د.حماد عبدالله يكتب: واجهة فندق سميرا ميس " المكتئب " !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


هذا الفندق الذي يتوسط عاصمة المحروسة (القاهرة الجميلة) فى أجمل بقعة بوسط البلد حيث يشرف هذا الفندق على النيل و أمام كوبري قصر النيل التاريخي ويتوسط كوكبه فنادق القاهرة العظيمة هذا الفندق الذي له تاريخ مصر المحروسة منذ عصر إسماعيل باشا ( خديوي مصر ) ثم أعيد بنائه بمجموعة مستثمرين سعوديين و إحتفظت الإدارة المصرية بنسبة 28 % من أصول الفندق الكبير ولعل ما يعنيه هذا الفندق لغالبية المصريين بجانب نشاطه الفندقي هو أنه ملتقى الأصدقاء فى قاعاته و كافيهاته و مطاعمه المتعددة الجنسيات من "إيطالي" إلى "تايلاندى" إلى "لبناني" إلى "شرقي" إلى "الجريل "الفخم  كما أن قاعاته "كليوباترا و طيبة"  تحمل ذكريات كثير من الأسر المصرية حيث يتم عقد حفلات الخطوبة و الزفاف للأولاد و البنات فيها وكذلك إرتبطت تلك القاعات ( السميراميسية ) بالمؤتمرات المحلية و الإقليمية و الدولية التى عقدت فيه و ما زالت حيث أهمية المكان وإتساعه واتساق تصميماته المعمارية التى أتاح فيها المصمم كل الإمكانات الممكنة لعقد مثل هذه المناسبات وكان و مازال فندق "سميرا ميس" القاهرة يمثل نقله نوعية فى الفنادق المقامة وسط عاصمة مصر حيث أقيم لكل الأنشطة ذات الصفة ( تجمعات كبرى ) أن تزاول فى الفندق  ولعل الجراج المتعدد الطوابق ( طابقين ) تحت الفندق رغم "غلو سعره " ساحة الانتظار إلا أن قبل إنشاء مجمع جراجات "عمر مكرم" تحت الأرض  كان هو "الملجا" الوحيد وسط البلد لأي قائد سيارة له مهمة فى وسط المدينة و إذ 

بنا نفاجأ منذ عدة سنوات بغلق بوابة الفندق الرئيسية و إنشاء مدخل مؤقت جانبي  لحين الإحلال و التجديد الذي سيتم فى البهو الرئيسى للفندق والمهم لكل سكان عاصمة المحروسة المستخدمين لأنشطته !! وتابعت ومعي كثيرين بل إنتظرنا إفتتاح التحديث على أهم فنادق العاصمة وحتى كان يوم بعد الافتتاح وحين خروجنا من عزاء من قاعة مناسبات عمر مكرم وكالعادة يذهب الأصدقاء المعزون لإستكمال حديث بدأ بين فواصل الآيات القرآنية الكريمة بالمسجد  يستكملوا حديثهم مع القهوة و الشاي فى كافيه "سميرا ميس"وإذ بنا نصدم من الشكل الذي بدا عليه مدخل سميرا ميس منتهى الإكتئاب أصبح"سميرا ميس بالميلامين " أي و الله  "الميلامين" الذي غزا مطابخ المصريين فى السبعينيات  اختاره القائم على تحديث الفندق لكي ( يجلد) به مدخل الفندق العريق ( ميلامين ) لامع بنى غامق قميء شييء لا يمكن تصوره فى مدخل فندق عظيم  ( رخيص و فاشل و قميء ) هذه الثلاثية تنطبق تماماً على واجهة الفندق اليوم  وإضافة (للميلامين ) فكر العبقري بإضافة ساتر من الحديد ( الفورفورجيه ) الأسود و كأنك فى سجن 
( أرميدان ) على مدخل فندق هائل وسط عاصمة المحروسة ( حديد شبك ) ( وميلامين لامع ) ولونه بنى وطبعاً الحديد لونه أسود حتى أصبح الفندق يستحق لقب فندق " سميرا ميس المكتئب " وهو اسم على مسمى إلى حين تفيق إدارة الفندق وتعيده إلى ما كان عليه قبل الإستعانه بعبقري الديكور "الأجنبي الغبي" !!