إيبارشية الزقازيق للأقباط الأرثوذكس تحتفل بتطييب رفات "تكلا الحبشي" (صور)

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


احتفلت كنيسة القديس تكلا هيمانوت للأقباط الارثوذذكس بالزقازيق، مساء امس الجمعة، بتذكار نياحة القديس تكلا هيمانوت والملقب بأسم " الحبشي".

وترأس نيافة الأنبا تيموثاوس، أسقف الزقازيق ومنيا القمح، صلوات العشية وطيَّب رفات القديس وسط حضور شعبي ضخم.


وشارك في الاحتفالات بعيد القديس "الحبشي" مايقرب عن مئاتين من أخوتنا الإثيوبيين والإريتريين الذي احتشدوا في فناء الكنيسة أولًا وهم يسبحون تسابيحهم انضموا بعدها إلى المصلين داخل الكنيسة وواصلوا التسبيح والصلوات.


وصاحب الاحتفال نهضة روحية بالكنيسة تضمنت قداسات وعظات روحية.
وفي السياق ذاته أقامت ١٥ كنيسة بإيبارشية الزقازيق ومنيا القمح نهضات روحية خلال فترة صوم السيدة العذراء، حرص نيافة الأنبا تيموثاوس على المشاركة فيها جميعًا.

وكنيسة كنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشي، تتبع لايبارشية الزقازيق ومنيا القمح بالكنيسة القبطية الارثوذكسية، وتعيد الكنيسة بتذكار نياحته في 24 مسرى من كل عام القبطي.

والكنائس التي تحمل اسم القديس تكلا الحبشي القس في ايبارشية المنوفية وكنيسة في منطقة الابراهمية في محافظة الاسكندرية، واخري في منطقة العجمي في ذات المحافظة.


والقديس تكلا هو أشهر قديس في إثيوبيا، وهو ايضاَ من القلائل -إن لم يكن الإنسان الوحيد- الذي جاءته أجنحة.

الجدير بالذكر أن الاحتفالات بأعياد ميلاد القديسين نادرة جدًا وتعد على أصابع اليد الواحدة، منهم الشهيد يوحنا المعمدان، والأنبا تكلا هيمانوت.. والأنبا تكلاهيمانوت له في حياة أولاده العديد من الأعمال والمعجزات نلمسها في كنيسته كل يوم.


نرشح لكم: كيف دخلت الديانة المسيحة الي الحبشة

ظهر ملاك من عند الرب فكلم " فيلبس"، فقال له: قم اذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدر من أورشليم إلى غزة التي هي برية، فقام وذهب وإذا رجل حبشي خصي لكنداكة ملكة الحبشة، كان على جميع خزائنها، فهذا كان قد جاء إلى أورشليم، وكان راجعًا وجالسًا على مركبة يقرأ سفر إشعياء النبي" (أع26:8).


هذا الحبشي عَمَّدهُ فيلبس بعد أن كلمه عن تجسد المسيح وصلبه وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب، ونقل الإيمان لبلاده، مع بقاء بعض العادات اليهودية.


وفي بداية القرن الرابع، رشم البابا أثاناسيوس فرومنتيوس أسقفًا على إثيوبيا، وسمّاه الأنبا سلامه، وكان ذلك عام 340م، فنقل الأسرار المقدسة إلى البلاد، ومن هذا اليوم والكنيسة الإثيوبية تعيش في بنوّة لكرسي مارمرقس بالإسكندرية بكل محبة.



عاش في إثيوبيا في القرن الثالث عشر أسرة مسيحية تقية، الزوج كاهن مُحِبّ لخدمة السيد المسيح اسمه "سجاز آب" أي "عطية الآب"، والزوجة ثرية جدًا مُحِبّة للفقراء اسمها "سارة".

وكان شفيع الأسرة هو الملاك ميخائيل، فكانا يعملان له العيد كل 12 من الشهر القبطي، بإقامة القداس، وتعمل بعد ذلك وليمة للفقراء.

وكانت الزوجة عاقر (لا تنجب)، وكانت دائمة الطلبة أن يعطيها الله ولدًا تفرح به، وكانت سارة تقضي معظم وقتها في الكنيسة، مشغولة بقراءة المزامير والأناجيل.. وأحبّت الفقراء جدًا وتفانت في خدمتهم، حتى لقّبها الناس "أجزهاريا" أي "مُختارة الله".

وذات يوم فكّرت سارة في أن تهب كل ما لهم للفقراء، وأن يعتقوا العبيد الذين عندهم، وقالت لزوجها واتفقا، وفعلًا كذلك.

