حريم الظواهري.. كرامة القاعدة المهدرة فى وزيرستان

العدد الأسبوعي

الظواهري - إرهابي
الظواهري - إرهابي


تفاوض سرًا للإفراج عن زوجته


زوجة أيمن الظواهرى، زعيم «القاعدة» فى قبضة باكستان منذ عام كامل!.. مفاجأة من العيار الثقيل، كشف عنها التنظيم، فى بيان رسمى قبل أيام، اتهم إسلام آباد باحتجاز قرينة الرجل، الذى تتناثر التسريبات عن تدهور حالته الصحية مؤخراً وإصابته بالقلب وبسرطان الكبد.

وإلى جانب زوجة الظواهرى احتجزت إسلام آباد أرملتى اثنين من قيادات التنظيم. وكانت نساء القاعدة الثلاث، وفقاً للبيان قد خرجن مع أطفالهن من مدينة وزيرستان، على الحدود الباكستانية الأفغانية، هرباً من القصف الجوى قبل 4 أعوام، فى ظل مواجهات مسلحة وقعت بين الجيش الباكستانى هناك وبين تنظيمات مسلحة من بينها تنظيما «طالبان» و«القاعدة»، ولاحقاً ألقى الجيش الباكستانى القبض عليهن قبل عام.

فى ظل التزام «إسلام آباد» الصمت حتى هذه اللحظة، كشفت «القاعدة» عن فشل مفاوضات على مدار العام الماضى حاول خلالها التنظيم التوصل لاتفاق مع الجيش والمخابرات الباكستانية، بغية الإفراج عن زوجة زعيم التنظيم وزوجات قادته، اللواتى يكتنف الغموض حتى هذه اللحظة ملابسات القبض عليهن وأيضاً مكان احتجازهن.

1- أزواج "حلاوة"

قبل أن يكشف التنظيم عن هوية زوجة زعيم القاعدة، المقبوض عليها، وهى «أم تسنيم»، سيدة أحمد حلاوة، ابنة «ناهيا» فى محافظة الجيزة، والزوجة السابقة لأحمد السيد النجار، والذى تم تنفيذ حكم الإعدام فيه على ذمة قضية العائدين من ألبانيا، قبل أن تتزوج من طارق أنور، قائد العمليات الخاصة فى تنظيم الجهاد، وقد لقى مصرعه أيضًا فى الغزو الأمريكى لأفغانستان عام 2001، ليكون الظواهرى بذلك هو زوجها الثالث.

ووفقاً للمعلومات التى نشرها تنظيم القاعدة فقد ألقت القوات الباكستانية القبض على «حلاوة» مع الشقيقتين هاجر راشد، أرملة سفيان المغربى، وإيمان راشد أرملة أبو عبيدة المقدسى، وهما ابنتا نزيه نصحى راشد، الذى يصنفه البعض بأنه أول انتحارى فى تاريخ التنظيمات الإرهابية فى مصر، حيث يتردد أنه فجر نفسه وزميله ضياء الدين محمود حافظ بدراجة بخارية، فى محاولة لاغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن الألفى، أثناء مرور موكبه أمام الجامعة الأمريكية فى 18 إبريل 1993.

2- "ضرتان" للمرة الثانية

بمجرد الإعلان عن إلقاء باكستان القبض على زوجة لأيمن الظواهرى، ظن متخصصون وباحثون للوهلة الأولى، أن الزوجة المقصودة هى أميمة حسن، خاصة أنها الزوجة الأبرز والأكثر حضوراً لزعيم القاعدة على المواقع الجهادية، وتحديدًا بعد ثورة 25 يناير2011، لدرجة وصفت معها بأنها «سيدة القاعدة الأولى.» وقد نشرت لها مجلة «أمة واحدة» التابعة لتنظيم القاعدة، مقالاً فى عددها الأول، إبريل الماضى، على النمط الإعلامى الداعشى، تحدثت فيه عن أوضاع ومعاناة قيادات ونساء وأطفال القاعدة بعد الغزو الأمريكى لأفغانستان، فى أعقاب 11سبتمبر، وكانت على النقيض من حالة السلم والأمان التى حظى بها أعضاء التنظيم وعائلاتهم تحت حكم «طالبان» قبل الغزو.

