مشرف المتحف الكبير يحقق كشفًا هندسيًا أثريًا غير مسبوق

أخبار مصر

بوابة الفجر



الأحفاد دائمًا ما يرثوا من أجدادهم، هناك من يرث مالًا وهناك من يرث شكلًا وهناك من يرث عبقرية، وقد استطاع أجدادنا المهندسين صنع حضارة كانت العمارة قوامها فشيدوا المعابد والمسلات التي انبع فيها المهندس المصري القديم قواعد جعلت آثاره تمتد لقرون.

وعلى خطى الأجداد سار اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، وهو ضابط مهندس، حيث حقق  كشفاً هندسيا أثريًا غير مسبوق، وعن السبب الذي قاده لهذا الكشف قال "إن كل قطعة تصل للمتحف أتناولها بشكل شخصي ودقيق وأقوم بدارستها بشكل هندسي بحيث أصل لقاعدة بنائها الهندسية".

وأضاف أن المصري القديم عندما نحت المسلة والتي أضحت رمزًا من رموز الحضارة المصرية راعى نسب هندسية ثابتة في نحتها كلها لدرجة أتاحت لي تحقيق هذا الكشف.

وتابع: "لما درست المسلات هندسيًا وجدت أن لها قاعدة عريضة من أسفل وتنساب لأعلى متناقصة في المساحة فنجد أن القطاع العلوي للمسلة أقل مساحة من السفلي فمثلًا مسلة الملك رمسيس الثاني قطاعها العلوي والذي نطلق عليه نهابه بدن المسلة والذي يرتكز عليه البنبم أو الهريم الصغير وجدت أن مساحته ١متر في ١ متر ،وقاعدة المسلة نفسها ١٨٠*١٨٠ متر، وطول البنبم ١.٦ متر وطول بدن المسلة ١٥،٥ متر، فيكون طولها حوالي ١٥-١٦ ضعف ضلع قمتها "وحوالي ٨-٩ أضعاف قاعدة المسلة".

وتابع إذا طبقنا هذه النظرية الهندسية ببساطة على هريم مسلة الملكة حتشبسوت، حيث أن قاعدته 1.80 * 1.80 مما يعني أنها أضخم مسلة شيدت في مصر القديمة حيث ستبلغ قاعدتها لو طبقنا نسب المسلات عليها ما يقرب من 3.50 متر * 3.50 متر.

كما أن ارتفاع الهريم الخاص بمسلة حتشبسوت = 2.50 متر، فلو طبقنًا عليها نفس قاعدة مسلة الملك رمسيس أي أن طولها = 15 ضعف طول قمتها فسنجد أن طول مسلة الملكة حتشبسوت سيتجاوز الـ ٣٥متر كاملة (البدن والهريم والقاعدة) وستزن على الأقل ٦٥٠طن مما يجعلها أضخم مسلة بالعالم "وأكبر مسلة شيدها المصري القديم، وهو ما يعد كشفًا هندسيًا جديدًا يدلل على عبقرية المهندس المصري القديم.

جاء ذلك خلال حديث اللواء مهندس عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به مع الصحفيين في لقاء مفتوح عقب المؤتمر الصحفي المنعقد عصر اليوم في المتحف لعرض آخر وأهم القطع المنقولة له ومنها هريم مسلة الملكة حتشبسوت والذي وصل منذ يومين إلى المتحف الكبير قادمًا من المتحف المصري بالتحرير.