"النيروز" أقدم عيد.. ما لا تعرفه عن رأس السنة عند الفراعنة والأقباط

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


يحتفل المصريين القدماء "الفراعنه" برأس السنة، حيث يطلقون علي هذا اليوم بأسم " ''ني- يارؤ''، وهو إسم فرعوني يعني " يوم الانهار"، وهو يعتبر عند المصريين القدماء إكتمال فيضان نهر النيل، السبب الأول في الحياة لمصر، ويوافق هذا العام في يومنا هذا سنة 6261 وهو يحتسب ما قبل الميلاد، الذي يوافق 11 سبتمبر 2019 ميلادية.

والسنة المصريه القديمه هي سنة شمسية مرتبطة بالنجوم، مقسمة الي ثلاثة فصول وهي،" فصل الفيضان"، نسبتًا لفيض نهر النيل والذي يبدأ قبل بناء السد العالي من منتصف شهر اغسطس حتي الحادي عشر من سبتمبر من الشهر الميلادي، وفصل " الإنبات "، وهو موسم الزرع، وفصل " الحرارة "، وهو موسم الحصاد. 

ومن أقدم التقاليد التي ظهرت مع الاحتفال بعيد رأس السنة صناعة الكحك والفطائر، وانتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتلازم مختلف الأعياد التي جعل لكل منها نوع خاص به، وكانت الفطائر مع بداية ظهورها في الأعياد تزين بالنقوش والطلاسم والتعاويذ الدينية.

ويعتبر التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية، كما أنه الأكثر دقة حتى الآن من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام.

ويعود أصل هذه التقويم إلى سنة 1235 قبل الميلاد، حيث قسم الفراعنة السنة إلى 12 شهر وكل شهر فيه 30 يومًا، ويضاف إليهم خمسة أيام تسمى الشهر الصغير أو أيام النسى، وفي سنة 238 وبأمر من بطليموس الثالث أصبح يضاف للسنة ستة أيام بدلًا من خمسة، لتكون السنة 365 يومًا مثلها في ذلك مثل السنة في التقويم الشمسى.

وحملت شهور هذا التقويم أسماء فرعونية باللغة الهيروغليفية، ثم تحولت فيما بعد إلى الأسماء القبطية، وتبدأ هذه السنة بشهر "توت"، نسبة إلى الإله توت، وهو إله الحكمة والعلم والكتابة وحامي الكتبة.


وقد اتخذ عيد رأس السنة في الدولة الحديثة طابعًا دنيويًا، وخرج من بين الأعياد الدينية العديدة ليتحول إلى عيد شعبي له أفراحه ومباهجه ومعانيه.


وكانت طريقة الإحتفال عند المصريين القدماء تبدأ بخروجهم إلى الحدائق والمتنزهات والحقول في الأيام الخمسة المنسية من العام، وتستمر احتفالاتهم بالعيد خلال تلك الأيام الخمسة التي أسقطوها من التاريخ.

الاكلات المفضلة عند الفراعنة في عيد رأس السنة

ومن أكلاتهم المفضلة عند الفراعين في عيد رأس السنة هي: "بط الصيد" و"الأوز" الذي يشوونه في المزارع، والأسماك المجففة التي كانوا يعدون أنواعًا خاصة منها للعيد. 

المشروبات المفضلة: 

أما مشروباتهم المفضلة في عيد رأس السنة فكانت "عصير العنب" أو "النبيذ الطازج" والنبيذ المتخمير، حيث كانت أعياد العصير تتفق مع أعياد رأس السنة، ومن العادات التي كانت متبعة وخاصة في الدولة الحديثة الاحتفال بالزواج، تزامنًا مع الاحتفال بعيد رأس السنة، حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة. 

التقاليد عند الفراعنة في مناسبة رأس السنة

ومن التقاليد الإنسانية التي سنّها المصريون القدماء خلال الأيام المنسية أن ينسى الناس خلافاتهم وضغائنهم ومنازعاتهم، وكانت تدخل ضمن شرائع العقيدة، حيث يطلب الإله من الناس أن ينسوا ما بينهم من ضغائن في عيده المقدس، عيد رأس السنة التي يجب أن تبدأ بالصفاء، والإخاء، والمودة بين الناس.

مراسم الاحتفال برأس السنة عند الفراعين

يستعرض المصريون القدماء في احتفالاتهم برأس السنة بـ "كرنفال الزهور" الذي ابتدعته الملكة كليوباترا، ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بعيد جلوسها على العرش مع عيد رأس السنة.

احتفال عيد " النيروز" رأس السنة عند الاقباط

وعندما دخل الفُرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة وأطلقوا عليه اسم "عيد النيروز" أو "النوروز"، ومعناه باللغة الفارسية "اليوم الجديد" وقد استمر احتفال الأقباط به بعد دخول المسيحية وما زالوا يحتفلون به حتى اليوم كما ظلت مصر تحتفل به كعيد قومي حتى العصر الفاطمي.



ومع عصر الامبراطور الروماني دقلديانوس وهو كان أكثر عصور الاضطهاد ضد المسيحية، حيث أحتفظ المصريين بمواقيت وشهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس وهو سنة282 ميلادية ليكون 1 قبطية، ويناسب عام 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء عند المسيحيين، وكان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم، ويحتفل الأقباط بهذا العيد حتى أيامنا ولذلك يعتبر أن عيد النيروز هو أقدم عيد لأقدم أمة.

ويقول القس يوحنا فاير، استاذ العهد الجديد بالكلية الالكيريكية، بالانبا رويس للاقباط الارثوذكس، ان من عادات الاقباط في عيد النيروز، " راس السنة القبطية"، او عيد الشهداء هي اكل الجوافة والبلح كما تيم توزيع اكياس البلح والجوافة في الكنائس وهي عادة موجود من القدم في كنيستنا القبطية.
البلح.

واوضح " فايز"، في تصريح خاص لـ " بوابة الفجر"، ان سبب اكل البلح في عيد النيروز، هو اشارة الي البلح لونه من الخارج احمر مثل لون دماء الشهداء الاطهار ولونه من الداخل ابيض كلون قلوب الشهداء النقية الطاهرة، نواة البلح الصلبة ترمز الي صلابة قلوبهم ضد الاضطهاد وصلابهم وقوة ايمانهم وتمسكهم بالايمان المسيحي.

واضاف: اما اكل الجوافة في هذه المناسبة، يرمز لونها الابيض الي حياة الشهداء النقية وايضا الي نقاوة قلوبهم كما ان قلب الجوافة يمتلئ بالبذور الكثيرة ويرمز الي كثرة عدد الشهداء المسيحيين كما انه لو قطعت الجوافة من المنتصف يظهر على قلبها شكل الصليب.

واشار الي ان القبطي كان دائما يربط بالرمز كل شئ من حوله سواء كان طعام او اي امر اخر بالعيد او المناسبة الروحية وحول الامور العادية الي رموز روحية يستخلص منها العبرة الروحية والرمز الديني.