دور تاريخي للإمارات في دعم وحماية أطفال اليمن

عربي ودولي

دور تاريخي للإمارات
دور تاريخي للإمارات


أولت دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بالطفولة في اليمن، من خلال الدعم المباشر وغير المباشر لهذه الفئة المهمة من المجتمع، وذلك ضمن مساعيها لتطبيع الحياة في المحافظات المحررة، والتخفيف من معاناة المواطنين اليمنيين ومساعدتهم على تجاوز تبعات الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثي الإيرانية.

 

ومنذ تحرير العاصمة المؤقتة عدن في يوليو 2015 اهتمت دولة الإمارات بدعم أطفال اليمن من خلال تنفيذ حزمة من المشاريع المتعددة في مجالات الصحة والتعليم والترفيه والتي كان لها انعكاسات مباشرة على الأطفال بما يحفظ حقوقهم، ويذلل كافة الصعوبات التي تقف عائقاً دون تنشئتهم تنشئة سليمة، تؤهلهم ليكونوا أفراداً صالحين قادرين على خدمة وطنهم ومجتمعهم.

 

وكان أبرز الدعم المقدم لقطاع الطفولة هو إعادة الطلاب إلى مدارسهم من خلال برنامج إعادة تأهيل المدارس في المحافظات المحررة، حيث كان لذلك الأثر الإيجابي على حياة الأطفال بعودتهم إلى مدارسهم وحفظ حقهم في التعليم.

 

ودعمت الإمارات إعادة تأهيل عدد من رياض الأطفال والمؤسسات المتخصصة بذوي الهمم بما ساهم في إعادة تشغيل هذه المؤسسات واحتضانها للأطفال من ذوي الهمم.

 

اياد بيضاء

سلط وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن نبيل عبد الحفيظ، الضوء على دور دولة الإمارات العربية المتحدة في حفظ الطفولة من خلال المشاريع التنموية والتعليمية والاجتماعية في اليمن، ضمن الدور الرائد والتاريخي الذي يقوم به التحالف العربي في اليمن في إطار دعم الشرعية، ولاسيما على المستوى الإغاثي والإنساني.

 

وقال عبد الحفيظ، في تصريحات خاصة لـ «البيان» من مقر إقامته بالعاصمة المصرية «القاهرة»، إن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بدور كبير ورائد في حماية الطفولة ودعم قضايا الطفولة في اليمن في هذه الظروف التي يشهدها البلد، وكان ذلك الدور واضحاً في كثير من الجوانب الإغاثية والإنسانية التي برزت فيها الأيادي الإماراتية البيضاء بشكل أساسي، واستفادت منه بصورة خاصة النساء والأطفال.

 

وشدد على أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كانت ولا تزال لها دور كبير لا يُمكن أبداً إغفاله في مسألة دعم الطفولة في اليمن، يبرز ذلك الدور من خلال «العمل الكبير على إرسال مستلزمات ولوازم طبية، لمواجهة الأمراض والأوبئة التي تصيب الأطفال في مختلف أرجاء اليمن»، إضافة إلى الدور الذي قامت به في سبيل إنقاذ الطفولة وإبعاد الأطفال عن الصراع، وقد كانت تلك الأدوار ولا تزال أعمالاً كبيرة ومشهودة ويكن لها اليمنيون كل احترام وتقدير.

 

وأفاد المسؤول اليمني بأنه يظل للهلال الأحمر الإماراتي وكذا مركز الملك سلمان للإغاثة بصمات واضحة وقوية لدعم وحماية أطفال اليمن، مذكراً بأن دولة الإمارات تحتل المركز الأول في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني، وهي المساعدات التي يستفيد منها الأطفال بشكل أساسي.

 

وقال إن الإمارات قدّمت مبالغ هائلة لدعم أطفال اليمن ضمن المساعدات الإغاثية التي استفاد منها اليمنيون، مشيراً إلى عمليات إعمار وترميم المدارس وإعادة تشغيلها، باعتبارها واحدة من البصمات الواضحة لدولة الإمارات التي يكن لها اليمنيون كل تقدير.

 

وفيما يتعلق بالمدارس، فقد أعادت الدولة خلال النصف الأول من العام الجاري 2019 تأهيل 13 مدرسة في خمس محافظات يمنية، شمل ذلك تجهيز وتأثيث الفصول وملحقاتها وترميم الأجزاء المتضررة من المدارس.