وبعد سنوات كثيرة ملؤها السلام، ملك "موتملي" على أرض الداموت والشوا، وهو رجل وثني أغلق الكثير من الكنائس وحاول إحياء عبادة الأصنام.

وذات يوم هاجم "طلانس" حيث يعيش الأب الكاهن "سجاز آب" مع زوجته، فلما دخلا البلدة أصيبت بالذعر حتى كانوا يهربون هنا وهناك.

وانطلق "سجاز آب" إلى طريق يختبئ فيها، فتعقبه أحد الجنود ليقتله، حتى وصلا إلى بحيرة قريبة، فألقى بنفسه فيها من وجه الجندي، وهو يطلب الملاك ميخائيل.. وفي الحال أصبح الماء فوقه كالخيمة، وظهر له الملاك لِيُقَوّيه.

وعندما طال الوقت، ظنَّ الجندي أنه غرق، فأخبره الملاك بانصراف الجندي، فخرج في الحال. فقال له الملاك ميخائيل: "إن نجاتَك هي من أجل الطفل الذي سيخرج منك.." كما أخبره بأسرار كثيرة عن هذا الطفل، ثم حمله إلى البلد، وكان هذا في الثاني عشر من برمهات.


وعاد الكاهن، ليعرف ما جرى، فرأى في كل بيت مناحة على فقيد أو منهوب، وأنهم أخذوا زوجته سارة لتقديمها إلى الملك الفاسِد موتِملي كهدية.

ونظر الملك بهاء وجه أجزهاريا القديسة، فأمر أن تُعْطى ثيابًا فاخرة، وجواهر غالية للزينة، وتُحْفَظ في مدينة الآلهة حتى يتم زفافها إليه!


وحزن سجاز آب على ما حدث لزوجته التي أحبها، وكان يخشى عليها من الملك الشرير، ولكنه ذهب في الحال إلى بيت الله. دخل الكنيسة وسجد أمام المذبح المقدس، وصار في تنهُّد وبكاء كثير مُختلطة بصلاة قلبية، يطلب فيها أن ينظر الله إلى زوجته المسبية.


وفي الثاني والعشرين من برمهات، كان الكاهن سجاز آب يُقَدِّم قربان القداس باسم زوجته سارة مع كل شعبه، وبينما هو يطوف بالبخور في الكنيسة ويضع الصليب المقدس على رؤوس الموجودين للبركة، رأى بين المُصَلّين امرأة تلبس ملابس غالية مثل ملابس الملوك، وقائمة للصلاة في مهابة كثيرة أمام الله، ففكّر في نفسه مَنْ تكون هذه؟!
ثم عاد إلى الهيكل فأكمل الصلاة، ولما فرغ من انصراف الشعب، افتقد الغرباء ومنهم هذه المرأة، ولما سألها عن حالها ومن أين أتت، قالت له: إنني سمعت عن شخص يُدعى سجاز آب أنه قد سُبِيَت زوجته، فأتيت لأكون له زوجة!، فرشم الكاهن نفسه بالصليب وقال له: "يا ابنتي، هل يتزوَّج الكاهِن مرة أخرى؟! لا تقولي هذا.. إن زوجتي محفوظة بيد الله وهو سَيُعيدها لي بسلام".


فابتسمت سارة فَرِحة بإيمان زوجها، وخلعت عنها برقعًا كانت تُغَطّي به وجهها، واندهش الزوج من هذه المُفاجأة، وسألها كيف أتت؟! فقالت له أن الملاك أنقذها، وأتى بها إلى الكنيسة، فسجد الاثنان أمام الله في الكنيسة، وشكراه على عنايته بها.


ثم أخبرت سارة زوجها بأنها قد صلَّت من أجل سلامتها، فظهر لها الملاك ميخائيل بأنها سوف تعود من أجل ابنها الآتي.. ولما بدأت مراسم الزواج وانتهت وبدأ الناس يُهنئون الملك بالزواج، حدثت بروق ورعود عظيمة اهتزّ لها المكان كان هذا قبيل مجيء الملاك ميخائيل لها وأنقذها وأحضرها للكنيسة.


وفي هذه الليلة رأى سجا زآب حلمًا، فيه شمس في حجرة نومهما ونجومًا كثيرة ونور بهي على الأرض كلها.. وفي الليلة التالية ظهر لهما الملاك ميخائيل وأخبرهما بحمل الابن المبارك.


وفي الصباح وزّعا كثير مما كان قد تبقّى عندهما على الفقراء، وكانوا يواظِبون على إقامة تذكار الملاك ميخائيل كل 12 من كل شهر قبطي.