"استقبلت العناني كمرممة للمتحف".. تعرف على قصة الطفلة التي استقبلت وزير الثقافة منذ 30 عاما (صورة نادرة)

أخبار مصر

الطفلة التي أصبحت
الطفلة التي أصبحت مرممة آثار


في عام 1990 وقفت الطفلة منى حمدي والتي لم تكن قد أكملت عامها العاشر، في استقبال الدكتور فاروق حسني وزير الثقافة آنذاك، كي تناوله مقص شريط افتتاح متحف طنطا القومي، والذي يعتبر علم من أعلام المتاحف الإقليمية، ولم تكن تدري الطفلة الصغيرة أنها في عام 2019 ستقابل وزير الآثار وهو يفتتح نفس المتحف بعد تجديداته، ولكن بصفتها مهندسة آثار تعمل بقطاع المشروعات، وقد قامت بترميمات المتحف، وستقوم ابنتها بنفس مهمتها التي قامت هي بها منذ 30 عامًا.

التقت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية، المهندسة منى حمدي مهندسة آثار وجه بحري، والتي حكت لنا هذه المفارقة التي قلما تتكرر، حيث قالت إنها كانت في شرف استقبال الوزير فاروق حسني عام 90، وهي لازالت طفلة في العاشرة من عمرها. 

وقالت منى، إن مهمتها كانت إعطاء الوزير المقص كي يقوم بافتتاح المتحف، وتحكي عن مشاعرها وانبهارها بتلك اللحظة، حيث صارت فجأة محط اهتمام الجميع، وتكمل منى قائلة، إنها تخرجت من الثانوية العامة بمجموع عال، يؤهلها للالتحاق بكلية الهندسة، فالتحقت بها وتخرجت من هندسة طنطا كمهندسة معمارية، ثم أعلنت الوزارة من خلال مسابقة عن حاجتها لمهندسات في قطاع المشروعات، وهنا استيقظت هوايتها القديمة، فتقدمت وكلها أمل أن تحظى بخدمة المكان الذي شهدت افتتاحه يومًا من الأيام.

وأضافت منى حمدي أنها أصبحت مهندسة في قطاع المشروعات، واليوم في أغسطس 2019 هي من تستقبل وزير الآثار الدكتور خالد العناني كمهندسة مشاركة في ترميم وصيانة متحف طنطا القومي والذي كانت طفلة على أبوابه منذ 30 عامًا، والمفارقة –والكلام لمنى- أن ابنتي هما اللتان استقبلتا وزير الآثار –جنة وروضة- وإحداهما ناولته المقص والأخرى أعطته الورود، وكأن كاتب التاريخ يستعيد ذكرياته مرة أخرى.

وحصلت بوابة الفجر الإلكترونية على عدد من الصور النادرة التي تسجل اللحظات التي استقبلت فيها منى الطفلة وزير الثقافة فاروق حسني قبل 30 عامًا، ثم الصور التي تسجل لحظات اليوم والتي فيها تستقبل ابنتي منى وزير اللآثار ليقوما بنفس مهمتها منذ 30 عامًا، ثم وهي تستقبل وزير الآثار ولكن كمهندسة شاركت في ترميم وصيانة مبنى المتحف.

وافتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار صباح اليوم متحف طنطا الأثري للزيارة أمام الجمهور بحضور اللواء هشام السعيد محافط الغربية، وشهد الافتتاح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وقيادات وزارة الآثار بالغربية، وقيادات المحافظة، وعدد كبير من المهتمين بالشأن الأثري، ويضم المتحف 2000 قطعة أثرية من مختلف المواقع الأثرية في دلتا مصر، من صان الحجر "سايس" وصان الحجر "تانيس" وتل بسطة وبوتو وغيرها من المناطق الأثري التي أثرت المتخف بتلك القطع. ويعتبر المتحف أحد متاحف مصر الإقليمية والذي يمثل أهمية كبرى للمحافظة لأنه سيعمل علي خلق مناطق جذب سياحية جديدة بها، بالإضافة إلى نشر الوعي الأثري لدى أبناء المحافظة.

وتُعد فكرة إنشاء متحف للآثار بطنطا من أقدم مشاريع إنشاء المتاحف الإقليمية بمصر، حيث أنه في عام 1913 وقع الاختيار على مبنى البلدية الخاص بالمدينة ليكون أول متحف للآثار بالمحافظة، ولكن سرعان ما أُغلق، ونُقلت آثاره إلى مدخل سينما البلدية عام 1957، ثم عادت فكرة إنشاء متحف طنطا مرة أخرى في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وافتُتح المتحف للجمهور في 29 أكتوبر 1990، ولكن بسبب المشكلات التي تعرض لها المبنى أُغلق المتحف مرة أخرى في عام 2000، ولكنه ظل يقدم بعضًا من خدماته الثقافية والتعليمية لأبناء المحافظة.

وأعمال تطوير المتحف بدأت في ديسمبر 2017، شملت ترميم مبنى المتحف ومعالجته إنشائيًا، وتغير دهانات الحوائط وتنظيف الأرضيات وجليها بالاضافة إلى وضع فتارين عرض جديدة، وتم تغيير سيناريو العرض المتحفي للمتحف، والذي من أهم ما يميزه هو فاترينة عرض خاصة يقدمها المتحف لزائريه، لعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تعبر وتنقل فكرة التواصل الحضاري والثقافي للمجتمع المصري، وموضوعها الموالد وأولياء الله الصالحين.

وسيعرض بداخل هذه الفاترينة تمثال للمهندس أيمحتب، وأيقونة للسيده العذراء، وتمثال للمعبود أوزوريس، كما سوف تشرح المادة العلمية الملحقة بالعرض المتحفي لها تاريخ الموالد والاحتفال بأولياء الله الصالحين، ومنها الموالد في العصر المصري القديم مثل عيد الأوبت ومولد سيدي أبو الحجاج الأقصري، ومولد شيخ العرب السيد بمدينه طنطا، وأيضًا مولد السيدة العذراء والسيد البدوي، وينقسم سيناريو العرض المتحفي به إلي قسمين؛ القسم الأول يضم الاكتشافات الأثرية للحفائر التي تمت بمحافظة الغربية، والقسم الثاني يضم القطع التي ترمز للحياة اليومية والبعث والخلود. ومبني المتحف يتكون من خمسة طوابق، خصص الطابق الأول للخدمات، والطابق الثاني والثالث لعرض مختلف القطع الأثرية، والطابق الرابع مخصص للمكاتب الإدارية الخاصة بموظفي المتحف، أما الطابق الخامس فيه قاعة للمحاضرات والمؤتمرات.