بأموال قطرية وصناعة تركية.. مدرعات وأسلحة جديدة تصل إلى أيدي الميليشيات في ليبيا

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



في تأكيد جديد على تزايد الدعم القطري والتركي لجماعات الإخوان الإرهابية والميليشيات المسلحة في طرابلس، تسلم مرتزقة الإخواني فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، مدرعات وأسلحة ومعدات عسكرية، قادمة تركيا، من صناعة مصنع دبابات مملوك للنظام القطري، وفقا لقطر يلكيس.

ونشر "لواء الصمود" الليبي، الذي يقوده القيادي العسكري المعروف من مدينة مصراتة والمعاقب دوليا، صلاح بادي، والذي تعد قطر الممول الرئيسي له، صورا وشريط فيديو عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك"، تظهر لحظة إنزال السفينة لشحنتها من المدرعات البالغ عددها تقريبا، بحسب المقاطع 40 قطعة، فيما توعد بالقتال بها وإحداث فرق على الأرض، مع قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

وتحمل السفينة، التي رفع عليها علم مولدوفا، اسم "AMAZON"، وقد أبحرت حسب معلومات مواقع مختصة بمتابعة حركة السفن، من ميناء سامسون شمال تركيا، في التاسع من مايو، محملة بآليات عسكرية وأسلحة متنوعة، حسبما أظهرت صور التقطت من على متنها.

وتتطابق العربات العسكرية التي تظهرها المقاطع المنشورة، مع مدرعات تركية من نوع "كيربي" من صناعة شركة BMC، التي تتخذ من مدينة سامسون مقرا لها، وتنتج معدات عسكرية للجيش التركي ويملك صندوق الاستثمار القطري 50% من أسهمها.

وشركة BMC، تمتلك القوات المسلحة القطرية 49.9% من أسهمها، بعدما سلمه إردوغان للعصابة القطرية، مقابل 20 مليار دولار، نهاية العام الماضي.

ففي 2018 الماضي نشر مركز "نورديك مونيتور" تقريرا كشف فيه بالمستندات عن أن شركة "بي إم سي"، التي ستدير مصنع دبابات تركي اشترته قطر، حيث كان يديره رجل الأعمال إيثام سانجاك، وهو عضو في الهيئة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ومملوك في الأصل لإردوغان.

ولم تكن تركيا بعيدة عن حليفتها قطر في العبث بالمشهد الليبي، منذ بدء الأزمة في البلاد عام 2014، ولم يعد خافيا على أحد، أن أنقرة والدوحة تدخلتا في الشأن الداخلي الليبي سياسيا وعسكريا.

ورغم قرار مجلس الأمن الدولي بالإجماع، استمرار حظر السلاح المفروض على ليبيا منذ مارس 2011، والذي ينص على "منع بيع أو توريد الأسلحة وما يتعلق بها إلى ليبيا، ويشمل ذلك الأسلحة والذخيرة والمركبات والمعدات العسكرية وشبه العسكرية وقطع الغيار"، كما حظر القرار أيضا على الدول شراء أي أسلحة وما يتعلق بها من ليبيا، إلا أن تميم وإردوغان ضربا بالقرار عرض الحائط، حيث يواصلان إمداد الميليشيات المسلحة والإرهابية، ما مكنها من السيطرة على العاصمة طرابلس.

وتعد المدرعات الجديدة آخر أوجه الدعم، بعد وصلت عبر سفينة محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى، عقب انطلاقها من ميناء سامسون التركي في التاسع من مايو الحالي قبل أن تصل إلى العاصمة طرابلس أمس السبت، بالرغم من عدم وجود أي تبعية مالية أو إدارية له مع حكومة الوفاق وفقا لما هو معلنٌ على الأقل.

والشحنة الجديدة من الدعم العسكري القطري التركي، تأتي بعد أيام من موقف مثير للجدل أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد بدء عمليات الجيش الوطني الليبي العسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الجماعات الإرهابية، حيث أعلن الرجل صراحة دعم بلاده لحكومة فايز السراج، وتدخله لصالح الأخير.

