"المستعمر الأكبر".. كيف يسعى نتنياهو لتثبيت دعائم الدولة الإسرائيلية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لم تكن التصريحات الأخيرة التي أطلقها نتنياهو، هي الأولى له في حملة الصراع اليهودي، التي يقودها بقوة ضد الشعب الفلسطيني، حيث يحاول بشتى الطرق توسيع رقعة الدولة الإسرائيلية على حساب الفلسطينيين، وتهويد الأرض كي يحقق أطماعه الاستعمارية، والتي تراود أحلام الإسرائيليين منذ عقود طويلة.

مشاريع سكنية 
في يوليو الماضي، كشفت هيئة البث الإسرائيلي، عن عزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في عمل خطة استثنائية تتعلق بإقامة مشاريع بناء للفلسطينيين في مناطق مصنفة "ج"، بالتزامن مع دفع أعمال البناء داخل المستوطنات في هذه المناطق، وذكرت على موقعها الإلكتروني، أن المجلس الوزاري السياسي والأمني ناقش هذه الخطة وأن بعض أعضاء المجلس أبدوا تحفظاتهم عليها.

جهات في المجلس أشارت إلى احتمال وجود علاقة بين الخطة وبين زيارة جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي ترامب لإسرائيل في الأيام المقبلة والنشر المتوقع لخطة السلام الأمريكية، فيما أثارت الخطة ردود فعل غاضبة لدى أوساط اليمين، واعتبرها البعض "استسلامًا بدلًا من مكافحة البناء غير المرخص الفلسطيني في المناطق المصنفة ج"، ورفض آخرون اشتراط استمرار البناء الإسرائيلي في هذه المناطق بإقامة مشاريع عقارية للفلسطينيين، فيما تشكل المنطقة "ج" 60% من المساحة الكلية للضفة الغربية وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية كاملة لإسرائيل.

استيطان مُبرر
لم يكف نتنياهو الاتهامات للفلسطينيين، فقال في أحد اجتماعاته إنهم مصممون على مواصلة الصراع مهما كان الثمن، بما في ذلك ثمن رفاهية الفلسطينيين أنفسهم، زاعمًا أن من يريد السلام لا يتصرف هكذا، وفي الوقت ذاته تسعى الدولة اليهودية إلى تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، بحجة أن هذا يخدم الجميع، وأعاد نتنياهو هذا الكلام في أكثر من محفل دولي، آخرها في حضور وزير خارجية البحرين بأحد المؤتمرات التي عتقدت بالمنامة "إسرائيل هي دولة في الشرق الأوسط وجزء من التراث الإقليمي. وهناك مكان للشعب اليهودي بيننا".

وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة له من الداخل على خلفية التعامل مع الاعتداءات التي تنطلق من قطاع غزة، قال :"فرضنا عقوبات صارمة على حماس، بما في ذلك وقف تزويد القطاع بالوقود، وإن اضطررناسنتخذ خطوات أشد صرامة بكثير، نتخذ هذه الإجراءات بتنسيق كامل مع جميع الأجهزة الأمنية، والدعاية التي يمارسها البعض لا تؤثر علينا، حيث إنهم سيكونون أول من سينتقدنا إذا قمنا بشن عملية عسكرية واسعة النطاق، قد نضطر إلى القيام بذلك، ولكن ما يحركني هو أمن دولة إسرائيل".

مواصلة الهجوم دون تردد
وزير خارجية إسرايل لم يتوانى أن يؤكد أكثر من مرة في عدم تردد إسرائيل في شن هجوم مكثف على قطاع غزة، حتى في فترة الاستعداد للانتخابات، وفي حالة لم تلتزم فصائل المقاومة الهدوء، سيتم اتخاذ قرارات تصعيدية، ولن يتم السماح لمسيرات العودة من فك الحصار المفروض عليهم من جانب إسرائيل.
الخوف الذي يتربص بالدولة الإسرائيلية دفعها أن تقيم حاجز بري بامتداد حدود قطاع غزة، وإن هذا الحاجز سيحل محل السياج الحالي الذي ثبت انه عرضة للتسلل، لذا قاموا ببناء الجدار الخرساني الجديد، والذي يصل ارتفاعه إلى ستة أمتار، من أجل إحباط تسلل الفلسطينيين برًا من غزة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

إطلاق اسم ترامب على الجولان
استكمالًا لتصريحات نتنياهو المثيرة للجدل، فقد أعلن في إبريل الماضي عزمه على إطلاق اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على مستوطنة في الجولان المحتل، وذلك تكرمًا لاعترافه بتلك المنطقة كجزء من السيادة الإسرائيلية، وذلك بعد اعتراف الولايات المتحدة بأن الجولان جزءًا من السيادة الإسرائيلية، في خطوة خالفت جميع القوانين الدولية، وأثارت غضب المجتمع العربي.