"مطرونة".. قديسة بـ4 شخصيات في تاريخ الكنيسة القبطية

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس السبت، بقداس تذكار استشهاد القديسة مطرونة العذراء، وبحسب الكتاب التاريخي الكنيسي، تُعيد الكنيسة الاحتفال بها في العاشر من شهر توت من كل عام قبطي.

والقديسة مطرونة هي من أصل يوناني، ولدت في مدينة "تسالونيكي"، وهي كانت مسيحية الديانة، ورغم ظروفها الاقتصادية الصعبة الا انها دفعتها تلك الظروف بأن تعمل " خادمة"، لدي سيدة يهودية الديانة، والتي مراست عليها ضغوطا وعذّبتها لتترك المعتقد المسيحي.

وذات مرة أوصلت القديسة مطرونة سيدتها إلى مجمع اليهود، وغادرت لتذهب إلي الكنيسة لتمارس طقوس عبادتها الخاصة، وبعد ان عِلمت المرأة اليهودية ثارت عليها وأشبعتها ضربًا وحبستها في مكان مظلم لمدة اربعة ايام دون طعام أو شراب، وفي اليوم الرابع اعادة السيدة اليهودية علي اخراج مطرونة مره اخرى من حبسها، ثم إنهالت عليها بالضرب المبرح حتي ان لفظت مطرونة أنفاسها الأخيرة.

وبعد أن انطلقت روح القديسة مطرونة الي السماء، خافت السيدة اليهودية من كشف أمرها، فألقت بجثمان "مطرونة" من أعلى المنزل لتزعم إنها سقطت وماتت، فزلّت قدم السيدة اليهودية لتموت وإنفضح أمر قتلها للشهيدة مطرونة.

يذكر أن الكتاب التاريخ الكنيسي يحمل أربع اسماء لقديسات يحملن إسم " مطرونة"، وإلا أن الاسم واحد ولكن تختلف لكل منهن جنيستها فاشتهر كل منهن باسم بلدته.

ويتضمن السنكسار وهو الكتاب التاريخ الكنيسي الذي يحمل سجل بأسماء الشهداء والقديسين من بداية إستشهاد الشماس إسطفانوس اول الشمامسة واول الشهداء في المسيحية منها الي عصر الإستشهاد في عهد الامبراطور الروماني دقلديانوس، حيث بدأ في عصره التقويم القبطي لـ ( الشهداء).

ويتضمن في السنكسار "الذى يحمل سيرة القديسين"، ثلاثة آخرين قديسات يحملن إسم "مطرونة" وهما القديسة "مطرونة" التي تعود جذورها لمدينة برشلونة، وأُخذت إلى روما بسبب الخدمات التي كانت تقدمها للمسيحيين المحبوسين، وقُبِض عليها وحُكِم عليها بالموت وأُعيد جسدها مرة أخرى إلى مدينتها.

وأما "مطرونة البرتغالية"، التي عانت من مرض الدوسنتاريا وذهبت إلى إيطاليا بحثًا عن علاج، ومعروف عنها خدمتها في الكنسية للبسطاء والفقراء والمعوزين، وتعيد لها الكنيسة الغربية في 15 مارس كل عام ميلادي.

والأخيرة القديسة "مطرونة الروسية" وهي في الاصل من مواليد 22 اكتوبر عام 1881 م، وكان ابواها فقراء ولهم ثلاثة اطفال، فحملت الام بمطرونه فحزن الاب والام جدًا لانهم قالوا نحن فقراء لا نستطيع أن نطعم 3 أفواه فكيف لنا ان نطعم الرابع، فأتفقوا علي عند موعد ميلاد الطفل يضعونه في دار أيتام، ولكن حدث ان الام حلمت ورأت طائر جميل جدًا وناصع البياض وله رأس إنسان ثم وقف فوق ذراعها اليمنى فرأت ان هذا الطائر ليس لديه عينين. 

ولكن عندما ولدت الطفله مطرونه فكانت ليس لديها أعين (من الداخل النن وبياض العين).

وكانت إراده الله أن تبقي مطرونه وتتربي مع عائلتها، وعندما اكملت عامها الاول، كان والديها يعملون اليوم كله لكي يطعموا هذه الأفواه الاربعه الجائعين.

وفي هذا الوقت اخوتها الثلاثة كانوا يضربونها ويعذبونها ويستهزئون بها لكونها عمياء ولا تري شيئًا، وكانوا يلقونها كل يوم في حفرة قريبة من المنزل.

وفي هذا الوقت كانت روسيا في الشيوعية والمسيحيين قليلين والذهاب الي الكنيسه في هذا الوقت كان محل خطر، إلا ان مطرونه كانت الكنيسة بالنسبه لها ملجأها الوحيد للهروب من ضرب إخوتها واهاناتهم لها.

وعندما أكملت مطرونة عامها السادس، جاء رجل يبكي علي بقرته الخاصة به لانها ضاعت وهي كانت مصدر رزق له، فأقتربت منه وقالت له اين تقع البقرة ومن أخذها.

وبعد ذلك بفترة في الليل اتي اليها رجل وهو ( القديس نيقولاس) وطلب منها كوب ماء فأعطته ثم ضرب بيده علي صدرها ومضى فظهر في هذا المكان صليب وكأنه من لحم.

وعندما أكملت عمرها إلى العام السابع، ابتدأت ان تتنبأ المستقبل وتشفي المرضي واعطاها الله مواهب ومعجزات لا حصر لها، فكان الناس يعطوهم هدايا واموال وهي كانت تعول كل عائلتها ثم مات ابويها.

وفي وقت ما قبل الحرب العالمية الثانية ذهبت إلى مدينه موسكو، حيث الجوع كان في كل مكان، فكانت المواطنين انذاك يذهبون إلى المدن الكبرى.

وتركت مطرونة اخوتها لانهم كانوا شيوعيين، فذهبت إلى موسكو وبشرت بالمسيحية الأرثوذكسية (ويطلقون عليها الآن المبشرة والنبيه).

وذهبت مطرونة إلى الرئيس الروسي انذاك يوسف اسطالين، وقالت له عن قريب سوف تبدأ الحرب العالمية الثانية، وقالت له ايضا ان الاتحاد السوفيتي سوف ينحل بعد نهاية الحرب، حتي ان تنيحت بسلام في الثاني من فبراير عام 1952 م.