إسرائيل تتجسس على هواتف ترامب ومعاونيه

العدد الأسبوعي

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب


مسئولون أمريكيون يكشفون: الموساد زرع أبراج اتصالات بجوار البيت الأبيض لاختراقه

خلال الأسبوع الماضى تم الكشف عن أن إسرائيل تتجسس على البيت الأبيض، ولم يكن هذا الاكتشاف جديداً إذ إنه تم فضح هذه الخطوة عدة مرات فى الماضى، الجديد هو رد فعل الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ومسئولى إدارته، والذى فاجأ الكثيرين فى العالم وفى العاصمة الأمريكية، واشنطن، ما اعتبرته جريدة الإندبندنت البريطانية، أسوأ من الاعتداء الإسرائيلى.

وقال ترامب تعليقاً على فضيحة التجسس الإسرائيلية عليه: «لا أعتقد أن الإسرائيليين كانوا يتجسسون علينا.. أنا حقًا أجد هذا الأمر صعب التصديق.. علاقتى مع إسرائيل عظيمة».

كانت مجلة بولتيكو الأمريكية، نشرت الأسبوع الماضى تقريراً يكشف أن تل أبيب زرعت أجهزة المراقبة معروفة باسم «أبراج ستينجرايز» حول واشنطن، وتشبه هذه الأبراج أبراج الاتصالات المعروفة الفارق أن الأولى تخدع الهواتف المحمولة وتخترقها وتعرف مواقعها ومعلومات عن هوية صاحبها.

وقال مسئولون أمريكيون سابقون إن الأجهزة كانت تهدف على الأرجح للتجسس على الرئيس ترامب نفسه، وكبار مساعديه وأقرب المقربين منه، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الجهود الإسرائيلية نجحت أم لا.

كجزء من اختبارات الحكومة الفيدرالية، اكتشف المسئولون فى وزارة الأمن الداخلى بالفعل أدلة على وجود أجهزة المراقبة فى جميع أنحاء واشنطن لكنهم لم يتمكنوا من الربط بين الأجهزة وبين كيانات محددة، رغم أن هؤلاء المسئولين تبادلوا النتائج التى توصلوا إليها مع الوكالات الفيدرالية ذات الصلة، وبناء على تحليل دقيق رجح مكتب التحقيقات الفيدرالى والوكالات الأخرى العاملة فى القضية أن العملاء الإسرائيليين هم من وضعوا هذه الأجهزة.

وعكس الإدارات السابقة، لم يتخذ فريق ترامب أى إجراء ضد المراقبة من جانب أقرب حلفائهم، ولم يكن لهذا التجسس الإسرائيلى على الأراضى الأمريكية أى عواقب حقيقية على تل أبيب، على حد قول المسئولين الأمريكيين.

كعادة إسرائيل فى إنكار مثل هذه العمليات، سرعان ما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو التقرير واعتبره «ملفقاً بشكل كامل»، وقال نتنياهو، الذى وصف ترامب مرارا بأنه صديق مقرب وحليف، إن لديه توجيهاً بعدم وجود جواسيس أو القيام بعمل استخباراتى فى الولايات المتحدة، ولا توجد أى استثناءات، كما كتب وزير الخارجية الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، على موقع تويتر: «ليس لإسرائيل صديق أفضل فى إدارة ترامب من الرئيس ترامب».

وحسب إندبندنت، عمليات التجسس الإسرائيلية فى الولايات المتحدة الأمريكية ليست جديدة، إذ قال مسئولون أمريكيون فى وقت سابق إن إسرائيل تتصدر قائمة الدول التى تتجسس بقوة على الولايات المتحدة، بجانب خصومها روسيا والصين، ومع ذلك، فإن تقاعس إدارة ترامب عن هذا الخرق الدبلوماسى هو الذى لفت انتباه المحللين وصانعى السياسات.

وقال فرانك فيجليوزى، مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى السابق: «إذا كان هذا صحيحاً، فإن القصة الحقيقية ليست أن إسرائيل تتجسس علينا، لكن حقيقة أن ترامب لم يفعل شيئا».

بالنسبة لرئيس سارع إلى الرد على مجرد اتهامات ضد أى من المنافسين، فإن ردة فعله على التجسس الإسرائيلى تعكس الكثير، ويمكن اعتبار ذلك مؤشراً على مستوى الولاء بين ترامب ونتنياهو.

وقال روبرت رابيل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلوريدا أتلانتيك، لصحيفة الإندبندنت: «إن مكتب التحقيقات الفيدرالية سيصل إلى نهاية هذه القضية، بغض النظر عن موقف البيت الأبيض، ومع ذلك، لا أعتقد أن ترامب سيهاجم أو ينتقد نتنياهو علناً لأن الأخير شقيقه فى السلاح واعتقد أن ترامب سيعتمد على مساعدة نتنياهو فى حملته لإعادة انتخابه مثلما يعتمد نتنياهو اليوم على ترامب».

وأضاف رابيل، إن إسرائيل تتجه مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع الأسبوع المقبل، ولن تكون مفاجأة إذا قبل نتنياهو دعوة من الجمهوريين لمخاطبة الكونجرس لدعم الرئيس ترامب قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

بالإضافة إلى الرمزية السياسية لعملية التجسس، تتضمن القصة أيضاً مفارقة مالية، وهى أن أجهزة المراقبة المزروعة حول واشنطن مكلفة للغاية ومتطورة، وليس لدى كثير من الحكومات الموارد والوصول اللازم لمثل هذا البرنامج.

كما أشار ديلان ويليامز، نائب الرئيس فى جى ستريت، وهى منظمة يهودية أمريكية بارزة، إلى أن التجسس كان بمثابة صفعة موجهة إلى دافعى الضرائب الأمريكيين، الذين يتحملون من جيبوهم المساعدات الأمريكية السنوية الموجهة لإسرائيل والتى تقدر بـ3.8 مليار دولار والتى تستخدمها تل أبيب فى التجسس على حكومتهم.

يأتى التقرير فى غضون أسبوع من إطاحة ترامب، بشكل مفاجئ، بالإطاحة بمستشار الأمن القومى، جون بولتون، الذى يعد مؤيداً قوياً لإسرائيل، وفى الوقت نفسه، يعد ترامب الأسس لمفاوضات محتملة مع إيران، وهى خطوة جعلت إسرائيل لا تشعر بالراحة، كما فعلت فى الماضى عندما تواصل باراك أوباما مع طهران.

ورغم النفى الإسرائيلى المستمر، فليس هذا هو أول ما تم اكتشافه عن تجسس إسرائيل على الولايات المتحدة، إذ إن وسائل الإعلام الأمريكية كشفت أن تل أبيب كانت تتجسس على المفاوضات الممهدة للاتفاق النووى بين إيران والقوى العالمية، ومنها أمريكا، بهدف استخدام حكومة نتنياهو لهذه المعلومات للضغط على الكونجرس الأمريكى ضد إدارة الرئيس الأمريكى وقتئذ، باراك أوباما، لمنع التوصل إلى اتفاق مع إيران.