أميمة أيضاً صاحبة السبق، فى كونها أول زوجة لقيادى بالقاعدة تصدر بيانا باسمها، وبصفتها زوجة لزعيم تنظيم القاعدة، و نشرته المواقع التابعة للتنظيم تحت عنوان «رسالة إلى الأخوات المسلمات» بصفتها زوجة أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة عام 2009 وامتدحت زوجة الظواهرى فى رسالة نادرة نشرت على موقع إلكترونى تابع للتنظيم، دورالمرأة فى انتفاضات الربيع العربى قائلة إن «الاضطرابات ستصبح قريباً ربيعاً إسلامياً»، واختصت الرسالة التى وقعتها أميمة حسن، المصريات اللواتى شاركن فى الاضطرابات وقامت بتحية الأمهات اللواتى ربين من قاموا بالانتفاضات التى أطاحت بزعماء أربع دول وصفتهم بـ«الطواغيت المجرمين»، وقالت زوجة الظواهرى فى رسالتها: «أهنئ كل نساء العالم المسلمات بهذه الثورات المباركات وأسأل الله أن تكون فى صالح الأمة الإسلامية وأحيى وأهنئ كل أم ضحت بفلذة كبدها فى هذه الثورات المباركات».

وأميمة حسن أو «أم خالد المصرية»، زوجة الظواهرى القادمة من الصعيد، تنتمى إلى عائلة ضالعة فى التنظيمات المسلحة، فهى ابنة حسن أحمد محمد حسن، المتهم السابق فى قضية «العائدين من ألبانيا»، وشقيقة كل من شريف حسن قيادى الجماعة الإسلامية المحكوم عليه بالإعدام فى قضية «العائدون من أفغانستان» سنة 1994، وأيضا أسامة حسن المتهم مع والدها أيضا فى قضية «العائدون من ألبانيا» ولقى مصرعه لاحقاً فى أفغانستان، وتزوجت ابنته من جعفر ابن محمد شوقى الإسلامبولى، شقيق خالد الإسلامبولى قاتل السادات.

والأهم أن أميمة، وللمفارقة، كحال ضرتها سيدة حلاوة، كانت زوجة أيضاً لطارق أنور مسئول العمليات الخاصة لتنظيم الجهاد، فتزوجته وسافرت معه إلى أفغانستان عام 1988، وانتقلت معه مابين أفغانستان وسوريا واليمن، قبل أن يعود لأفغانستان مرة أخرى ويلقى مصرعه عام 2001، وقد أقدم الظواهرى على الزواج من كليهما، سيدة وأميمة، بعد مصرع أنور، لتجمعهما بذلك عصمة زوج مشترك للمرة الثانية.

3- عزة نوير.. المرأة التى أحبها الظواهرى

من غير المؤكد إذا كان أيمن الظواهرى قد اكتفى بالزواج من سيدة حلاوة وأميمة حسن، أرملتى طارق أنور بعد مصرعه، كما هو التقليد المعروف داخل التنظيمات المسلحة، فى زواج أرامل المقاتلين حفظاً لهن، وللدواعى الأمنية، أم أنه أضاف إليهن زوجة أو اثنتين أخريين. ولكن ماهو مؤكد ومقطوع به أن زعيم القاعدة لم يقدم خلال 23 عاماً كاملة، منذ أن عقد قرانه على حبه الأول، وزوجته الأولى عزة نوير «أم محمد المصرية»، فبراير 1978 فى فندق كونتيننتال سافوى فى ميدان الأوبرا، على التفكير فى الزواج من أخرى، أوالتعاطى مع ذلك التقليد التنظيمى لأى دواع أو ضرورات دينية كانت أو أمنية، حتى اللحظة الأخيرة من حياة «نوير» ابنة العائلة الأرستقراطية، التى قادها مصيرها، وزواجها من الظواهرى، لأن تلقى مصرعها تحت أنقاض القصف الأمريكى على تورا بورا الأفغانية، مع بناتها وابنها الوحيد محمد عام 2001.