من "القطار" لـ"معهد الأورام".. حكاية صديقتين جمعهن السرطان وفرقتهن النيران

أخبار مصر

بوابة الفجر


بعيون حائرة تقف سيدة أمام مخلفات حادث معهد الأورام تنظر له بحسرة وألم، ويظهر على وجهها الإعياء تبحث يمينا ويسارا لعلها ترى إحدى زملائها المغتربين مثلها والذي قصدوا المعهد بغرض العلاج والأمل في الشفاء. 

في البداية تحكي "ح.أ"، عن معاناة السفر وقدومها من أقصى الصعيد، قائلة: "جينا نتعالج مش نتحرق"، وعن اشتياقها لمنزلها ولبقية أطفالها ووجود أبنها الأصغر "يوسف" بصحبتها لعدم قدرتها على تركه وتناجي الله بأن يلطف بصاحبة طريق العلاج وشريكتها في الغرفة، التي تعرفت عليها في القطار أثناء قدومها للعلاج في المعهد.

كانت تنام في إحدى الجمعيات الخيرية لصالح المغتربين، عندما وقع الحادث، بينما تتلقى صديقتها "أم وردة" العلاج بالمعهد"، حيث استفاقت "ح.أ"، على صوت صريخ لإحدى النزيلات قائلة: "كلهم ماتوا ومبقاش فيه حد هنقول لأهلهم إيه".

"هنا تذكرت صديقة رحلتي العلاجية أم وردة"، جئنا من صعيد مصر لتلقي العلاج بعد اكتشافنا مرض السرطان في المخ، حيث تعرفنا في القطار منذ 6 أعوام حيث بدأنا مراحل العلاج سويا ولكن القدر فرقنا في هذه الليلة.

وأكدت بأن صيام ذو الحجة هو من أنقذ حياتها حيث كانت صائمة وكان من المفترض أنها لديها جلسة علاجية بعد وقت الإفطار ولكن شعورها بالتعب أوقفها عن الذهاب للمعهد وراحت في نوم عميق وبعد علمها بالخبر أسرعت باتجاه المعهد لتبحث عن صديقتها وصاحبة ألمها، ولكنه كان قد فات الأوان، لا تراها لتصرخ باسمها: "هعمل إيه من غيرك ومين هيصبرني"، داعية بكل ذرة في كيانها أن تكون مازالت على قيد الحياة.

ولم يتم العثور على جثة صديقتها "أم وردة" حتى الآن، فلا تعلم "ح.أ" إنها على مصابة أم فارقت الحياة، وجار البحث عنها.