رامي المتولي يكتب: 10 أفلام من المسابقة الرسمية حصدت إشادات وجوائز من المهرجانات الكبرى

مقالات الرأي



دليلك للدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائى

انطلقت فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائى مبشرة بعرض 45 فيلمًا طويلاً و24 فيلما قصيرا متنوعين بين الروائى والوثائقى والتحريك، هذا بخلاف الاحتفاء بالأديب إحسان عبد القدوس بمعرض استعادى وعرض لفيلم «بئر الحرمان» إنتاج 1969 من إخراج كمال الشيخ، سيناريو وحوار ليوسف فرانسيس، وإعداد سينمائى لنجيب محفوظ والمأخوذ عن رواية تحمل العنوان نفسه لعبد القدوس ضمن البرنامج الخاص الذى يعرض 5 أفلام أخرى هى: Stolen Keys إنتاج 1968 للمخرج فرانسوا تروفو، «كاميرا إفريقية» إنتاج 1983 للمخرج فريد بوغدير، The Spider›s Stratagm إنتاج عام 1970 إخراج برناردو برتلوتشى، The White Sheik إنتاج 1952 للمخرج فيديريكو فيللينى، Central Station إنتاج 1998 لوالتر سالس.

كما يمثل جسر الجونة نشاطا موازيا داعما لعرض هذا العدد من الأفلام بالمحاضرات وحلقات النقاش، فهناك مائدة مستديرة تحت عنوان «أصوات اللاجئين فى السينما» ونقاشات متعددة حول تأثير المهرجانات السينمائية والسينما الإفريقية ومحاضرات عن ترميم الأفلام وتصميم شريط أصوت فى أفلام الحركة والتطوير الإبداعى، كذلك يهتم المهرجان بالموسيقى وينظم حفلا بعنوان «السينما فى حفل موسيقى» بقيادة المايسترو أحمد الصعيدى احتفاءً بموسيقى الأفلام للمؤلفين الموسيقيين الان سيلفسترى، جون ويليامز، جون كريليانو، موريس جار، إينو موريكونى، جون كاندر، نينو روتا.

تتكون المسابقة الدولية للأفلام الروائية من 12 فيلما، 10 أفلام منها حازت على إشادات من مهرجانات كبرى أكثرها من مهرجان فينيسيا وفيلم Corpus Christi الذى حصد 3 جوائز من فعاليات المهرجان والذى تدور أحداثه حول شاب عمره 20 عاما يريد أن يصبح كاهنًا لكن سجله الإجرامى يمنعه من ذلك لكن القدر يمنحه هذه الفرصة، The Weeping Woman الذى حصد جائزتى الإخراج وأفضل فيلم فى أيام فينيسيا إلى جانب حصده لجائزة من مهرجان سان سباستيان وترشيح من مهرجان لندن السينمائى، وتدور أحداثه حول جنرال متقاعد يحاكم لارتكابه جرائم ضد الإنسانية بإشرافه على تنفيذ مذبحة جماعية حيث يؤمن أن السبب وراء عقابه هو روح المرأة الباكية الانتقامية التى تجوب العالم لهذا الغرض، والفيلم السودانى المرتقب «ستموت فى العشرين» أبرزهم بعد أن حصد أسد المستقبل من المهرجان والذى تدور أحداثه حول شاب ولد وبدلا من أن يباركه درويش القرية الأكبر ينال منه لعنة تظل ملازمة له فى حياته وتحولها تمامًا، ومن خلاله نستعرض الكثير من التفاصيل الخاصة بالمجتمع السودانى وبشكل غير مباشر.

من مهرجان كارلوفى فارى من المقرر عرض فيلم The Father الذى حصد الكرة الكريستالية أفضل فيلم والذى تدور أحداثه فى إطار إنسانى حول أرمل يصدق جارته التى تخبره أن زوجته الراحلة تحدثها فى التليفون ليبدأ هو فى رحلة البحث عن وسيط روحانى يمكنه من الاتصال بها، وفيلم Lara الذى حصد ترشيح بنيل جائزة من المهرجان وحصد جائز الفيبريسى من مهرجان ميونخ والذى تدور أحداثه حول أم متسلطة ومتحكمة فى حياة نجلها عازف البيانو والذى يبدو من اختفائه أنه قرر الهرب من سلطتها مع احتفالها ببلوغ الستين من عمرها لتقف هى حائرة إزاء هذا التغير.

