الملك سلمان وولي العهد يهنئان رئيس مالي بذكرى استقلال بلاده

السعودية

بوابة الفجر


بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة لفخامة الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، رئيس جمهورية مالي، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.

وأعرب الملك باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب جمهورية مالي الشقيق اطراد التقدم والازدهار.

كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، برقية تهنئة مماثلة لفخامة الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، رئيس جمهورية مالي بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.

وعبر سمو ولي العهد عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامته، راجيًا لحكومة وشعب جمهورية مالي الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.

وفي الثاني والعشرون من سبتمبر 1960 أعلن الرئيس المالي موديبو كيتا استقلال مالي بعد أن استعمرتها فرنسا قرابة 60 سنة، منذ سنة 1896.

وجاء الاستعمار الفرنسي إلى مالي في إطار الاستعمار الأوروبي للقارة السوداء، والذي تنافست فيه فرنسا مع بريطانيا في سباق شديد الوتيرة، وإن لم يخرج عن قواعد المنافسة الرياضية الشريفة، وتنافست الدولتان على احتلال ساحل السنغال ما يزيد على مئة سنة، ثم اتفقتا هما ودول أوروبية أخرى على تقاسم المستعمرات في معاهدة باريس لعام 1814، ومن ثم بدأ التوسع الفرنسي في داخل السنغال ومنها إلى مالي، وكان هدفهم الأوسع هو السيطرة على حوض نهر النيجر والاستفادة من الموارد الطبيعية التي فيه ويمكن نقلها عبر النهر، وكان من مخططاتهم بناء سكة حديدية من داكار في السنغال إلى نهر النيجر، ومنه إلى الدول الواقعة على ضفافه، ولكن دولة التُكرور التي كان يقودها الحاج عمر تالّ كانت عقبة رئيسة في وجه ذلك المخطط.


وكان الحاج عمر بن سعيد تالّ، ويقال له عمر الفوتي، قد ولد حوالي سنة 1212=1797 في قرية حلوار، وهي اليوم قرب حدود السنغال مع موريتانيا، ودرس على والده العلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم ودرس البخاري ومسلم وغيرها من علوم الشريعة على يد مشايخ الطريقة التيجانية الصوفية، ثم ترك مسقط رأسه وعمل مدرسًا في مدينة ساتينا البعيدة، قد ذهب للحج سنة 1828 وعاد منه في سنة 1830، وأمضى سنوات في السنغال وغينيا ونيجيريا، وتزوج في صقوطو بنيجيريا ابنة سلطانها محمد بللو بن عثمان فودي، ثم أعلن الخلافة ورفع لواء الدعوة إلى الجهاد في سنة 1850 تعضده شبكة من مساجد ومشايخ الطريقة التيجانية في غرب أفريقيا.


وكان الفرنسيون في تقدمهم من السنغال قد وصلوا إلى شرق مالي، وأقاموا في سنة 1855 حصنا في موقع يسمى المدينة على نهر النيجر، وتكونت حاميته من 64 جنديًا، فهاجمه الحاج عمر في سنة 1857، وحاصر قرابة أربعة أشهر قبل أن تصل القوات الفرنسية وتنجد المحاصرين.

وأعاد الحاج عمر الكرة في سنة 1859 فهاجم موقعًا فرنسيًا في ماتام، وهي اليوم مدينة في شرق السنغال على حدود موريتانيا، وحشد جيشًا كبيرًا تألف من حوالي 15.000 جندي، ولكن الفرنسيين صدوا الهجوم وأوقعوا بجيش الحاج عمر خسائر فادحة، فانسحب إلى الجنوب وبنى في منطقة تدعى جيومو بهدف عرقلة التجارة الفرنسية في نهر السنغال، وهاجم الفرنسيون الحصن بعد أشهر من تأسيسه ودمروه بحيث لم يعد يشكل تهديدًا لهم.

وبعد هذا لم يعد الحاج عمر الكرة فقد اقتنع بتفوق الفرنسيين في السلاح والخطط، وهكذا ترك الفرنسيين واتجه لإنشاء دولة إسلامية واسعة في المنطقة، وهزم مملكتي كارتا وسيقو التابعتين لقبائل بمبارا الوثنية، والتي أسلمت كلها فيما بعد، وتوج ذلك بهزيمتهم هزيمة حاسمة في معركة سيقو التي جرت في 10 مارس سنة 1861، وجعل مدينة سيقو عاصمة لدولته، وفي السنة التالية توجه لإخضاع الدويلات الإسلامية الصغيرة، فأناب ابنه أحمدو تالّ واتجه شمالا إلى دلنا النيجر للاستيلاء على أراضي دولة مَسّينا الزراعية الخصبة، التي تنتمي لعرق الفولا، وخاض معهم 3 معارك ضارية سقط فيها أكثر من 70.000 قتيل، ولكنه في الأخير أسقط دولتهم في معركة حاسمة جرت في 16 مارس 1862 واستولى فيها على عاصمتها مدينة حمد الله.

وبعد سيطرته على أواسط النيجر، اتجه الحاج عمر شمالًا لفتح مدينة تُنبكتو الهامة، ولكنه تخلى عن محاولته بعد هزيمته في سنة 1863 على يد جيش تكون من الطوارق الملثمين والمغاربة وقبائل الفولا، ووقع تمرد في حمد الله بقيادة ابن عم الملك السابق الذي انتهز فرصة انشغال الحاج عمر في الشمال، وحقق التمرد نجاحًا اضطر معه الحاج عمر للعودة لقعمه، وفي أثناء المعارك والمناوشات لقي الحاج عمر مصرعه في سنة 1864 من جراء انفجار بارود في مخازن جيشه، وتقدر المصادر التاريخية عمره عند وفاته بحوالي 70 سنة.