"محمية طبيعية وآثار تاريخية".. حكاية بحيرة قارون وتطويرها

تعد بحيرة قارون من أعمق البحيرات الطبيعية وأكبرها، إذ يصل العمق فيها إلى حوالي 14 متر، وكانت تمد بمياه النيل أثناء الفيضان أبان العهد الفرعوني بسبب انخفاض مستواها عن سطح البحر، وفي عهد الحاكم "أمنحات الثالث" أمر ببناء قناة وسدين لتخزين مياه النيل أثناء الفيضان.

وتقع بحيرة قارون شمال مدينة الفيوم، في الشمال الغربي من مدينة بني سويف غرب نهر النيل وتبعد عنه نحو 50 كيلومتر، وتخزن المياه لمدة تصل 6 أشهر، وتمد الأراضي بالمياه مدة مماثلة.

اختلفت الروايات حول تسمية بحيرة قارون، حيث يعتقد البعض بأنّها الأرض التي خسف الله فيها قارون، وهو أحد أثرياء بني إسرائيل، وذلك في عهد سيدنا موسى عليه السلام، فيما يرى البعض الآخر أنّ هذه البحيرة تمّ تسميتها باسم (بارون) في عصر الفراعنة، واصطلح الناس فيما بعد على تسميتها ببحيرة قارون؛ لتشابه الأسماء بين قارون وبارون.

وتبلغ مساحة البحيرة، 330 كيلومتر مربع حاليا، وطولها 40 كيلومتر وعرضها نحو 7 كيلومتر، قلت مساحتها بسبب الجفاف عبر القرون.

وتُعتبر بحيرة قارون من المحميات الطبيعية في مصر، حيث تحتوي على مجموعاتٍ نباتيةٍ متنوعة، وتقصدها الطيور المهاجرة والمقيمة أيضًا، ويصل عمق المياه فيها في أغلب الأماكن إلى سبعةِ أمتار والتي تكون مناسبةً للسباحة.

وتتميز البحيرة، بالمياة المالحة، ما جعلها موطن لبعض الاسماك البحرية، في معجزة حار العلماء في تفسيرها، ففي قاع البحيرة ستجد أسماك نيلية وبحرية، ولا فقاريات وطحالب حمراء من نوع "بوليسفونيا".

وتحظى البحيرة، بالآثار التاريخية، أبرزها؛ "قصر الصاغة" الذي يقع شمال المحمية، يرجع تاريخه للدولة الفرعونية الوسطي، عبارة عن معبد صغير يضم 7 مقصورات من الطوب الوردي، ودير "أبوليفه" أنشئ في عصر الرهبنة، ومعبد "ديمية السباع"، الذي يرجع للعصر الروماني.

ورغم أن البحيرة كانت تعد من ضمن أكثر الأماكن السياحية جذبًا لسياحة اليوم الواحد، إلا أنها قلت نتيجة بسبب تلوث مياهها، فقد سعت الحكومة لتطويرها، حيث يعقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، اجتماعًا لمتابعة أعمال تطوير بحيرة قارون، بحضور عدد من المسئولين والجهات المعنية.