"غدر 4 سبتمبر".. ذكرى فشل المؤامرة القطرية الإيرانية في اليمن

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تحل اليوم الذكرى الثقيلة على قلوب الإماراتيين، حيث تعود بهم إلى وقائع الحادثة الأليمة والمعروفة باسم "غدر 4 سبتمبر"، والتي كانت في عام 2015 عندما أمر تنظيم الحمدين بتسريب إحداثيات معسكر صافر الواقع في محافظة مأرب وتابع لمليشيا الحوثي الإيرانية، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 45 جنديًا إماراتيًا و10 جنود سعوديين و5 جنود بحرينيين، وهو ما أثار سخطًا عربيًا واسعًا وترك حزنًا كبيرًا في قلوب أبناء تلك الدول.

وضع النقاط على الحروف
مثل يوم الرابع من سبتمبر منعرجًا حاسمًا في استراتيجية التحالف في اليمن، إذ اعتبرت الإمارات أن تلك الحادثة برهانًا أكيدًا منها على استعدادها التام لتقديم التضحيات المستمرة انتصارًا للشعب اليمني في معركتهم ضد العناصر التي تسعى بكل الطرق لزعزعة الاستقرار، كما أنها محاولة منها للحفاظ على أمن البلد القومي.

وعلى الرغم من إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن الهجوم، إلا أن الشكوك دارت حول حزب "الإصلاح"، كجهة مسؤولة عن رفع إحداثيات الموقع للميليشيات المسلحة، لذا وُجهت إليها أصابع الاتهام، لوقوع بعض المحسوبين على الإصلاح في دائرة الشك، من بينهم مراسل لقناة "بلقيس" الفضائية التي تبث من تركيا، غير أن الحزب ولصرف التهمة عنه، اتهم صحفيًا محسوبًا على حزب "المؤتمر الشعبي العام" بالعمل لصالح تلك الميليشيات، وهي التهمة التي لم تصمد طويلاً.

وبعد تلك الخيانة، توالت البراهين الدالة على تنسيق بين الأطراف التابعة لتنظيمات مسلحة، ففي عام 2017 أكد تنظيم "القاعدة" أنه يقاتل إلى جانب حزب "الإصلاح" في 11 جبهة، كما شهد العام ذاته عدة عمليات لـ"القاعدة" ضد التحالف، وأكدت مصادر متطابقة أن حزب "الإصلاح"، استخدم التنظيمات الإرهابية لإيذاء التحالفق  بغرض عرقلة الحسم، لحسابات تتعلق بوضعه وبعلاقة خاصة مع الحوثيين.

موقع قطر من الإعراب
ذكرت مصادر عديدة أن الجيش القطري قام بتسريب إحداثيات قوات التحالف للحوثيين، ما يؤكد هذه الفرضية إلى جانب الوثائق التي تحوزها كل من الإمارات والسعودية أن المواقع التي شهدت عمليات القصف كانت غير متوقعة بالنسبة للحوثيين وكانت بها قوات تنظيم الحمدين، كما أن المواقع التي لم تكن قطر على دراية لها لم تشهد أي نوع من تلك المفاجئات.

في الوقت ذاته فإن القطريين زودوا القاعدة بمعلومات دقيقة عن أماكن وجود القوات الإماراتية وخططها في اليمن، وهي المعلومة التي أكدها المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، عندما قال في حديث سابق له، إن التحالف العربي لن يصمت على الغدر القطري "هل تظن الدوحة أن تآمرها ضد قواتنا في اليمن وإعطاءها إحداثياتنا سيمر مرور الكرام.

كذلك كانت الأموال القطرية حاضرة في شراء قيادات موالية للحكومة الشرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي، ليكونوا عملاء سريين لها؛ الأمر الذي مكنها من اللعب على كل الاتجاهات بهدف إفشال المهمات القتالية لقوات التحالف وخلط الأوراق في اليمن من خلال إطالة أمد الحرب التي تشنها قوات الشرعية اليمنية مدعومة بقوات التحالف العربي على الانقلابيين الحوثيين وأنصار المخلوع على عبدالله صالح.
 
ألم موجع تهونه مهمة إنسانية
رغم أن الحادثة أسفرت عن فقدان عشرات من الجنود الإماراتيين، لكنها لم تؤثر في النهاية على عزيمة الإمارات ودول التحالف، بل زادتهم قوة وإصرارًا على استكمال مهمتهم الإنسانية، كما شكل بقاء جنود الإمارات في الميدان حجرة عثرة أمام العناصر المعادية في عدن وحضرموت وأبين ولحج وشبوة، فضلًا عن دورها الحاسم في تحرير مناطق الساحل الغربي من الحوثيين، وتأمين مضيق باب المندب الذي يعد واحدًا من أهم الممرات الحيوية للملاحة الدولة.

ورغم كل تلك التضحيات، مازالت الإمارات وفية لمبادئها حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن، وطوال السنوات الأربع الماضية لم تكتف بتحرير الأراضي اليمنية من الحوثيين، بل عملت على إطلاق مبادرات تنموية وإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، ومواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة في بعض المناطق، وإقامة العديد من المشروعات التنموية والخدمية في اليمن، كما بذلت الإمارات بالتعاون مع السعودية كل ما بوسعهما من أجل أن يعمل التحالف العربي، لتحقيق أهدافه ضمن مبادئ القانون الدولي الإنساني وحماية للأمن القومي والعربي والخليجي في مواجهة كل التحديات التي تواجهه من الداخل والخارج.