"16010" آخر وسائل المستشفيات الخاصة لسرقة المرضى من "الصحة"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تسرق بعض المستشفيات المرضى حتى لا يتوجهون للعلاج فى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، بالترويج لرقم ساخن «16010»، على السوشيال ميديا باعتباره مخصصاً من الوزارة لحالات الطوارئ.

«الفجر» تتبعت الرقم الوهمى وبعد عدة محاولات كنا نسمع فيها رسالة مسجلة بأن الرقم خارج نطاق الخدمة سمعنا رسالة صوتية مسجلة نصها: «مرحبا بكم فى الخط الساخن لطوارئ وزارة الصحة.. الرجاء الانتظار وسيقوم أحد ممثلى الخدمة بالرد عليكم»، وبعد نحو 3 دقائق من الانتظار، رد شخص ما بدأ بتعريف نفسه وقال إن الخط خدمة طوارئ جديدة تابعة لوزارة الصحة ولكنها مخصصة للمستشفيات الخاصة نظراً للضغط الموجود على المستشفيات الحكومية، وأن الخط يوفر للمتصلين غرف رعاية مركزة وحضَانات وحجز للعمليات ولكن فى المستشفيات الخاصة.

ادعت محررة «الفجر»، أن والدها مريض يحتاج لسرير فى العناية المركزة، فسأل ممثل الخدمة عن مستوى المستشفى المطلوب من حيث الخدمة سواء مميز أو فندقى، وكذلك من حيث المقابل المادى يستطيع من خلاله تحديد مستشفى مناسب للحالة.

وتم التوصل مع ممثل الخط الساخن لبعض المستشفيات، وطلب منها أن تختار واحدا منها موضحاً أن الخط الساخن يسهل التواصل بين المريض ومسئولى المستشفى وقال: «إحنا هنوصى على المريض متقلقيش»، موضحاً أن الخط الساخن سيتابع الحالة حتى توصيلها إلى المستشفى وحصولها على الخدمة المطلوبة.

وخلال الاتصال علمنا أن الخط الوهمى يقوم بحجز غرفة فى الرعاية مقابل من 10 لـ20 ألف جنيه فى اليوم الواحد، ويتم تحديد المبلغ حسب مكان المستشفى ومستواه.

مصدر بوزارة الصحة، أكد لـ»الفجر» أن «16010» رقم ليس للوزارة أى علاقة به عكس ما أشيع على السويشيال ميديا خلال الفترة الأخيرة، كما نفى مجلس الوزراء تبعية هذا الخط للوزارة وحذر المواطنين من الربط بين الخدمات التى تقدمها الوزارة وبين الخدمات التى يقدمها ذلك الرقم.

ورغم نفى الحكومة أكثر من مرة صلتها بالرقم الوهمى الساخن إلا أنه منتشر جداً من خلال وسائل التواصل الاجتماعى ويتفاعل معه كثير من المواطنين، منهم آية سعيد، التى اكتشفت الرقم من خلال «بوست» على «فيس بوك» واستخدمته بالفعل لإيجاد سرير لوالدتها المريضة فى العناية المركزة وذلك بعدما فشل الخط الخاص بالطوارئ التابع لوزارة الصحة، فى الاستجابة لطلبها.

تقول آية: «الرقم الوهمى وفر سريرا لماما بعد أقل من 10 دقايق ولكن فوجئت بأنه سيكون فى مستشفى خاص، وأقنعنى الشخص الذى رد على الخط بأن جميع أسرة العناية المركزة فى جميع المستشفيات الحكومية مشغولة وأنه ليس هناك بديل سوى المستشفى الخاص حيث كانت تكلفة الغرفة لليوم الواحد 12 ألف جنيه حيث كانت أمى تعانى من نزيف فى المخ».

أما شهد مبارك، فعاشت يوماً عصيباً بعدما أبلغها أحد المستشفيات الحكومية بأن حالة والدها تتطلب حجزه فى غرفة رعاية مركزة فى أقرب وقت «شوفت يوم ما يعلم بيه إلا ربنا، ودورت على رقم للوزارة وروحت الديوان العام لكن مسئولى الوزارة ردوا بأنه لا يوجد مكان متاح فى المستشفيات الحكومية وأعطونى رقما للمتابعة معهم لإبلاغى فى حال وجود مكان بمستشفى حكومى، بعدها حاولت التواصل مع عدد من المستشفيات الخاصة، واكتشفت أن الرقم المتداول على أحد الجروبات يخصهم، وبالفعل تمكنت من خلاله من توفير مكان بالرعاية».

وقالت إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة فى مجلس النواب، لـ»الفجر» إنها علمت بأمر الخط الوهمى مصادفة، وتواصلت مع وزارة الصحة وتأكدت من أنه غير تابع لها، ولذا تتابع الأمر لملاحقة المتورطين فى الأمر، رغم أن وجود خط ساخن يخدم المستشفيات الخاصة، أمر سليم وفى صالح المرضى لسد حاجتهم بسبب العجز الموجود أحياناً فى الخدمة والذى لا تستطيع المستشفيات الحكومية التعامل معه. وترى شاكر ضرورة محاسبة المسئولين عن هذا التصرف لأنهم وضعوا الحكومة فى حرج لأنها أصبحت متهمة بتسهيل تربح المستشفيات الخاصة على حساب المرضى، حيث علمت بأن مجموعة من المستشفيات الخاصة تقف وراء هذه الخدعة لجذب أكبر عدد من المرضى بهدف تحقيق أرباح أكبر.