في ذكرى استشهاده.. حكاية التفاف لون الشمس إلى وجه يوحنا المعمدان

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


ظاهرة التفاف قرص الشمس، هي ظاهرة فرعونية اتخذها الاقباط للاحتفال بذكرى استشهاد القديس يوحنا المعمدان، وتقول الثقافة القبطية وتحديدا في صعيد مصر أن رأس يوحنا صعدت إلى السماء واستقرت في قرص الشمس.

رأي الكنيسة في الظاهرة

يوضح القس يعقوب حلمي، كاهن إيبارشية المنيا للافباط الأرثوذكس، أن وجود رأس يوحنا المعمدان داخل قرص الشمس ليس له دليل وهذا الكلام لن يذكر في الكتاب المقدس، موضحًا أن ظاهرة التفاف قرص الشمس في 1 توت هي ظاهرة فرعونيه فقط في أول يوم من السنة الفرعونية.

وأكد " حلمي" لـ"بوابة الفجر"، أن السنة الفرعونية هي سنة شمسية فاتخذها الفراعنة بهذا الاسم، لأن في أول يوم من هذه السنة يلتف قرص الشمس ويتغير لونه لبضعة دقائق مره كل عام، وتأتي تلك الظاهرة في عيد استشهاد القديس يوحنا، لذا اشيعت هذه ثقافة بين الأقباط في السنوات القديمة أن رأس يوحنا بعد قطعها قد ارتفعت إلى السماء واتسقرت في قرص الشمس، وأن في عيده يلتف هذا القرص تذكار لرقص انبة هيروديا إمرأة فيلبس شقيق هيرودس الملك الذي كان يريد الزواج منها وكان القديس يوحنا يقول: "له لا يحل لك ان تتزوج منها".

وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، قد احتفلت، أمس الجمعة، بتذكار استشهاد القديس يوحنا المعمدان، تعيد الكنيسة تذكاره في (2 توت) من الشهر القبطي، أي فى اليوم التالى لعيد النيروز، كما يطلق عليه عيد الشهداء ورأس السنة القبطية.

ويوضح القس بولس نظير، كاهن كنيسة القديسة العذراء مريم والأنبا انطونيوس بـ"أبوشوشة"، التابعة لإيبارشية نجع حمادي للاقباط الأرثوذكس، أن القديس يوحنا المعمدان لم يصمت أو يخالف ضميره في سبيل حياته، لكنه أصر أن يواجه هيرودس الملك ويصرخ في وجهه محاولًا أن يمنعه من زواجه لهيروديا امرأة فيلبس أخيه، إلا أنه أرسل وامسك يوحنا وأوثقه في السجن.

وأضاف " نظير"، في تصريح خاص لـ"بوابة الفجر"، أن صرخة يوحنا في كل مكان وفي كل زمان هي تقلق مضاجع الظالمين وتجار المحبة في وقتنا هذا.

وأكمل كاهن كنيسة الأنبا أنطونيوس، قائلًا: "رغم صرخات يوحنا المعمدان لهيرودس الملك قائلا له "لا يحل ان تكون لك امرأة اخيك"، فحنقت هيروديا عليه وارادت ان تقتله ولم تقدر، لان هيرودس كان يهاب يوحنا عالمًا أنه رجل بار وقديس وكان يحفظه".

واستطرد قائلًا: "وفي يوم عيد ميلاد هيرودس الملك، فصنع هيرودس عشاء لعظمائه وقائد الألوف ووجوه الجليل، فدخلت ابنة هيروديا ورقصت فسرّت هيرودس والمتكئين معه، فقال الملك للصبية مهما أردت أطلبي مني فاعطيك، وأقسم لها أنها مهما تطلب منه سيعطيها حتى نصف مملكتي، فخرجت وقالت لأمها ماذا أطلب، فقالت لها أمها اطلبي رأس يوحنا المعمدان، فدخلت للوقت بسرعة إلى الملك وطلبت، قائلة أريد أن تعطيني حالا رأس يوحنا المعمدان على طبق، فحزن الملك جدا، ولأجل الأقسام والمتكئين لم يرد أن يردها، فأرسل الملك سيافا وأمر أن يؤتى برأسه، فمضى وقطع راسه في السجن، وأتى برأسه على طبق واعطاه للصبية والصبية أعطته لأمها، وعندما سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثته ووضعوها في قبر.

وأوضح أن القديس يوحنا المعمدان هو آخر أنبياء العهد القديم، الذى استشهد عندما قال للباطل لا وتمسك بالحق.

واكد أن الكنيسة القبطية تصفه بـلسان الحق والشاهد للحق، مشيرا إلى أن الحق لا يموت، وتحتفل الكنيسة بعيد استشهاد يوحنا.

ونوه، أن الكنيسة تحتفل أيضا بعيد الغطاس وهذا تذكار لمعمودية السيد المسيح علي يد القديس يوحنا، أي الكنيسة تقيم له احتفالين في العام أوله في شهر فبراير عقب انتهاء عيد الميلاد المجيد، بأحد عشر يومًا والعيد الثاني في 2 توت من الشهر القبطي.

من هو يوحنا المعمدان:

القديس يوحنا المعمدان هو ابن القديسة اليصابات أحد اقارب السيدة العذراء مريم، وإليصابات كانت عاقرًا وكانت هي وزوجها ذكريا الكاهن متقدمين في الشيخوخة.

والد يوحنا يصاب بالخرس:

وكان ذكريا والد القديس يوحنا يكهن في نوبة فرقته امام الله حسب عادة الكهنوت في الديانة اليهودية أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور فاضطرب، فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا، لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس، فقال زكريا للملاك كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في ايامها. فاجاب الملاك وقال له انا جبرائيل الواقف قدام الله وأرسلت لاكلمك وابشرك بهذا، وها انت تكون صامتا ولا تقدر ان تتكلم الى اليوم الذي يكون فيه هذا لانك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته.

وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من ابطائه في الهيكل، وعندما خرج لم يستطع ان يكلمهم ففهموا انه قد رأى رؤيا في الهيكل، فكان يومئ اليهم وبقي صامتًا.

معجزت الحَبل في سن الشيخوخة:

وحبلت اليصابات امرأته واخفت نفسها خمسة اشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الايام التي فيها نظر اليّ لينزع عاري بين الناس.

ولادة القديس يوحنا:

فولدت اليصابات ولدًا بعد ان تم زمانها لتلد، وجاءوا ليختنوا الصبي وسموه باسم ابيه زكريا، فاجابت امه وقالت لا بل يسمى يوحنا، فقالوا لها ليس احد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم، ثم اومأوا الى ابيه ماذا يريد ان يسمى، فطلب لوحًا وكتب قائلا اسمه يوحنا، فتعجب الجميع، وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله.