الصين: سياسات القوة الأمريكية تقوض الاستقرار العالمي

عربي ودولي

بوابة الفجر


اتهمت الصين اليوم الاربعاء الولايات المتحدة بتقويض الاستقرار العالمي بسياسات أحادية الجانب و"سياسة القوة" في أول مخطط شامل لوزارة الدفاع الصينية لسياساتها منذ تولي الرئيس شي جين بينغ السلطة.

كانت الولايات المتحدة أول دولة تم ذكرها في قسم فتح المستندات حول "عوامل زعزعة الاستقرار البارزة" و"التغييرات العميقة" في محيط الأمن الدولي.

وقالت الصين في الوثيقة "لقد عدلت الولايات المتحدة استراتيجياتها للأمن والدفاع الوطني وتبنت سياسات أحادية الجانب.. وأثارت وكثفت المنافسة بين الدول، وزادت بشكل كبير نفقاتها الدفاعية، وقوضت الاستقرار الاستراتيجي العالمي."

كما صرح هو كاى هونغ المتحدث باسم المكتب الاعلامى بمجلس الدولة ان الوثيقة هى اول كتاب ابيض يشمل الدفاع الوطنى للصين يتم نشره منذ المؤتمر الوطنى الثامن عشر للحزب فى عام 2012. إنه العاشر من نوعه منذ عام 1998.

قال الكتاب الابيض ان الصين لن تتخلى عن استخدام القوة فى الجهود الرامية الى اعادة توحيد تايوان بالبر الرئيسى وتعهد باتخاذ جميع الاجراءات العسكرية اللازمة لهزيمة "الانفصاليين".

كما ذكر التقرير إن الشرطة شبه العسكرية الصينية ساعدت سلطات شينجيانغ على "التخلص من 1588 عصابة إرهابية عنيفة والقبض على 12955 إرهابيا". قدرت الولايات المتحدة والمحللون المستقلون وجماعات حقوق الإنسان احتجاز حوالي مليون مسلم في معسكرات الاعتقال كجزء مما تصفه الحكومة بحملة لمكافحة الإرهاب.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع وو تشيان إن تهديد الانفصالية في تايوان يتزايد، وحذر من أن أولئك الذين يسعون لاستقلال تايوان سيصلون إلى طريق مسدود.

و اضاف وو "اذا تجرأ أحد على فصل تايوان عن الصين، فإن الجيش الصيني سيقاتل بالتأكيد، ويدافع بحزم عن وحدة البلاد السيادية ووحدة أراضيها".

وقد انفصلت تايوان عن الصين التي يحكمها الحزب الشيوعي في خضم الحرب الأهلية في عام 1949. وتصر الصين على أن تايوان جزء من أراضيها وتسعى إلى "إعادة توحيد كاملة".

اثارت الولايات المتحدة مرارًا غضب بكين من خلال بيع الأسلحة إلى تايوان. رغم أن الولايات المتحدة ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، الا ان القانون الأمريكي يشترط تزويد تايوان بمعدات وخدمات دفاع كافية للدفاع عن النفس.

فى وقت سابق من هذا الشهر، وافقت الولايات المتحدة مبدئيا على بيع أسلحة بقيمة 2.2 مليار دولار لتايوان - وهو الاقتراح الذي دفع الصين إلى التهديد بفرض عقوبات ضد الولايات المتحدة. وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنها قدمت الطلب في ضوء تهديد عسكري متزايد من الصين.

كما أشار الكتاب الأبيض إلى التحركات الأمريكية واليابانية والأسترالية لتعزيز وجودهم العسكري وتحالفاتهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وسط إثارة الشكوك في المنطقة.

وذكر التقرير أن نشر الولايات المتحدة لنظام دفاع صاروخي في كوريا الجنوبية قوض بشدة التوازن الاستراتيجي الإقليمي. وأشار كذلك إلى إعادة تفسير اليابان لدستورها بعد الحرب العالمية الثانية للسماح لجيشها بالعمل بعيدًا عن شواطئها.

أدى التوسع العسكري الصيني في الأعوام الأخيرة إلى إثارة المخاوف بين دول المحيط الهادئ الأخرى في منطقة تهيمن عليها البحرية الأمريكية منذ فترة طويلة.

يعتبر تطوير الصين للصواريخ الباليستية والصاروخية المضادة للسفن على وجه الخصوص بمثابة محاولة لردع وصول قوات الولايات المتحدة العسكرية والبحرية إلى أجزاء من منطقة آسيا والمحيط الهادئ.