حادث "عملية صافر".. أكد على خيانة قطر وتقاربها للإخوان والحوثيين

عربي ودولي

أمير قطر
أمير قطر


يلعب تنظيم الإخوان الإرهابي دوراً أساسياً في مجريات الأزمة اليمنية، في محاولاته المستمرة لتنفيذ مخططاته الآيدلوجية المتمثلة بحزب الإصلاح، الذي يسعى منذ زمن إلى السيطرة على محافظات الجنوب اليمني، وجرها إلى مسرحه السياسي الدامي.

 

وضمن محاولاته البائسة للسيطرة على هذه المنطقة الغنية بمواردها في اليمن، تمكن حزب الإصلاح الإخواني عبر مخططاته التخريبية، وهجماته التنسيقية، ولعبه على الحبلين، من إقحام نفسه داخل الشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.

 

تآمر وتنسيق

ويعود تاريخ "الإصلاح" الملوث بالخيانة والفساد، منذ أن أعلن في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) عام 2014، عن اللقاء الأول بينه وبين ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة صعدة، وهو ما تسبب بصدمة كبيرة في الشارع اليمني آنذاك.

 

ووفقاً لتصريحات للإخواني سعيد شمسان المعمري، رئيس الدائرة السياسية في حزب الإصلاح، لقناة "بي بي سي" العربية، فإن اللقاء "كان إيجابياً، وسادت فيه لغة التفاهم"، حيث "اتفق الطرفان على أهمية الحوار من أجل إخراج اليمن من حالة الفوضى". حالة الفوضى التي تحدث عنها الإخواني المعمري، قبل 5 سنوات، لا تزال قائمة، بل ازدادت سوءاً، على إثر ذلك اللقاء الذي جاء وفق أجندات الإخوان الخاصة.

 

غدر 4 سبتمبر

وكانت أولى طعنات "الإصلاح" في ظهر التحالف، في الرابع من سبتمبر (أيلول) 2015، ذلك اليوم الذي شهد استشهاد 45 جندياً إماراتياً، و10 جنود سعوديين، و5 جنود بحرينيين، إضافة إلى سقوط قتلى من الجيش اليمني، إثر صاروخ حوثي أطلق على مخبأ للأسلحة بمعسكر تستخدمه قوات التحالف في محافظة مأرب وسط البلاد، الأمر الذي أدى إلى استشهاد الجنود، وتدمير عدد من طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي ومركبات مدرعة.

 

وتبين لاحقاً، أن هذا الحادث المأساوي، جاء نتيجة تواطؤ وخيانة كبرى أعدتها دولة قطر مع تنظيم الإخوان والحوثيين، عبر أحد الصحافيين العاملين في إحدى الأبواق الإعلامية الممولة من الدوحة.

 

 تآمر قطر والإخوان

ووفقاً لمصادر حكومية يمنية تحدثت وفقا لـ24 آنذاك، فإن الحادث الدامي الذي أكد خيانة قطر وتقاربها للإخوان والحوثيين، جاء من قبل خلية إخوانية حوثية بتمويل قطري تركي، مشيرة إلى أن "الصحافي المتورط بتسريب إحداثيات معسكر التحالف للحوثيين، هو عضو ضمن خلية كانت تقطن في مقر فرع التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب، هو مراسل قناة بلقيس الإخوانية الممولة من قطر، والتابعة للإخوانية توكل كرمان".

 

ولم تكن هذه الضربة الأولى التي يشنها الإخوان المتخفين تحت ستارة حزب الإصلاح في اليمن، ضد التحالف، فضمن مخططه للسيطرة على صناع القرار في اليمن، بدأ التنظيم الإرهابي بنشر الفساد في الحكومة الشرعية، عبر أذرعه التي انكشفت لاحقاً بفعل فسادها وتواطؤها مع الميليشيات الإرهابية، على حساب الشعب اليمني.

 

فساد الشرعية

وضمت قائمة القيادات الإخوانية داخل الشرعية عدة أسماء بينها نائب الرئيس هادي، والرجل الأول في حكومته، علي محسن الأحمر، ووزير الدفاع المقال محمد علي المقدشي، ووزير النقل صالح الجبواني، ومدير مكتب الرئيس اليمني عبدالله العليمي، وأحد أهم مستشاري الرئيس اليمني أحمد صالح العيسي، ووزير الشباب والرياضة نايف البكري.

 

وحسب العديد من التقارير الموثوقة، فإن القائمة المذكورة عملت على دعم التنظيمات الإرهابية، وكونت إمبراطورية فساد على مدار السنوات الماضية، من خلال استغلال ثورات البلاد النفطية، وكسب الملايين من الدولارات عن طريق عمليات نهب ممتلكات اليمن الخاصة والعامة، وتحريض المنظمات الحقوقية والإنسانية ضد التحالف، وبيع كميات كبيرة من الأسلحة من دعم التحالف للجيش الوطني في السوق السوداء، التواطؤ مع إيران وفتح مجال للثغرات التي استفاد منها الحوثيون لشن ضرباتهم على قوات الجيش والمقاومة، والكثير من عمليات الفساد الممنهجة.

 

هجمات ممنهجة

وفي الفترة الأخيرة، تصاعدت وتيرة هجمات حزب الإصلاح الإخواني إلى جانب القيادات المتواطئة من الحكومة الشرعية، على دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شهدت المحافظات الجنوبية المحررة هجمات تنسيقية من قبل ميليشيات الإخوان التي تحالفت مع تنظيمات إرهابية مثل القاعدة، وداعش، إلى جانب الحوثيين، لاستهداف قوات التحالف والجيش والمقاومة الجنوبية ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.

 

ولم يكتف إخوان اليمن بكل هذا الخراب، بل عمدوا على شن حملات إعلامية مغرضة، عبر قنوات تابعة للدوحة، على رأسها قناة الجزيرة، وعبر تفعيل هاشتاقات منسقة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، بهدف تشويه صورة التحالف، وتأجيج الرأي العام الداخلي والخارجي ضده.

 

في المقابل، وبرغم كل المحاولات الإخوانية اليائسة والهجمات الممنهجة ضده، يبقى تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات صامداً في وجه التحديات، باقياً حتى استكمال مهمته التي جاء من أجلها، وهي طرد جميع التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتهم ميليشيات الحوثي الإيرانية، لضمان عودة اليمن مستقراً آمناً تحت شرعية حقيقية تحمي أراضيه وشعبه الذي يعاني من سنوات من بطش الإرهاب.