إيران تزيد آلام المعتقلة "زاخاري" وتودعها مصحة نفسية

عربي ودولي

نازانين زاخاري
نازانين زاخاري


كشفت عائلة موظفة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني، نازانين زاخاري، المعتقلة منذ 2016 في سجن "إيفين" سيئ السمعة، الواقع شمال طهران، عن دخولها مصحة نفسية تحت رقابة مليشيا الحرس الثوري.

 

ووفقا للعين الإخبارية، وفي شكل جديد للقمع المروع داخل سجون إيران، أكدت عائلة الموظفة لدى مؤسسة "تومسون رويترز" الخيرية، أن سلطات طهران نقلت المعتقلة البريطانية من زنزانتها إلى أحد أجنحة علاج المرضى النفسيين بمستشفى الخميني، وسط غموض مصيرها حتى الآن.

 

وأوضح راتكليف زاخاري والد نازانين عن فشله في زيارة ابنته التي أودعت في جناح الأمراض النفسية قبل يومين، رغم بقائه فترة طويلة على أمل الدخول إلى حجرتها.

 

وعبرت عائلة "زاخاري"، في بيان لها على "تويتر"، عن شعورها بالقلق إزاء مصير ابنتها المعتقلة لدى طهران، منذ 3 أعوام، بدعوى سعيها لإسقاط الحكومة الإيرانية؛ فيما قد كذبت "نازانين" هذه الاتهامات مرارا ووصفتها بالمزاعم.

 

وفي حين لم تتحدث وسائل الإعلام الإيرانية التي تسيطر عليها السلطات الأمنية عن تفاصيل إيداع المعتقلة البريطانية رهن مصحة نفسية تحت سيطرة عناصر مليشيا الحرس الثوري، أعربت عائلتها عن أملها في إطلاق سراحها قريبا، وفقا للبيان.

 

وتسعى عائلة موظفة مؤسسة "تومسون رويترز"، التي أضربت عن الطعام مؤخرا بسبب ظروف احتجازها القاسية، إلى الحصول على إذن يتيح لموظفي السفارة البريطانية لدى طهران زيارة ابنتهم، والتأكد من تلقيها الرعاية الطبية اللازمة.

 

وأشارت حملة حقوقية، تتخذ من لندن مقرا لها تحت عنوان "أطلقوا سراح نازانين"، إلى أنه من غير المعروف المدة التي يتوقع أن تقضيها في جناح الطب النفسي، أو نوعية العلاج الذي سيقدم لها.

 

يشار إلى أن الحالة الصحية للمعتقلة مزدوجة الجنسية (بريطانية - إيرانية) قد ساءت في الآونة الأخيرة، حيث كانت تتعرض لنوبات فزع داخل محبسها، وسط مخاوف من إقدامها على الانتحار، بحسب بيان عائلتها.

 

ورفضت السلطات الأمنية والقضائية في إيران التجاوب مع مطالب "نازانين زاخاري" (40 عاما) مؤخرا، حيث أضربت عن الطعام لنحو أسبوعين أملا في إنهاء سجنها بهدف رؤية ابنتها "جابرييلا" التي بلغت 5 سنوات، والتي كانت برفقتها لدى اعتقالها حينما كانت تنوي مغادرة طهران في أبريل/نيسان عام 2016.

 

وقضت محكمة إيرانية على "نازانين" بالسجن 5 سنوات بزعم محاولتها إسقاط الحكومة، في الوقت الذي حاولت مليشيا الحرس الثوري الضغط عليها بغية تجنيدها للعمل كجاسوسة لدى طهران، نهاية العام الماضي.

 

مصير مجهول وخطير للغاية يتعرض له مزدوجو الجنسية في إيران، حيث تنظر السلطات الأمنية والاستخباراتية إليهم بعين الريبة باعتبارهم مشتبه بهم كجواسيس لحساب دول أجنبية.

 

وأمس الثلاثاء، أكد متحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية توقيف "فريبا عادل خواه" الباحثة الجامعية الفرنسية من أصل إيراني، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

 

وذكرت تقارير إخبارية ناطقة بالفارسية أن جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري اعتقل الباحثة الفرنسية المتخصصة في علم الاجتماع، يونيو الماضي، وسط غموض بشأن أوضاعها أو حتى الاتهامات الموجهة إليها، في حين طالبت باريس حكومة طهران بتقديم مزيد من الشرح إزاء تلك الواقعة.

 

ولدى طهران قائمة من المعتقلين الحاصلين على جنسيات مزدوجة، والقابعين رهن الاحتجاز تبعا لاتهامات أمنية، أبرزهم الأمريكيان باقر وسيامك نمازي اللذان يقضيان عقوبة بالسجن لنحو 10 سنوات بزعم التجسس لحساب واشنطن.

 

وتطالب الولايات المتحدة سلطات طهران بإطلاق سراح مواطنيها اللذين تعتبرهما مختطفين لديها، إلى جانب الإفراج عن معتقلين آخرين من دول حليفة لواشنطن تحتجزهم إيران لاستخدامهم كورقة مساومة سياسية.

 

ويقضي الباحث الأمريكي من أصل صيني شيوي وانغ الأكاديمي بجامعة برينستون حكما بالسجن لمدة 10 سنوات أيضا بتهمة التجسس رغم اقتصار عمله على البحث العلمي بمجال التاريخ.

 

ويعاني كل من روبرت ليفنسون (عميل فيدرالي سابق) وكذلك شيوي وانغ (باحث أكاديمي) المصير نفسه في سجون إيران، حيث اختفى الأول على هامش مهمة عمل للتحقيق في فساد من محل إقامته بجزيرة كيش عام 2007، بينما اعتقلت السلطات الإيرانية الثاني عام 2016.

 

وحُكم على العسكري الأمريكي المتقاعد مايكل آر وايت (46 عاما) بالسجن 10 أعوام أيضا بزعم ضلوعه في توجيه إهانات للمرشد الإيراني علي خامنئي عبر الإنترنت.

 

واتهمت عائلة "وايت" المعتقل في أحد السجون الإيرانية سيئة السمعة، سلطات طهران بتعذيب نجلها داخل محبسه على خلفية اعتقاله خلال زيارة له إلى البلاد في الصيف الماضي.