"إفلاس مفاجئ".. كيف سقطت شركة السياحة العالمية "توماس كوك"؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


استفاق العالم اليوم على خبر صادم، وهو إعلان شركة "توماس كوك" إفلاسها بعد أكثر من 178 عامًا من عملها في مجال السياحة والسفر، الأمر الذي وجه ضربة قوية لقطاع السياحة حول العالم، ويعود سبب إفلاس تلك الشركة إلى تراكم الديون التي بلغت نحو 1.7  مليار جنيه إسترليني.

وفشلت الشركة البريطانية في التوصل إلى حل مع المقرضين والدائنين حتى يمكنها الاستمرار، حيث كانت في حاجة لمبلغ 200  مليون جنيه استرليني ما يعادل 250  مليون دولار، وحزمة بقيمة 900 مليون استرليني، حيث يتعين عليها سداد مستحقات الفنادق عن خدماتها خلال أشهر الصيف.

شركة توماس كوك تأسست في عام 1841، واندمجت في عام 2007 مع شركة ماي ترافل، لتكون توماس كوك جروب بي إل سي، ويعمل في الشركة 21 ألف موظف، ويبلغ عدد عملاء الشركة 19 مليون شخص سنويا في 16 دولة، وتدير فنادق ومنتجعات وشركات طيران وسفنا سياحية، بحسب وكالة رويترز.

تحرك بريطاني لإعادة السائحين العالقين
الرئيس التنفيذي لهيئة الطيران المدني البريطانية ريتشارد موريارتي، قال في تصريحات صحفية إن الحكومة البريطانية أمرت بعد إفلاس شركة توماس كوك بإطلاق "أكبر عملية إعادة للُسياح إلى الوطن"، وتشمل إقلاع رحلات جوية من  53مطارًا في 18 دولة، فاستأجرت الهيئة ما يقرب من 40 طائرة من مناطق بعيدة مثل ماليزيا، لتشغيل ما يصل إلى ألف رحلة خلال الأسبوعين المقبلين.

ويتعيّن الآن إعادة 600 ألف سائح من المتعاملين مع الشركة، باتوا عالقين في العالم مع إفلاسها، بينهم 150 ألف سائح بريطاني بحاجة لمساعدة من الحكومة البريطانية للعودة إلى ديارهم، لذا أعلنت الحكومة البريطانية أنها استأجرت طائرات لإعادة سياح بريطانيين. وقالت في بيان إنه "في أعقاب انهيار توماس كوك وإلغاء كافة رحلاتها، فإن وزير النقل جرانت شابس أعلن أن الحكومة وهيئة الطيران المدني البريطانية استأجرتا العشرات من طائرات التشارتر لإعادة مسافرين إلى البلاد مجانًا".

هل تأثرت مصر بإفلاس الشركة؟
بحسب مصادر بقطاع الطيران المدني، فإن تأثير إعلان الشركة إفلاسها كبير للغاية على مستوى العالم، أما القطاع المصري تأثيرها محدود خاصة أنها تعتمد في الأساس على رحلات "الشارتر" الخاصة بالمجموعة السياحية، وتتركز رحلاتها في مطاري الغردقة ومرسى علم فقط بالنسبة للسوق المصري؛ لأن الطيران الانجليزي لا يهبط بمطار شرم الشيخ منذ حادثة سقوط الطائرة الروسية.

السبب في محدودية تأثيرها هو أن "توماس كوك" كانت تسيّر 22 رحلة طيران أسبوعية لمطار الغردقة الدولي، وحوالي 3 رحلات أسبوعية إلى مطار مرسى علم الدولي بما يعادل حوالي 4500 راكب أسبوعيًا، وهو في تشغيل المطارين يعادل نسبة صغيرة وضعيفة للغاية، خاصة أن مطار الغردقة على سبيل المثال به أكثر من 80 رحلة يوميًا.

تشجيع جماهير الكرة على المحك
لم يسلم قطاع الرياضة من تبعات إعلان إفلاس شركة "توماس كوك، حيث أصبح العديد من مشجعي الأندية الكبرى في ورطة، بعد سقوط الشركة التي كانت مسؤولة عن رحلاتهم الخارجية لتشجيع فرقهم خلال الموسم الحالي.

الشركة واحدة من أشهر منظمي رحلات لملاعب شهيرة في عالم كرة القدم أبرزها كامب نو في إقليم كتالونيا الإسباني، لذا سارعت عدد من الأندية الإنجليزية لطمأنة عملائها الذين ارتبطوا ببرامج مع "توماس كوك" في الرحلات الخاردية لفرقهم.

ويعد تنظيم رحلات المشجعين الخارجين أحد أبرز البرامج الاقتصادية لأندية كرة القدم، خاصة الكبرى التي تنافس في المسابقات الأوروبية بشكل منتظم، وهو ما يعني أن إفلاس الشركة الكبرى سيخلف ارتباكًا هائلًا في برامج تلك الأندية.

كما أصدر نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بيانًا رسميًا طمأن خلاله جماهيره التي حجزت رحلات وتذاكر لمشاهدة المباريات عبر الشركة المنهارة، والتي كانت شريكًا رسميًا للنادي، بأن خططًا قد بدأت بالفعل لتأمين حلول بديلة للمتضررين في أسرع وقت.

في الوقت أصدر نادي ليفربول بيانًا مشابهًا، أكد خلاله العمل على حل مشكلات ما يقرب من 360 مشجعًا يحجزون باقات مشاهدة المباريات في ملعب "أنفيلد" وأضاف أن بيانًا آخر سيصدر بمزيد من التفاصيل لاحقًا.

مصير الشركة بعد الإفلاس
بحسب ثاني أكبر مساهم في شركة السياحة والسفر البريطانية "توماس كوك"، فإنه سيجري بيع الشركة إما بشكل كامل أو على أجزاء بعد إفلاسها، فيما سيتم النظر في العروض قبل اتخاذ أي قرار بشأن شراء مزيد من الأصول.
ناسيت كوكار، الذي يملك 8 بالمائة في شركة السياحة البريطانية، قال إن توماس كوك مدينة "ببضع مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية" لشركات تركية وربما لا يجري سدادها بعد بيع الشركة، حسبما نقلت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.