التفاصيل الكاملة لـ«سيارة معهد الأورام» المفخخة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


الإرهابى من خارج القاهرة يجهل شوارعها.. وفر بمجرد اصطدامه عكسياً بميكروباص

كان الانفجار الذى وقع أمام مبنى المعهد القومى للأورام التابع لجامعة القاهرة، مساء الأحد الماضى، كارثة بكل المقاييس ومأساة، إذ خلف الحادث الذى كان غامضاً نحو 20 شهيداً و47 مصاباً، ورعباً فى نفوس سكان المنطقة المجاورة والمارة قرب المبنى والذين سمعوا دوياً هائلاً قبل أن تحاصرهم النيران والأدخنة.

سرعان ما ظهرت بعض تفاصيل المأساة حين تم إخلاء مرضى الأورام الذين يعالجون فى المعهد، وحمل كل أب أو أم طفله أو ساند والده أو أمه للخروج به من المبنى الذى زلزله الانفجار، وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل المصابين والمرضى وجاءت قوات كثيفة من الشرطة لمعرفة ما جرى والسيطرة على الفوضى التى كانت بادية فى كل مكان بعد أن تطايرات أجزاء السيارات وأجساد بعض الضحايا من القتلى والمصابين فى شارع الكورنيش وفى مياه النيل أمام مبنى المعهد.

بعد ساعات وفى اليوم التالى بدأت تتضح تفاصيل الحادث الذى كان غامضاً فيما إذا كان عملاً إرهابياً أم مجرد حادث تصادم عادى بين سيارة تحمل أسطوانات أكسجين وسيارات أخرى كانت تسير فى الطريق المزدحم لولا عدم معقولية هذا التصور لأنه لا يتناسب مع بعض أقوال شهود العيان وحجم الانفجار الذى حدث.

وفى اليوم التالى أعلنت وزارة الداخلية جزءاً من الصورة ووعدت باستكمال المعلومات المتعلقة بالحادث والمتورطين فيه حيث تبين أن السيارة التى تسببت فى الحادث كانت تسير إلى الخلف ببطء حتى وصلت إلى مبنى معهد الأورام ثم اصطدمت بسيارة ميكروباص قبل أن تنفجر، وقالت الوزارة إنه ثبت من الفحص أن السيارة كانت تحمل متفجرات وأن قائدها أحد عناصر حركة حسم الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان، وأنه كان ينقل السيارة التى تبين أنها مسروقة من محافظة المنوفية من 7 شهور وفق بلاغ بذلك وأن قائد السيارة المفخخة كان ينقلها إلى مكان آخر استعداداً لتنفيذ عملية إرهابية.

ووفق تحليل عمرو فاروق الباحث فى شئون الإسلام السياسى، فإن السيارة المفخخة لم تكن تستهدف معهد الأورام ولكنها كانت معدة لاغتيال شخصية كبيرة سواء سياسية أو أمنية، لأن المعهد لا يمكن أن يكون هدفاً لعملية إرهابية.

حسب فاروق، إنه من الواضح أن قائد السيارة من خارج القاهرة والجيزة ولا يعرف جيداً شوارع المدينة ولذا اضطر إلى العودة بالخلف بالسيارة عكس الاتجاه قبل أن يصطدم بالسيارات القادمة على طريق الكورنيش ويحدث الانفجار الذى تم بطريق المصادفة، إذ أن توقيت حركة السيارة قبل منتصف الليل يشير إلى أنها كانت فى طريقها لتكون فى المكان الذى يمكن من خلاله استهداف واغتيال المسئول المطلوب على غرار عملية اغتيال المستشار الشهيد هشام بركات، النائب العام والذى تم استهداف موكبه بسيارة مفخخة تم وضعها فى خط سيره، خصوصاً أن تحرك السيارات المفخخة فى منتصف الليل تكتيك معروف عن التنظيمات الإرهابية لوضع السيارة فى مكان العملية الأصلى قبل تحرك الموكب المستهدف صباحاً.

الباحث فى شئون الإسلام السياسى، رأى أن كمية المتفجرات التى تسببت فى الانفجار كبيرة للغاية نظراً لحجم الخسائر المادية والبشرية التى تسبب فيها الانفجار، ما يشير إلى أن تلك المتفجرات جاءت من الخارج ولم يتم تصنيعها داخل مصر إذ لا يبدو من تأثيرها أنها بدائية الصنع، ما يرجح أيضاً وجود تعاون بين أحد أجنحة تنظيم القاعدة وتنظيم الجهاد مع جماعة الإخوان فى الإعداد لهذه العملية، وما يعزز هذا التوقع اعترافات هشام عشماوى، قائد تنظيم المرابطون الإرهابى أمام جهات التحقيق الرسمية، بأن توقيتات العمليات الإرهابية تتزامن دائماً مع بعض المناسبات التى تخص جماعة الإخوان، إذ أن أغسطس هو الشهر الذى شهد فض اعتصامى رابعة والنهضة.

اللواء محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، قال لـ«الفجر»، إن انفجار معهد الأورام دليل على إفلاس الجماعات الإرهابية التى فشلت فى استهداف ومواجهة قوات الجيش والشرطة، وهذه الجماعات دائماً ما تحاول تنفيذ عمليات إرهابية من وقت لآخر لتثبت لجهات التمويل أنها لا تزال فاعلة على الأرض وقادرة على تنفيذ عمليات إرهابية، مشيراً إلى أن فشل هذه الجماعات واضح بمجرد مراجعة أعداد العمليات التى نفذتها منذ عام 2013 حتى الآن، فبينما استطاعت تنفيذ 1165 عملية إرهابية عام 2013، لم يتجاوز حجم عملياتها حالياً عدد أصابع اليد الواحدة.

«الفجر» من جهتها علمت من شهود عيان من أفراد أمن بمعهد الأورام، أن سائق السيارة المفخخة توقف أمام سيارة ميكروباص وعدد من السيارات الملاكى، عندما كانت تسير عكس الاتجاه وفور حدوث مشادة بين الأول وسائق الميكروباص فر الإرهابى واستقل سيارة أخرى وبعد ذلك بثوان حدث الانفجار الذى أودى بحياة 4 أطفال من بين بقية الضحايا.

كما علمت «الفجر» أن الموجة الانفجارية خلفت خسائر فى معدات المعهد تقدر بالملايين كما تسببت فى حدوث تصدعات فى أساسات المعهد ما قد يؤدى لسقوطه.