أفغانستان: هجوم طالبان على مدينة قندوز مؤشر على عدم التزامها بالسلام

عربي ودولي

ارشيفية
ارشيفية


قال متحدث الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، إن "الهجمات في قندوز مؤشر مؤسف على أن حركة طالبان ما تزال غير ملتزمة بالسلام، أو أنها لا تستسيغ العملية السلمية وفرصة السلام المعروضة من الولايات المتحدة الأميركية والحكومة الأفغانية".

واعتبر هجوم حركة "طالبان" على مدينة قندوز، اليوم السبت، في مؤتمر صحفي بث على الهواء مباشرة، مؤشرا على عدم التزام الحركة بالسلام، وتناقضا مع ما تعلنه الحركة في الدوحة خلال مفاوضاتها مع الجانب الأميركي.

وأضاف المتحدث"هناك تناقض صريح مع ما تتحدث عنه الحركة في الدوحة"، وفقاً لـ "سبوتنيك".

وشدد صديقي على أن هجوم المسلحين على المناطق المأهولة بالسكان داخل وفي ضواحي قندوز "يعد عداء واضحاً للشعب الأفغاني"، مشيرا إلى القوات الأمنية على أهبة الاستعداد للدفاع عن المدينة.

وكان المئات من مسلحي طالبان بدأوا الليلة الماضية هجوما واسعا على مدينة قندوز مركز الولاية التي تحمل الاسم نفسه، في محاولة لتكرار هجوم مماثل شنه المتمردون قبل أربعة أعوام، حيث سيطروا لفترة وجيزة على أحياء في المدينة.

في غضون ذلك، وصل وزيرا الدفاع والداخلية الأفغاني يرافقهم الجنرال سكوت ميلر القائد المشترك للقوات الأميركية والناتو في أفغانستان وصلوا إلى قندوز بعد ظهر اليوم من أجل إدارة المعارك مع متمردي طالبان.
وأشار نصرة رحيمي المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية إلى أن "العشرات من مسلحي طالبان قتلوا حتى الآن بنيران القوات الأمنية".

ويأتي الهجوم المفاجئ في ظل استمرار المباحثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، وفي وقت كثف فيها المفاوضون مباحثاتهم للخروج باتفاق نهائي ينهي أطول حروب الولايات المتحدة.

وعلى مدار العامين الماضيين، تمكنت المجموعة المتمردة من الاستيلاء على أجزاء كبيرة من المناطق المحيطة بالمدينة قبل طردها بعد أيام من القتال مع القوات الأفغانية والغارات الجوية التي شنتها القوات الأمريكية.

كما جاء القتال في قندوز، المدينة الشمالية الاستراتيجية التي اقتربت طالبان من أسرها مرتين في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي نمت فيه التوقعات بأن مفاوضي الولايات المتحدة وحركة طالبان في الدوحة كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق يشتمل على جدول زمني لانسحاب الآلاف من القوات الامريكية.

ومن المتوقع أن يصل زلماي خليل زاد، الدبلوماسي الأمريكي المولود في أفغانستان والذي يترأس المحادثات مع واشنطن، إلى كابول في الأيام المقبلة لتحديد شروط التسوية للرئيس الأفغاني قبل اجتماعاته مع شركاء الناتو.

ولن ينهي اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في حد ذاته القتال في أفغانستان، لكنه سيفتح الطريق لإجراء محادثات بين طالبان والحكومة في كابول للتوصل إلى اتفاق سلام أوسع.

كما قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اليوم الجمعة الماضي أن الولايات المتحدة أجرت مفاوضات جيدة مع طالبان لكنها لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع الجماعة الإسلامية حول انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

وقالت مصادر في طالبان إن تصريح ترامب بأن الولايات المتحدة ستستمر في الحفاظ على قوة في أفغانستان حتى بعد التوصل إلى اتفاق أمر غير مقبول بالنسبة إليهم لأنهم يطالبون بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من البلاد.

كما يوجد الآن حوالي 20 ألف جندي أجنبي، معظمهم أمريكيون، في أفغانستان كجزء من مهمة الناتو بقيادة الولايات المتحدة لتدريب ومساعدة وتقديم المشورة للقوات الأفغانية. تقوم بعض القوات الأمريكية بعمليات لمكافحة الإرهاب.

وعلى الرغم من محادثات السلام، لم يهدأ القتال بين طالبان والقوات الأفغانية، التي تدعمها القوات الجوية الأمريكية.

كما اعلن الجيش الاميركي مقتل جندي اميركي في العمليات القتالية في افغانستان يوم الخميس الماضي وهو الثالث الذي يقتل في الايام الثمانية الماضية.