السعودية تُوجه صفعة مدوية لتركيا.. ونظام أردوغان يواصل الهذيان

تقارير وحوارات

الملك سلمان وأردوغان
الملك سلمان وأردوغان


منذ يومين، التقى الرئيس القبرصي"نيكوس أناستاسيادس" بوزير الخارجية السعودي"إبراهيم العساف"، في القصر الرئاسي بقبرص في العاصمة "نيقوسيا"، وتشاور الاثنان في العلاقات الثنائية والمستجدات على الساحة الدولية.

وخلال الزيارة أشاد وزير الخارجية السعودي، بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وحرص كلا منهما على تطويرها ما يساهم في خدمة المصالح المشتركة في العديد من المجالات.

كما التقى "العساف"، برئيس مجلس النواب القبرصي"ديميتريس سيلوريس"، واستعرضا خلالها العلاقات وآفاق التعاون والمجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين".

قال العساف في تصريحات نقلتها الخارجية السعودية من قبرص: "نعم ناقشنا مشكلة قبرص وندعم مشروعية قبرص وسيادتها كما نؤيد القرار الدولي وخاصة الأمم المتحدة ونأمل أن يحل الطرفان المشكلة بطريقة سلمية وسنواصل دعمنا لقبرص.".

عقب تلك الزيارة اشتعلت" تركيا" غضباً بسبب التقارب السعودي القبرصي، واعتبرت ذلك تحدياً من قبل المملكة في وجه تركيا، وهو الأمر الذي أثار التساؤل حول سر غضب "تركيا" من تلك الجولة.

الاستفادة من العلاقة بين البلدين
بشأن هذة الزيارة ذكر وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي:"اتفقنا على ضرورة الاستفادة من العديد من العناصر التي تجمعنا والتاريخ الذي يربط قبرص بالعالم العربي والفرص الاقتصادية التي توفرها بلدينا".

وتعد تلك الزيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية سعودي، منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتعيش الجزيرة القبرصية في البحر منذ عام 1974، حيث تنقسم إلى شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.

ومنذ ذلك الحين، طالب الجانب القبرصي نظيره التركي:"ببقاء الضمانات الحالية حتى بعد التوصل إلى الحل المحتمل في الجزيرة، حيث يؤكد أن التواجد (العسكري) التركي فيها شرط لا غنى عنه بالنسبة إليه، وهو ما يرفضه الجانب الرومي".

وأثارت هذه الزيارة والتصريحات التي أدلى بها العساف تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

غضب تركيا الزيارة
عقب ذلك اللقاء، اشتعلت تركيا غضباً بسبب ذلك التقارب، وعلق "ياسين أقطاي" رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، على تلك الزيارة بأنها تحدً لتركيا قائلاً:" زيارة وزير الخارجية السعودي إلى قبرص اليونانية تتعارض مع أواصر الصداقة، وهذا تحدٍّ لتركيا لا يليق بالمملكة التي ننتظر منها مواقف أكثر عقلانية، لأن تركيا ليست عدواً للسعودية".

كما أضاف في مقابلة أجراها بهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "TRT عربي”:" هذه الزيارة بالذات هي شيء لا يوجد أي عقلانية لها لا في مجال الصداقة والعلاقات بين تركيا والسعودية، هو شيء جدا عجيب يعني ما هو مصلحة المملكة العربية السعودية في هذه الزيارة وبيان تأسيس العلاقات مع جنوب قبرص، الرومية غير المعترف بها من قبل تركيا".

كما تابع:"السياسة هذه في السعودية لا نفهمها تتقارب مع إسرائيل وتتباعد عن المسلمين هذه دولة مسؤولة وتتحمل مسؤولية خدمة الحرمين لابد أن يكونوا أكثر حرصا على مصالح الأمة ويكونوا أكثر متقاربين مع المسلمين".

قضية خاشقجي
وحول تطورات العلاقة بين السعودية وتركيا، ذكر أقطاي:"لا يوجد من تركيا أي خطوة تعادي دولة السعودية دائما كانت تركيا ولا تزال تحترم سيادة الدولة وسيادة المملكة السعودية، ولكن لا يخفى على أحد المشكلة التي حصلت بيننا في قضية خاشقجي والموقف الذي اتخذته تركيا هو ليس ضد المملكة العربية السعودية بل بحثا عن العدل، في هنا قتل، نحن لا نعادي السعودية والجريمة التي ارتكبت على الأراضي التركية ومن حق تركيا المطالبة بحقها وإقامة العدل وهذا ليس عدوان على السعودية".

تحدي لتركيا
وأبدى العساف أثناء زيارته إلى قبرص، اعتراف السعودية بسيادة قبرص ومشروعيتها، وهو الأمر الذي رأه المحللين تحديا لتركيا التي لا تزال العلاقات بينها وقبرص الرومانية متوترة للغاية في ظل التنافس بين الطرفين من أجل احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي تم اكتشافها قبالة سواحل الجزيرة في شرق المتوسط.