من هي جريتا ثونبرج التي تسعى لتحرير الأرض بسبب تغير المناخ؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في قمة تغير المناخ التي عُقدت الإثنين الماضي بالأمم المتحدة، وقفت السويدية جريتا ثونبرج، صاحبة الـ16 عامًا، لتتحدث بنبرة شديدة الغضب أمام الكثير من زعماء العالم، بعد إخفاقهم في اتخاذ إجراءات بشأنها القضاء على تلك الظاهرة التي تسبب على حد قولها في سرقة أحلامها، وأتت تلك القمة بعد خروج ملايين الشباب في احتجاجات بشوارع المدن في أنحاء العالم للمطالبة بإجراء عاجل بخصوص تغير المناخ، وهنا علقت الفتاة: "الأجيال التي لوثت العالم أكثر حملتني وجيلي عبء التأثيرات البالغة لتغير المناخ".

طفلة بعقل ناشطة سياسية
وُلدت جريت عام 2003 لأم تعمل مغنية بالأوبرا وأب يمتهن التمثيل، وسلكت الصغيرة طريق الدفاع عن الحقوق المجتمعية منذ سن سغيرة، ففي 20 أغسطس 2018، قررت ثونبرج، التي كان آنذاك في الصف التاسع عدم الالتحاق بالمدرسة حتى الانتخابات العامة لعام 2018 في السويد، وكانت مطالبها أنه على الحكومة السويدية الحد من انبعاثات الكربون وفقًا لاتفاق باريس، كما احتجت عن طريق الجلوس أمام البرلمان لمدة 9 ساعات من الدوام الدراسي، وألهمت الطلاب في الكثير من الدول لتبني وجهة نظرها والوقوف إلى جانبها، فقما أكثر من 20 الف طالب بتنظيم إضرابات 270 مدينة.

جريتا تعبر بحرًا
قالت الفتاة الناشطة في تصريحات سابقة، إنها سوف تبحر من بريطانيا إلى الولايات المتحدة لحضور سلسلة من مؤتمرات القمة الخاصة بالمناخ والاحتجاجات على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وذلك بعد أن تلقت عرضًا لرحلة على متن قارب السباق "ماليزيا 2"، الذي هو عبارة عن يخت سباق، يقوده البحار الألماني بوريس هيرمان وبيير كاسيراجي من موناكو، رفقة والدها سفانتي ثونبرج، بالإضافة إلى المخرج ناثان جروسمان، الذي سوف يقوم بتصوير فيلم وثائقي عن الرحلة.

فيما قال هيرمان لاحقًا، أنه يغمره بالفرح والتواضع لقبول جريتا عرضه، بوصف اليخت أقل الخيارات من حيث انبعاثاتالكربون، لعبور المحيط الأطلسي، على الرغم من عدم توفر سبل الراحة بالنسبة لها، ويُشار إلى أن الرحلة ستكون الأولى التي تقوم بها ثونبرج إلى أمريكا الشمالية والجنوبية، منذ أن بدأت تنظيم احتجاجاتها الأسبوعية أمام البرلمان السويدي في صيف عام 2018، كما تعتزم الناشطة أخذ إجازة من المدرسة لإكمال الرحلة.

تنديدات مستمرة
شاركت غريتا أيضًا ثونبرغ في مظاهرة "الانتفاض من أجل المناخ" في بروكسل في أكتوبر 2018، حيث سافرت هي وعائلتها إلى لندن، للتحدث في البرلمان الذي نظمته تمرد الانقارض، وتحدثت عن أن التغير المناخي لا يجب أن يتم معالجته في وسائل الإعلام على هذا النحو، ولا يجب تناوله كأخبار رئيسية، فالأمر يشبه كما لو كانت هناك حرب عالمية.

وقالت الفتاة إنها لم تذهب إلى المدرسة لتصبح عالمة مناخ، كما روج البعض ،لأن العلم قد أثبت الظاهرة، ولم يبق إلا الإنكار والجهل والتقاعس عن العمل،وإن ما حركها هو توقعها بأن يسألها أطفالها وأحفادها لماذا لم تتخذ أي إجراء في عام 2018 عندما كان لا يزال هناك وقت، وخلصت إلى أنه "لا يمكننا تغيير العالم باللعب وفقًا للقواعد، لأنه يجب تغيير القواعد".

وفي مؤتمر دافوس الذي عُقد في يناير 2019، أكدت غريتا، بأن بعض الناس والشركات وصانعي القرار، يعرفون بالضبط القيم التي لا تقدر بثمن والتي يضحون بها لمواصلة الحصول على مبالغ لا يمكن تصورها، أعتقد أن الكثير منكم ينتمي إلى هذه المجموعة، قائلة "أريدك أن تشعر بالخوف، أريدك أن تشعر بالذعر، الذي أشعر به كل يوم، نحن مدينون للشباب لمنحهم الأمل".

وفي 21 فبراير 2019، تحدثت في مؤتمر اللجنة الأوروبية وإلى جان كلود رئيس المفوضية الأوروبية، مطالبة بتحقيق أهداف المناخ المقررة من قبل الاتحاد الأوروبي بنسبة 80% على الأقل، والتي تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفي وقت لاحق انضمت إلى الاحتجاجات المناخية في بروكسل.

وفي القمة التي عقدت أمس، قالت وهي يغلبها التأثر أن الأمر برمته خطأ، ما كان ينبغي لها أن أكون هنا، حيث يتعين عليها أن تعود للمدرسة في الجانب الآخر من المحيط، بينمايأتون جميعنا معشر الشباب بالأمل،  لقد "سرقتم أحلامي وطفولتي بكلماتكم الفارغة"، مضيفة أن الخطط التي سيكشف عنها الزعماء لن تكون كافية للرد على معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض.