"إنجاز نسوي ومرحلة للبناء".. ما هي التحديات التي تواجه الحكومة السودانية الجديدة؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أعلن رئيس الحكومة السودانية "عبد الله حمدوك"، أسماء 18 وزيراً من بين 20 وزيراً، يمثلون القائمة الرئيسية لأول حكومة عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق"عمر البشير".

وذكر "حمدوك"، في مؤتمر صحفي من الخرطوم، أن التأخر في إعلان التشكيلة الحكومية، سببه الحرص على تمثيل كل أطياف المجتمع السوداني في حمل الحقائب الوزارية.

وأقر عضو مجلس السيادة فى السودان الفريق شمس الدين الكباشى، أن وزراء الحكومة الجديدة التى أعلن تشكيلتها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الليلة، سيؤدون القسم الدستورى الأحد المقبل.

18 وزير في الحكومة الجديدة
وأعلن "حمدوك"، تعيين الفريق أول جمال عمر وزيرا للدفاع، والفريق شرطة الطريفى إدريس للداخلية، وأسماء محمد عبد الله للخارجية، وإنتصار الزين صغيرون للتعليم العالي، ونصر الدين عبد الباري للعدل، وإبراهيم أحمد البدوي للمالية، وأكرم علي التوم للصحة، ومحمد الأمين التوم للتربية والتعليم.

كما عين حمدوك عادل إبراهيم للطاقة والتعدين، وياسر عباس محمد علي للري والموارد المائية، وعيسى عثمان شريف للزراعة، ولينا الشيخ محجوب للعمل والتنمية الاجتماعية، ويوسف آدم الضي للحكم الاتحادي.

وضمت حكومة حمدوك كلا من عمر بشير مانيس لمجلس الوزراء، ونصر الدين مفرح للشئون الدينية والأوقاف، وولاء عصام البوشي للشباب والرياضة، ومدني عباس مدني للصناعة والتجارة، وفيصل محمد صالح للثقافة والإعلام.

وقال حمدوك إن المشاورات لا تزال مستمرة بشأن المرشحين لحقيبتين وزاريتين في التشكيلة الحكومية الجديدة، هما وزارة الثروة الحيوانية والسمكية، ووزارة البنية التحتية والنقل.

إنجاز نسوي جديد
وقد ضمت الحكومة الجديدة 18 وزيراً، بينهم 4 وزيرات في الحكومة الانتقالية، والذي يعد إنجاز نسوي جديد يحققه السودان في مسيرته نحو الديمقراطية، أبرزهن أسماء محمد عبد الله التي حظيت بمنصب الخارجية، في حدث هو الأول من نوعه في السودان، والثالث على مستوى الدول العربية، كما أنها أول وزيرة خارجية في العالم العربي.

بينما عينت لينا الشيخ محجوب للعمل والتنمية الاجتماعية، وولاء عصام البوشي للشباب والرياضة، وانتصار الزين صغيرون للتعليم العال.

ونقلت وسائل إعلام سودانية عن الكباشى قوله إن الحكومة الجديدة تنتظرها تحديات كبيرة، لكنه أعرب عن ثقته فى قدرتها على تخطيها.

تقاسم السلطة
وستعمل الحكومة السودانية الجديدة، بموجب اتفاق لتقاسم السلطة مدته 3 سنوات، تم توقيعه الشهر الماضي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.

مرحلة بناء جديدة في السودان
وأكد  رئيس الوزراء، والذي شغل منصب خبير اقتصادي بالأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، أن الحكومة تمثل مرحلة جديدة في تاريخ السودان، موضحاً أن أهم أولوياته إحلال السلام في بلد عانى سنوات من التمرد وشهورا من الاضطرابات السياسية

كما تابع في تصريحاته:"الفصائل المسلحة جزء لا يتجزأ من الثورة، والمناخ السياسي الحالي يمثل البيئة المناسبة للوصول إلى تفاهمات حول السلام".

تحديات الحكومة السودانية الجديدة
وأمام الحكومة السودانية الجديدة الكثير من التحديات، أبرزها توفير النقد الأجنبي لتمويل وتغطية فاتورة استيراد السلع الأساسية مثل الوقود والدقيق.

كما تسعى الحكومة الجديدة جاهدة نحو التفاوض، لإزالة السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية "للإرهاب والتطرف"، بجانب تخفيض الإنفاق العسكري للبلاد الذي يمثل ما يصل إلى 70 % من الميزانية العامة.

كما أن هناك تحدي أخر، يقف عائقاً في وجه الحكومة الجديدة، وهو الاقتصاد الذي تعرض للانهيار منذ انفصال الجنوب عام 2011، ما أدى لحرمان الشمال من من ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية.

وأكد الاقتصادي المخضرم في تصريحات له خلال المؤتمر الصحفي لإعلان التشكيل الجديد للحكومة، أن مرحلة جديدة تبدأ في تاريخ السودان تحترم التنوع والاختلاف، وأن أولويات الحكومة الانتقالية وقف الحرب وبناء السلام المستدام.

وثيقة الاتفاق
وذكر الاتفاق الذي تم التوقيع عليه الشهر الماضي، بين كلا من المجلس العسكري والمعارضة، أن يشرف المجلس السيادي على السلطة لمدة 21 شهر الأولى ثم تسلم إلى مجلس مدني لمدة 18 شهر أخرى قبل الدعوة إلى انتخابات عامة.

وتم توقيع تلك الوثيقة الدستورية في احتفال رسمي، بحضور مسؤولون أفارقة وأجانب، وبعد عدة أشهر من الإطاحة بالبشير.