات والمباريات الودية كخطوة أولى تمهيدًا للمشاركة مع الفريق الاول.

كان اللاعبون الصغار يجلسون على دكك الجمهور في الملعب الفرعي للمقاولون يتحدثون عن الفريق وعن أمنياتهم، وكلهم كانت لديهم أحلام.. وعلى رأس هذه الأسماء يأتي نجم ليفربول محمد صلاح.. ونجم الآرسنال محمد النني، واللاعب الذي توقع الجميع نجاحه محمد زيكا.

لم اشاهد أي من الثلاثي في أرض الملعب لان فترة تواجدي كمراسل لم تمتد طويلًا لارتباطي بالدراسة ولكن في الفترة القصيرة التي تواجدت فيها  تحولت مشجعا للفريق، كنت أشعر أنني من عائلة المقاولون العرب.. أهتف باسمهم وأتمنى الفوز لهم.

توقف النشاط الرياضي ثم انتقلت إلى جريدة الفجر وانتقل محمد صلاح إلى بازل السويسري، وبدات في تغطية أخباره.. كنت مسئولًا عن ملف المحترفين، كنت أسعى دائمًا لإيجاد البث المباشر لمباريات بازل ووضعه في الموقع ومتابعته لحظة بلحظة، كنت أفرح عندما أشاهد هدف للنجم المصري.

أتذكر أن أحد الزملاء قال لي يومًا (لولا ان اسمه محمد وأنت دانيال كنت قولت إنه اخوك).. كنت أشعر أنه اكثر من مجرد أخ، هو أسطورة تحمل أحلامنا.. بدأ صغيرا ثم كبر.. كنت أراه يومًا بعد يوم يكبر، تخيل أن تبدأ حياتك العملية مع شخص آخر في نفس سنك وتراه يكبر أمامك، شعور لا يُمكن وصفه. هذا هو محمد صلاح.