الصفعات تتوالى على وجه "أردوغان".. وحلفاؤه يواصلون الانقلاب عليه

تقارير وحوارات

أردوغان
أردوغان


"دوام الحال من المُحال"، جملة تنطبق على الأوضاع التركية، تزامنت مع تحول أصدقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذين أيدوه حتى الصعود للسلطة، منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية، لكنهم في نهاية المطاف، انضموا لصفوف المعارضة، ليبقى أردوغان وحيدًا يواجه كافة التحديات التي أوقع نفسه فيها.

يرصد "الفجر"، حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذين تخلوا عنه في نهاية المطاف بسبب سياسته الغشيمة وديكتاتوريته في اتخاذ القرارات داخل حزب العدالة والتنمية.

انقلاب حلفاء أردوغان
كالعقد ينفرط حباته، سقط حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واحدًا تلو الآخر، بسبب سياسة الرأى الواحد داخل حزب العدالة والتنمية، إذ استقال عدد كبير منهم، منضمًا لصفوف المعارضة.

استقال شانول غورشان، النائب السابق لحزب العدالة والتنمية عن مدينة كيريك قلعة والمحامي الحالي لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، من حزبه، اعتراضاً على التجاوزات التي تشهدها تركيا على يد الحزب.

وقال شانول غورشان، "دعكم من الإصلاحات فقد ازداد الأمر سوءاً. الوضع الاقتصادي أمام الجميع"، وأعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية، وفقاً لما ذكرته صحيفة "زمان" التركية اليوم السبت.

وبحسب مصادر مطلعة على كواليس دائرة اتخاذ القرار داخل حزب العدالة والتنمية، فإن غورشان الذي تولى الدفاع عن أردوغان خلال فترة سجنه في تسعينيات القرن الماضي، سيتقدم باستقالته من الحزب.

المعلومات التي تم تسريبها تشير إلى أن غورشان علق على إعلان رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو استقالته من الحزب، خلال الأسبوع الماضي، قائلاً، "أنا أيضاً سأغادر الحزب. هناك حالة من الاضطراب داخل الحزب بأكمله وليس على المستوى التنظيمي فقط".

عبد الله غول
يُعد الرئيس التركي السابق عبد الله غول، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم في عام 2001، ضمن الحلفاء الذين تركوا أردوغان وحيدًا، وانضم لصفوف المعارضة، حيث يرجع الخلاف بينهما، بسبب سعى أردوغان إلى تمرير تعديلات دستورية تطلق يده في تشكيلة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ونقل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، الأمر الذي رفضه غول.

وكشفت صحيفة "حرييت" التركية في فبراير الماضي، عن نية غول تأسيس حزب سياسي جديد معارض لأردوغان ومؤيد لنظام البلاد البرلماني السابق، كما يعد كل من علي باباجان نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد السابق وأحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء السابق على رأس المؤسسين للحزب الجديد.

أحمد داوود أوغلو
وكذلك يعد أحمد داوود أوغلو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، ولكنه اختلف مع أردوغان بعد تحول تركيا إلى النظام الرئاسي وكان يعارضه داوود أوغلو، فطلب أردوغان منه في مايو 2016، تقديم استقالته بعد اجتماع بينهما.

وانتقد داوود أوغلو، سياسة أردوغان وحزبه خاصة بعد هزيمة الحزب في الانتخابات البلدية في إسطنبول في مارس الماضي، وإعادتها بسبب خسارة حزبه.

وقال: "إن المسؤول عن هزيمة العدالة والتنمية في اسطنبول في الانتخابات البلدية، هو من تسبب في حدوث تراجع في مستوى الخطاب والقيم والسياسات، وإنه من الخطأ أن يتم الإقرار بصحة العملية الانتخابية ثم التراجع عنها بسبب خسارة الحزب تلك الانتخابات، كما أنه من الخطأ أن تعتبر المنافسة الانتخابية مسألة حياة أو موت ثم تقوم بوصف من يعتقد بخلاف ذلك بأنه إرهابي" في إشارة إلى أردوغان.

وعقب ذلك، أحيل داوود أوغلو إلى مجلس تأديب بعد اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان تمهيدًا لطرده.

علي باباجان
كما يعتبر علي باباجان هو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية ورفيق درب أردوغان منذ أكثر من عقدين من الزمن، حظى عدة مناصب وزارية، منها الخارجية ثم الاقتصاد فكبير المفاوضين في ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

ونظرًا لإصرار أردوغان على قيادة الحزب بمفرده، يسعى باباجان حاليًا مع عبدالله غول وأحمد داوود أوغلو إلى تأسيس حزب جديد بعيد عن العدالة والتنمية.

عبد اللطيف شنر
وضمن حلفاء أردوغان الذين انقلبوا عليه، ذكر اسم عبد اللطيف شنر أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، وكان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء، لكنه عارض الرئيس التركي منتقدًا أسلوب استحواذه على السلطة.

وقال: "كلما سيطر أردوغان أكثر على المؤسسات الحكومية والهيئات الرقابية، كلما ابتعد عن القيم الديمقراطية التي استند عليها الحزب عند تأسيسه".

نجم الدين أربكان
وكان أردوغان أبرز المنشقين عن حزب الفضيلة، الذي كان يرأسه رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، لينضم لحزب العدالة والتنمية ويبدأ رحلة الصعود، لكن سرعان ما فضحه أربكان، بداية من عام 2010 واصفًا إياه بالرجل الذي سرق أمجاد الحزب.

كما اتهم "أربكان"، أردوغان عام بأنه عميل للصهيونية التي جاءت به إلى رأس السلطة، قائلا: "هناك بعض القوى الخارجية جاءت به إلى السلطة، القوى التي تتحكم في النظام العالمي وتتبنى سياسات عرقية وتتميز بتوجهاتها الصهيونية الإمبريالية".

وقال أربكان: "إن إسرائيل هي من تنصح أردوغان بترديد أمور تستهدفها وتعاديها حتى ينجح في كسب تأييد وتعاطف الشعب التركي المحافظ المعارض لإسرائيل، وأنه منفذ تام لسياساتها، والمندوب الأمريكي في المنطقة".