"استدعاء خبراء دوليين".. ماذا فعلت السعودية بعد استهداف معامل النفط في بقيق؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


نجحت المملكة العربية السعودية، في استيعاب تبعيات هجوم نهاية الأسبوع على مواقع نفطية رئيسية بها، حيث نجحت شركة "أرامكو" في تفعيل خطط الطوارئ لاستخدام مخزوناتها من النفط لامتصاص الصدمة الناجمة عن الحادث، وتواصل السلطات بالمملكة تحقيقاتها لتحديد الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذه الأعمال الإرهابية.

وحول الحريق الذي نشب في الرابع عشر من سبتمبر الجاري، بمعمل أرامكو في مدينة بقيق- الذي تقع بقيق على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران في المنطقة الشرقية بالسعودية. وتضم بقيق أكبر معمل لتكرير النفط في العالم-، أصدرت المملكة العربية السعودية، بيانا حول حريق مشيرة إلى أنه كان نتيجة استهداف بطائرات بدون طيار "درون". وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية بأنه "عند الساعة الرابعة من صباح يوم السبت، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص".

عرض كافة الأسلحة المستخدمة للرأي العام
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، أمس، أنه وفقاً للتحريات الأولية فإن الهجوم الذي وقع على مصفاتي نفط تابعتين لشركة أرامكو لم يُنفذ من اليمن، كما زعمت ميليشيا الحوثي الإيرانية، موضحًا خلال مؤتمر صحفي في الرياض، "الدلائل تشير إلى أنها أسلحة إيرانية. ووفقاً للمعلومات الأولية فلم يتم شنّ الهجوم من الأراضي اليمنية".

وأكد المالكي، أن "الطائرات المسيرة الحوثية إيرانية الصنع وهي من طراز أبابيل"، متابعا  "لا نتعامل مع جيش نظامي في هجوم بقيق وخريص بل مع ميليشيات إرهابية"، كما شدد على أن التحالف يؤكد قدرته على الدفاع عن المنشآت الحيوية، قائلاً: "لدينا القدرة على مواجهة الاعتداءات". وعرض المالكي وثائق تشير إلى اعتراض وتدمير طائرات مسيرة حوثية، وقال المالكي، إنه سيتم عرض كافة الأسلحة التي استخدمت في هجومي بقيق وخريص للرأي العام.

استدعاء خبراء دوليين
على إثر ما سبق، ستقوم المملكة، بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات، وستتخذ كافة الإجراءات المناسبة في ضوء ما تسفر عنه تلك التحقيقات، بما يكفل أمنها واستقرارها، وتؤكد المملكة بشدة أنها قادرة على الدفاع عن أراضيها وشعبها والرد بقوة على تلك الاعتداءات، وفق ما أصدر في بيان  من وزارة الخارجية.

استئناف الإنتاج بطاقته الكاملة
وبما يخص الأضرار التي أصابت منشأة النفط الأكبر على مستوى العالم، فقد نجحت السعودية في استيعاب الصدمة الأولى للحادث الإرهابي، حيث تم تفعيل خطط الطوارئ التي تعتمد على استخدام المخزونات الهائلة من النفط داخل وخارج البلاد، لتعويض إمدادات الطاقة،  إذ قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، أمين ناصر، بأن العمل جارٍ لاستئناف الإنتاج بطاقته الكاملة، في حين أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لاستخدام احتياطات البلاد النفطية لتعويض أي اضطرابات في أسواق النفط-وفقًا لوكالة الشرق الأوسط-.

وقالت الناطقة الرسمية لوزارة الطاقة، شايلين هاينز، إن الوزير "أمر إدارة وزارة الطاقة بالعمل مع وكالة الطاقة الدولية للبحث عن الخيارات المتاحة المحتملة للعمل العالمي الجماعي، إذا لزم الأمر"-وفقًا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

بحث آخر التطورات
في سياق متصل، تفقد الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة السعودي، معامل شركة أرامكو السعودية في بقيق، وعقد اجتماعًا مع رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو، ياسر الرميان، ورئيس الشركة وكبير التنفيذيين المهندس أمين الناصر، وعدد من المسؤولين، مضيفًا: "جرى خلال الاجتماع بحث آخر التطورات التي حدثت نتيجة هذا الهجوم الإرهابي، مؤكدين أنه لم ينتج عن هذا الهجوم أي أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين في هذه المواقع".