"الطب الرياضي" تخصص برع فيه المصريون عبر العصور

أخبار مصر

صورة تجمع بين إيمحتب
صورة تجمع بين إيمحتب وجالينوس وابن سينا


قال الدكتور مصطفى المنيري، استشاري الطب الرياضي، إن قدماء المصريين من أوائل الشعوب التي مارست الطب والرياضة، وسجّلوا ذلك على جدران المعابد والمقابر، والبرديات الطبية أيضًا، وعلى الرغم من الإيمان العميق للإغريق بقدرات "إيبوقراط"، إلا أنهم اعتبروا "إيمحتب" إله الطب.

ومع بزوغ الألعاب الأولمبية القديمة ظهر أول طبيب متخصص في علاج المصارعين "جالينيوس" وعلى الرغم من توقف الألعاب الأولمبية القديمة لعدة قرون من قبل الرومان، إلا أن الأطباء المسلمين قد برعوا في هذا الفرع من فروع الطب، وعلى الأخص ابن سينا الذي أوضح دور الرياضة في علاج الأمراض وكذلك أهمية علوم التغذية والوظائف الحيوية لجسم الإنسان.

ومع عصر النهضة وإعادة الألعاب الاولمبية الحديثة، لم يقتصر الطب الرياضي على علاج اﻹصابات الرياضية أو الوقاية منها، بل كان له دور كبير في علاج كثير من الأمراض.

جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها المنيري عن جذور الطب الرياضي التي تمتد إلى العصور القديمة، بعنوان "تاريخ الطب الرياضي"، والتي نظمها متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية محاضرة أمس الثلاثاء بمكتبة الإسكندرية، بالمبنى الرئيسي، في قاعة شراع الدور الثالث.

ومكتبة الإسكندرية هي إعادة إحياء لمكتبتها القديمة أكبر مكتبات عصرها، وهي مشروع ضخم قامت به مصر بالاشتراك مع الأمم المتحدة، وتم بناء المكتبة من جديد في موقع قريب من موقع المكتبة القديمة بمنطقة الشاطبي بالمدينة، وتم افتتاح المكتبة الحديثة في 16 أكتوبر عام 2002 بحضور عالمي. 

وفي المكتبة مجموعة كبيرة من الكتب تقدر بـ 2 مليون كتاب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وكذلك مجموعة مختارة بلغات أوروبية كالألمانية والإيطالية والإسبانية ولغات أخرى نادرة مثل الكريبولية ولغة هايتي وزولو، وتتضمن المجموعة الحالية مصادر من المانحين من جميع أنحاء العالم في شتى الموضوعات.

ومتحف آثار المكتبة تم إنشاؤه لعرض القطع الأثرية الرائعة التي تعود للعصر الهيلينستي والروماني والبيزنطي، والتي اكتشفت ضمن أعمال الحفر التي تمت قبل إقامة المكتبة في موقعها الحالي.

وهو أحد المتاحف القليلة التي تعرض قطعًا فنية تم اكتشافها في نفس مكان عرضها، وافتتح رسميًّا في ١٦ أكتوبر ٢٠٠٢.

واختيرت مقتنياته بعناية لتعكس تاريخ مصر الثري والمتعدد الثقافات والممتد عبر من التاريخ المصري القديم ثم العصور اليونانية والرومانية، والقبطية والإسلامية، مع التركيز على الإسكندرية في المرحلة الهيلينستية.

ويحتوي المتحف على ١١٣٣ قطعة معروضة أبرزها، قطع فنية اكتشفت أثناء أعمال الحفر في موقع المكتبة ١٩٩٣-١٩٩٥، آثار رُفعت من قاع البحر المتوسط بالقرب من الميناء الشرقي وفي منطقة خليج أبي قير.

وأنشئ المتحف في عام ٢٠٠١ بهدف تعزيز البحث والابتكار من خلال البرامج والأنشطة المختلفة، فهو يعمل على تعريف زائريه بالفترات المختلفة من تاريخ مصر، وعلى توعية الشباب والنشء ثقافيًّا عن طريق تقديم مجموعة مختلفة من البرامج التعليمية.

وصُمِّم بأسلوب عصري باستخدام أحدث تقنيات من أنظمة الإضاءة البصرية الحديثة التي تناسب المعارض، وأنظمة مكافحة الحريق والسرقة، وأضيفت اللغة الفرنسية مؤخرًا إلى بطاقات الشرح بجميع الأقسام بالمتحف بجانب اللغتين العربية والإنجليزية لخدمة كافة زائري المتحف.