 

واستفاد من عمليات إعادة التأهيل 9 آلاف و900 طالب وطالبة. وفي العام الماضي 2018 أعادت الدولة تأهيل 36 منشأة تعليمية، ووزعت 10 آلاف حقيبة مدرسية و10 آلاف زي مدرسي في مختلف المناطق المحررة، وهو ما أسهم في إعادة نحو 24 ألف طالب وطالبة إلى مدارسهم.

 

ومنذ العام 2015، أقدمت الإمارات على بناء وإعادة تأهيل نحو 320 مدرسة، ووفرت التعليم لأكثر من مليوني طالب وطالبة بشكل مباشر أو عبر منظمات الأمم المتحدة والمتمثلة في منظمة اليونيسف.

 

علاج الأطفال

كما كان للدعم المستمر لقطاع الصحة دور كبير في حماية الأطفال من الأمراض المعدية، وتلقيهم العلاج في المستشفيات التي تم إعادة تأهيلها في كل المحافظات المحررة.

 

وقدمت الإمارات مكملات غذائية لأطفال اليمن الذين يعانون سوء التغذية الحاد للحيلولة من دون إصابة الصغار بسوء التغذية، وذلك عبر إطلاق برنامج غذائي شامل، بما يسهم في التخفيف من حدة النقص في الخدمات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية، والحد من تفشي الأمراض المعدية، وتوفير العلاج اللازم لهم.

 

ونفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل 20 نوفمبر 2018 أسبوعاً استثنائياً في عدد من المحافظات المحررة وتضمن الأسبوع جملة من الأنشطة والمبادرات والبرامج والمشاريع الهادفة، منها دعم مكتب التربية والتعليم في عدن بتنظيم فعالية خطابية تكريمية فنية شارك فيها مئات الأطفال وشملت تكريم الأطفال بأسماء زايد وخليفة كما تم تكريم أطفال حاضنة الهلال، وتم تكريم الأطفال المتضررين من الألغام، وأبناء الشهداء، وذوي الهمم بالإضافة إلى تكريم الأطفال الموهوبين، كما تم توزيع هدايا عيدية لأكثر من 5000 طفل من أطفال رياض عدن.

 

كما أولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي اهتماماً كبيراً بالحالات الإنسانية لعدد كبير من الأطفال الذين يعانون أمراضاً مختلفة تحتاج للسفر إلى الخارج.

 

تأهيل الحدائق

 

ومن ضمن الأنشطة الترفيهية ساهمت دولة الإمارات في إعادة تأهيل كافة الحدائق في العاصمة المؤقتة عدن، بما ساهم في إعادة تشغيل هذه الحدائق وتزويدها بما تحتاج من الألعاب، ليقضي فيها الأطفال وقت فراغهم.

 

ودشّنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي منتصف شهر مارس 2017 حديقة الشعب في مدينة البريقة التي تعد واحدة من أكبر الحدائق بمحافظة عدن، وتم تشييدها على أحدث طراز وفي زمن قياسي وعلى مساحة 22 ألف متر مربع.

 

وصممت الحديقة وفق تصميم هندسي حديث شمل الألعاب الخاصة بالأطفال والمساحات الخضراء الواسعة ومقاهي ومطاعم، وملعبين لكرة الطائرة والسلة بالإضافة إلى معارض تجارية لأعمال خيرية سميت بأسماء المحافظات اليمنية الجنوبية المحررة، حيث تقوم سيدات يمنيات بإنجاز مبتكراتها اليـدوية في البيـوت لعرضـها على زوار الـحديقـة.

 

وسبق ذلك تأهيل حديقة بلوك 65 في مدينة المنصورة وحديقة النغم بمدينة المعلا إلى جانب حديقة أخرى في مدينة صيرة، وذلك ضمن مشروع متكامل لإعادة الحدائق والمتنزهات إلى وضعها الطبيعي لتكون المتنفس لأبناء عدن وزوارها، شملت عملية التأهيل صيانة كاملة لتمديدات الكهرباء والماء، وتشجير الحدائق، وصيانة الألعاب المتواجدة وإضافة ألعاب أخرى.

 

تحقيق أمنية

عملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من خلال مؤسسة تحقيق أمنية في العاصمة المؤقتة عدن على تحقيق أمنية 144 طفلاً خلال الفترة الماضية. ونظمت مؤسسة تحقيق أمنية في عدن فعاليات هادفة أسهمت من خلالها في تحقيق أمنيات عدد كبير من الأطفال.

 

وقالت مسؤولة مؤسسة تحقيق أمنية فرع عدن ياسمين جواس، إن هذه الفعاليات كانت بسيطة من حيث فكرتها ومحتواها القيمة برسالتها ونتائجها هي ضمن الأنشطة الهادفة لدعم الجانب المعنوي لدى الأطفال المرضى.