"طالبان" تهاجم مدينة شمال أفغانستان وسط محادثات سلام مع الولايات المتحدة

عربي ودولي

بوابة الفجر


قال مسؤولون أفغان وطالبان أن قوات طالبان هاجمت مدينة قندوز بشمال أفغانستان اليوم السبت حتى في الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة والجماعة المتشددة على وشك الانتهاء من التوصل إلى اتفاق لسحب القوات الأمريكية.

ويدور قتال عنيف في مدينة قندوز بعد أن شن مقاتلو طالبان هجمات من عدة اتجاهات ليلة الجمعة، مما اضطر القوات الأفغانية إلى الانتقام وتأمين التعزيزات لمنع المتمردين من السيطرة على أجزاء من المدينة.

وتم قطع الكهرباء ومعظم خدمات الهاتف والسكان كانوا يحتمون في منازلهم.

وقال المواطن المحلي "خل الدين"، الذي يحمل اسم العديد من الأفغان: "المدينة خالية تمامًا، والمحلات مغلقة، والناس لا يتحركون، ويمكن سماع أسلحة ثقيلة في عدة أجزاء من المدينة".

وقال المسؤولون الحكوميون في قندوز وكابول إن طالبان تسعى للحصول على مأوى داخل المنازل، مما يجعل من المستحيل على القوات الأمريكية والأفغانية شن غارات جوية، وأن بعض المقاتلين دخلوا المستشفى الرئيسي في المدينة.

وقالت وزارة الداخلية أن 34 من مقاتلي طالبان على الأقل قتلوا في عمليات برية وجوية في ثلاث مناطق من مدينة قندوز وأن عمليات التطهير جارية.

وأضافت: "قوات الأمن تصد هجوم طالبان على بعض أجزاء مدينة قندوز، وقال "صديق صادق" المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني إن أولويتهم القصوى هي حماية المدنيين.

وقال في تغريدة: "كما هو الحال دائمًا اتخذت طالبان مواقع في المناطق المدنية".

وأكد المتحدث باسم طالبان "ذبيح الله مجاهد" الهجوم على مدينة قندوز على مدار العامين الماضيين، تمكنت المجموعة المتمردة من الاستيلاء على أجزاء كبيرة من المناطق المحيطة بالمدينة قبل طردها بعد أيام من القتال مع القوات الأفغانية والغارات الجوية التي شنتها القوات الأمريكية.

وجاء القتال في قندوز، المدينة الشمالية الاستراتيجية التي اقتربت طالبان من أسرها مرتين في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي نمت فيه التوقعات بأن مفاوضي الولايات المتحدة وحركة طالبان في الدوحة كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق يشتمل على جدول زمني لانسحاب الآلاف من القوات الامريكية.

ومن المتوقع أن يصل زلماي خليل زاد، الدبلوماسي الأمريكي المولود في أفغانستان والذي يترأس المحادثات مع واشنطن، إلى كابول في الأيام المقبلة لتحديد شروط التسوية للرئيس الأفغاني قبل اجتماعاته مع شركاء الناتو.

وأن الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان لن ينهي القتال في أفغانستان في حد ذاته، ولكنه سيفتح الطريق لإجراء محادثات بين طالبان والحكومة في كابول للتوصل إلى اتفاق سلام أوسع.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أن الولايات المتحدة أجرت مفاوضات جيدة مع طالبان لكنها لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع الجماعة الإسلامية بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

وقالت مصادر في طالبان إن تصريح ترامب بأن الولايات المتحدة ستستمر في الحفاظ على قوة في أفغانستان حتى بعد التوصل إلى اتفاق أمر غير مقبول بالنسبة إليهم لأنهم يطالبون بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من البلاد.

ويوجد الآن حوالي 20 ألف جندي أجنبي معظمهم أمريكيون في أفغانستان كجزء من مهمة الناتو بقيادة الولايات المتحدة لتدريب ومساعدة وتقديم المشورة للقوات الأفغانية.

ورغم محادثات السلام، لم يهدأ القتال بين طالبان والقوات الأفغانية، المدعومة من القوة الجوية الأمريكية.

وقال الجيش الأمريكي: "أن أحد أفراد الخدمة الأمريكية قتل في عمليات قتالية في أفغانستان يوم الخميس، وهو الثالث الذي يقتل هنا في الأيام الثمانية الماضية.