كما أن وزير الداخلية في حكومة السراج، فتحي باشا آغا، ورئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري زارا معرضا للأسلحة في تركيا في الأول من مايو الحالي.

كما أن الشحنة وصلت تزامنا مع زيارة قام بها وزير الدفاع القطري خالد العطية، إلى تركيا لإجراء مباحثات مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يوم الجمعة، وفيما يبدو أنهما اجتمعا للتأكد من وصول الأسلحة والمعدات لأذنابهم في ليبيا، والتخطيط للمرحلة القادمة.

وكشف لواء الصمود بقيادة الإرهابي الدولي صلاح بادي، المفروض عليه عقوبات دولية، حصته من المدرعات والأسلحة القطرية التركية، التي وصلت ظهر السبت، إلى ميناء طرابلس قادمة من ميناء سامسون التركي.

وبينت صور ومقاطع فيديو تسلّم أشرف مامي لحصتهم من المدرعات نيابة عن صلاح بادي من على أرض الميناء، ومنه اتجه بها جنوبا إلى مكان ما في منطقة عين زارة للتخزين، ومن ثم الاستعمال وذلك بصفته المساعد الميداني الأول لبادي في اللواء، إضافة لتعذر دخول الأخير إلى وسط طرابلس حيث الميناء، بسبب خلافات سابقة تتعلق بحرب سبتمبر الماضي التي أدرج بعدها على لوائح العقوبات الدولية والأمريكية.

وظهر في الصور رفقة مامي القيادي الآخر في اللواء وفي كتيبة المرسي الإرهابي محمد بن غزي وهو مسؤول التسليح، وقد أشرف بدوره أيضا على تسلم الحصة رفقة مامي والمغادرة بها إلى المكان المتفق عليه بينهم.

وتضمنت الشحنة القادمة من العلج التركي بالتنسيق مع تميم العار، أيضا عددا من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، إضافة لبنادق قنص ورشاشات أغراض عامة وكميات غير معروفة من الذخائر.

وتوزعت هذه الكميات على الكتائب الرئيسية المشاركة في المعارك ،بما في ذلك لواء الصمود والكتيبة 33 مشاة بقيادة بشير خلف الله الملقب بـ"البقرة" وفقا لما نشره تجمع ثوار تاجوراء عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.

وبيّنت الصور ومقاطع الفيديو التي نشر لواء الصمود، وكذلك صفحة كتيبة المرسى التي أسسها ويقودها بادي شخصيا بعضا منها عبر صفحته الرسمية على فيسبوك لحظة إنزال السفينة لشحنتها من المدرعات.

وفي تصريحات سابق الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري إن أسلحة وطائرات تركية مسيرة "درونز"، وصلت إلى أيدي ميليشيات طرابلس، موضحا أن هناك دعما تركيا قطريا للميليشيات، وقد استخدمت طائرات دون طيار تركية.

ولفت إلى أن "استخدام التقنيات يحتاج إلى وقت كبير من الإعداد والتدريب والتجهيز، لكن دخول الطائرات المسيرة في غضون 48 ساعة يدل على أن هناك أجانب يشرفون على تسيير هذه الطائرات".

ورغم التأكد هذه المرة من أن المدرعات والأسلحة قدمت من تركيا بالتنسيق مع قطر، إلا أن الدعم العسكري، سواء من تركيا أو من دول أخرى تدعم الجماعات المتطرفة مثل قطر، لم يكن الأول خلال الأشهر الأخيرة.

فقد سبق أن عثر الجيش الوطني الليبي على أسلحة قطرية، كانت بحوزة الميليشيات الإرهابية، كما تم ضبط شحنات من الأسلحة والمعدات العسكرية القادمة من تركيا عبر البحر.

ويواصل نظام الحمدين الإرهابي الحاكم في قطر، نهجه في تحويل البلاد إلى بؤرة للإرهاب وملاذ آمن للإرهابيين الفارين من العدالة، رغم انكشافه دوليا، حيث يواصل تميم وإردوغان تغذية الإرهاب والصراعات في المنطقة، ما جعلهما عبئا على المجتمع الدولي.