الفيلم التونسى Noura›s Dream بطولة هند صبرى وإخراج هند بوجمعة الذى نال ترشيحا لنيل جائزة المخرجين الجدد من مهرجان سان سباستيان والذى تدور أحداثه حول زوجة يقضى زوجها عقوبته فى السجن وهى أم معيلة لثلاثة أطفال تجد حب حياتها وتقرر البدء من جديد لكن قرب الإفراج عن زوجها يعرقل طلاقها منه، من مهرجان كان يأتى الفيلم الذى رُشح لنيل جائزة الكاميرا الذهبية Song Without A Name والمعتمد على قصة حقيقية تعبر عن حوادث خطف الأطفال فى بيرو، حيث تبحث الموسيقية الشابة التى أنجبت حديثًا عن طفلتها المخطوفة وتجد فى شخص صحفى تعرفت عليه خلال معاناتها الدعم، أما فيلم Papicha الجزائرى الذى رُشح خلال المهرجان لنيل لقب الأفضل فى قسم «نظرة ما» فتدور أحداثه فى التسعينيات بالجزائر، حيث تحاول الفتاة المراهقة الحفاظ على نمط حياتها المتحرر من القيود وتواجه ما يحاول فرضه المتشددون وتأثير الحرب الأهلية على حياتها.

الفيلم المغربى Adam حظى بترشيح لنيل جائزة من مهرجان صاندانس وتدور أحداثه حول دخول امرأة حامل حياة أخرى تملك مخبزًا، بعد أن طلبت الأولى من الثانية فرصة عمل، وعلى الرغم من خشية الأولى من الغرباء لكنها توافق لتبدأ رحلتهم معًا والتى تكشف جوانب إنسانية ومحاذير مجتمعية، أما فيلم The Girl with A Bracelet فحصد جائزة الوسائل الإعلامية من مهرجان لوكارنو والذى تدور أحداثه حول مراهقة متهمة بقتل صديقتها وعلى مدار عامين تتعرض لضغوط زادت بعد بدء محاكمتها، حيث كشفت المحكمة الكثير من أسرار حياتها. 

1982 وOur Lady of the Nile هما الفيلمان اللذان لم يحظيا بأية ترشيحات أو جوائز عالمية حتى الآن، الأول للمخرج وليد مؤنس ومن بطولة المخرجة نادين لبكى وتدور أحداثه عام الحرب على لبنان 1982، كمان يشير عنوان الفيلم لكن الفيلم يحتفى بالحب من خلال محاولة طفل أن يصارح زميلته فى المدرسة بمشاعره تجاهها، والثانى للمخرج رحيم عتيقى والمستوحى من رواية تدور أحداثه حول التفرقة العنصرية العنصرية بين قبيلتى الهوتو والتوتسى برواندا عام 1973 من خلال مدرسة كاثوليكية للفتيات اغلبيتهن من الهوتو.

إلى جانب أفلام المسابقة الرسمية المبشرة بمستوى جيد، لا يفوت إلقاء الضوء على أفلام أخرى بارزة على رأسها فيلم الافتتاح Ad Astra من بطولة براد بيت وليف تايلور وروث بيجا وتومى لى جونز ومن إخراج جيمس جراى، والذى تدور أحداثه فى إطار الخيال العلمى، والفيلم الوثائقى الصينى One Child Nation والذى يكشف من خلال شهادات عديدة ما فعلته الحكومة الصينية من إجبار على تطبيق سياسة الطفل الواحد والتعقيم الإجبارى والخطف وإهمال الأطفال، والوثائقى Untouchable الذى يركز على هارفى واينستين المنتج الذى أثيرت حوله قضايا واتهامات بالتحرش وطلب المقابل الجنسى نظير خدمات فى صناعة السينما لممثلات، ومن الاختيار الرسمى خارج المسابقة فيلم Pain and Glory بطولة أنطونيو بانديراس وإخراج بيدرو المودفار والذى حاز عنه أنطونيو على جائزة أفضل ممثل من مهرجان كان السينمائى، وفيلم Parasite من جنوب كوريا والذى حصد سعفة كان الذهبية.

كما يحتوى القسم نفسه على فيلم المخرج اليونانى يورجوس لانثيموس القصير Nimic، وفيلمين مصريين: «لما بنتولد: للمخرج تامر عزت ومن بطولة عمرو عابد وإبتهال الصريطى ومحمد حاتم وسلمى حسن، وفيلم التحريك «الفارس والأميرة» من إخراج بشير الديك وإبراهيم موسى وأداء صوتى مدحت صالح ودنيا سمير غانم وعدد كبير من النجوم المصريين، بالطبع هناك عدد آخر من الأفلام يضم نجوما عالميين ويناقش قضايا وموضوعات متنوعة ولا مجال لذكرها تفصيلا لكن تظل أفلام المسابقة الرسمية هى الأكثر متابعة مع الأفلام التى تتعامل مع الأسماء الأبرز فى الصناعة حاليًا كلها مجمعة فى 9 أيام تستضيفهم مدينة الجونة بالغردقة بالشكل الذى يستحيل معه متابعتها بشكل متواز.