د.حماد عبدالله يكتب: عيد الأضحى المبارك...

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية



فى أول أيام عيد الأضحى المبارك يستقبل المواطنين هذا اليوم بعدة مظاهر منها ما هو دينى ومنها ما هو شعبى ومنها ما هو وظيفى  ويعود إحتفال المصريين بالأعياد الدينية إلى أصول تراكمية منذا الفراعنة حتى المعاصرين وذلك بخلط العادات وإندماج المصريين بإختلاف دياناتهم فى هذه المناسبات فنجد أن المصريين جميعاً يحتفلون بعيد شم النسيم وهو فى " الأصل فرعونى” وفى ليلة رأس السنة الميلادية وهو فى الأصل "مسيحى كاثوليكى" وأخيراً فى عيد الميلاد المجيد 7 يناير يشارك جميع أقباط مصر من المسلمين والمسيحيين هذه المناسبة سواء بالأجازات الرسمية أو رحلات الأعياد القصيرة.

ولا شك بأن عيد الأضحى المبارك أصبح عيداً للمسلمين وفيه تزداد الخيرات ولا تفرق فى إسعاد فقراء المسلمين والمسيحيين سواء.
ولا شك أيضاً بأن قرار الرئيس الأسبق "مبارك"بأن يكون 7 يناير عيداً دينياً قومياً ويكون يوم أجازة رسمية فى البلاد زادت من أواصر الترابط الإجتماعى لعناصر الأمة.
إن مصر فى كتابات المستشرقين وفى كتابات " جان دى شابرول" أحد علماء الحملة الفرنسية ضمن مجموعة كتاب " وصف مصر" والذى ترجمه زهير الشايب يتحدثون عن أمة لا تعرف الفصل بين الجيران ولا الفصل بين الأديان وسجلوا فى وصفهم " للمصريون المحدثون" ما أن يقرأه قارىء اليوم إلا ويجد أننا تائهون وأننا عن أصولنا بعيدون تميزت مصر بالتجمع والتقارب بين شعبها أثناء الأزمات وخاصة حينما كان الفيضان يأتى ليغرق الأراضى فيخرج الجميع للتعاون على صده وعلى حماية أراضيهم وبيوتهم وكانت صوانى الغذاء تخرج من بيوت المسلمين أو المسيحيين لجميع المنكوبين  من أى كوارث طبيعية ولعل ما سجلته محاضر أقسام البوليس فى جميع أنحاء مصر إبان حرب 1973 بأنه لم تقع حادثة سرقة أو حتى مشاجرة واحدة أثناء أيام حرب أكتوبر المجيد دليل أكبر على ترابط عناصر الأمة أمام المصائب الكبرى حتى تعود هذه الروح التى إفتقدناها تذكرت ذلك ونحن فى أول أيام عيد الأضحى المبارك.
تذكرت أيضاً بأننا كمصريون أقباط ، مسيحييهم ومسلميهم نتوجه إلى الله عز وجل فى كل أزمة تواجهها بلادنا.
ولعل خروج المصريين يوم 30 يونيو 2013، رغم كل الظروف المحيطة ورغم قيام نفس الشعب قبلها بعامين يوم 25 يناير 2011 ، وخروجهم مطالبين بالعدل والعيش الكريم ، إلا أن إختطاف البلاد من جماعة متأسلمة ، ووقوعنا فى هِوَّةْ ضياع الهوية المصرية ، لم يتوانى نفس الشعب من الخروج مرة ثانية لكى يعيد البلاد إلى مسارها الوطنى الإقليمى والدولى ، ويحافظ على هوية شعب مصر ، ببركة وحدة الشعب القبطى "مسلميهم ومسيحييهم" ، وإيمانهم بالله عز وجل .
كل سنة والمصريين طيبون.